والتحايل على القانون.. ومكالمة بعد منتصف الليل..!!
ولا حديث الآن إلا عن حكم المحكمة الدستورية العليا الخاص ببطلان تثبيت قيمة الايجار الشهري.
فأصحاب المبانى السكنية القديمة «قانون الإيجار القديم» يحتفلون وقد انتابتهم مشاعر الفرح بأن سنوات المعاناة فى سبيل الحصول على حقوقهم قد انتهت وأن الايجارات القديمة سوف تنتهى وسوف يصبح فى مقدورهم تعديل عقود الايجار بما يتناسب مع التضخم والمتغيرات وأسعار العصر..!
وأصحاب الشقق المؤجرة طبقا للقانون القديم فى خوف من أن تكون هناك زيادات فى القيمة الايجارية أعلى من قدراتهم المالية ويخشون أن يكون ذلك سببًا فى طردهم من الشقق التى عاشوا فيها سنوات طويلة وتوارثوها أيضا جيلاً بعد جيل..!
ومجلس النواب هو من سيناقش ويترجم حكم المحكمة الدستورية العليا إلى مشروع قانون جديد بتعديلات على قانون الايجار القديم بحيث سيكون هناك قانون متوازن يعمل على انصاف أصحاب العقارات المؤجرة ويحقق فى الوقت نفسه للمقيمين فى الشقق السكنية طبقًا لقانون الايجار القديم الطمأنينة والاستقرار والعدل أيضا..!
ولن يكون سهلاً الخروج بقانون متوازن يراعى مصلحة جميع الأطراف ولن يكون سهلاً انهاء هذه القضية التى انتظرنا حلا لها عقودًا طويلة من الزمان، ولن يكون سهلاً اصدار تشريع حازم قاطع فى هذه القضية.. تشريع يمكن تطبيقه فعليًا وعمليًا وليس قانونًا غير قابل للتنفيذ.. والحل فى التراضي.. الحل فى تحديد القيمة الإيجارية بالتراضي.. ليس معقولاً أو مقبولاً ثبات القيمة الايجارية.. وليس مقبولاً أو معقولاً زيادة الايجارات دفعة واحدة لتتناسب مع الزمان والأسعار.. وإنما بالتراضى وبالتسامح وفى ظل قانون يحمى مصلحة كل الأطراف.
> > >
ولماذا نعشق فى حياتنا التحايل على القانون؟ ما هذه الرغبة الكامنة فى أعماقنا ضد الالتزام بالقانون فى كل المجالات.. نعشق فى الشارع.. السير عكس الاتجاه.. والانتقال من حارة مرورية لأخرى دون اشارة أو تنبيه.. والسرعة فى القيادة.. واصطحاب الأطفال فى المقاعد الأمامية والتحدث فى المحمول أثناء القيادة.. وإلقاء المخلفات من نوافذ السيارة وارتكاب كل الجرائم التى تضر بحرمة الطريق واحترامه..!
ولماذا نعشق فى مجال البناء ارتكاب كل المخالفات البنائية.. فإذا كان القانون يحدد البناء بأربعة طوابق على سبيل المثال فى بعض المناطق كان هناك اصرار على بناء الطابق الخامس.. ناهيك عن زيادة المساحة البنائية غير المصرح بها فى تراخيص البناء.. وناهيك عن الاعتداء على المساحات التى يجب أن تترك مع الجار.. علاوة على عدم وجود شكل معمارى أو هندسى واحد فى البناء فى كل الاحياء..!
وفى التعليم فإننا نعشق أيضاالتحايل على أنفسنا ولا ندين أو نستهجن جرائم الغش والذى أصبح جماعيًا فى بعض الاحيان..!
وفى كل المجالات فإننا نجيد تفسير القانون وفقًا لأهوائنا ومصالحنا.. ونجيد ايجاد الثغرات التى تبطل وتعقد تنفيذ أى قانون.. ومن خلال نفس الثغرات نوجد ونبتكر قانونًا جديداً يتفق مع الأهواء والمصالح.
نحن أدمنا الاستهتار بالقانون لأننا اخترعنا قانونًا مبنيًا على النفوذ والثروة.. قانونً خاصًا للأقوي.. ونسينا أو تناسينا أن القوة نسبية وأننا لسنا فى غابة لاثبات القوة.. ومازلنا فى حاجة لأن ندرك وأن نستوعب وأن نتعلم أن القانون بحقق العدالة للجميع وأن الالتزام بالقانون هو عنوان الحضارة والرقي.. وفى كل دول العالم التى استوعبت ذلك فإن مظهر ووجود رجل الأمن والبوليس يصبح نادرًا وغير مرئيًا.. فالناس هى القانون.. وهى الالتزام.. وهى التى تحمى نفسها بنفسها بقوة القانون.
> > >
ولأن قضية فوضى السوشيال ميديا قد اصبحت عالمية.. ولأن ما نشكو منه فإن غيرنا يعانى منه أيضا.. ولأن صغار السن هم ضحايا السوشيال ميديا وقوتها وجاذبيتها.. ولأنهم لا يملكون القدرة على الادراك والتمييز بين ما هو ضار وما هو نافع.. ولأن للسن حدودًا فإن استراليا تدرس اتخاذ إجراءات صارمة لمنع من هم أقل من 16 عامًا من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفاصيل كيفية تنفيذ ذلك غير واضحة ولكنهم يؤكدون أنه لن يكون هناك استثناءات حتى لو وافق الوالدان..!!
والمتوقع أن يصدر القانون قريبًا فى استراليا وان كان وجود قانون مثل هذا فى مجتمعاتنا صعبة تطبيقه.. فهؤلاء الصغار الذين سميهم صغارًا فى مقدورهم أن يفعلوا كل مايريدون وكل ما يحلو لهم.. دول عفاريت الكترونية لن يوقفها مليون قانون يمنعهم من دخول الفيسبوك والتيك توك وانستجرام.. انها معركة خاسرة قبل أن تبدأ..!
> > >
والكل غاب عن عزاء الفنان حمدى الرملي.. ولم يحضر للعزاء فنان واحد ووقفت أسرته وحدها تتلقى العزاء وتنتظر أن يأتى الزملاء والنجوم..!
لم يذهب أحد.. ولم يكن هناك قبلات ولا أحضان ولا عرض أزياء لفساتين وملابس العزاء.. والدنيا كده.. والناس كده حتى فى الموت هناك درجات ومسافات وعلاقات.. وحظوظ أيضا.
> > >
وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. وقد دق جرس الموبايل ولم يتوقف.. وأتانى صوت المتصل وهو يقول.. ده تليفون مين؟ مش فاهم قصدك إيه.. ده تليفوني.. أنت عاوز مين؟ أيوه تليفونك ولكن أنت مين..؟! الساعة واحدة الصبح.. وبتتصل تسأل أنا مين.. الله يخرب بيتك وبيت اللى جابوك؟! يا عم ما تزعلش أدينا بنتعرف على بعض.. أنت عصبى ليه.. فرفش كده وخليك كول..!! ولم أكمل المكالمة بالطبع اغلقت الموبايل نهائيَا وحاولت العودة للنوم مرة أخرى وقررت إغلاق الموبايل تمامًا قبل الخلود للنوم.. دى ناس ضايعة وفاضية والترامادول أطاح بما تبقى لها من عقل!! قال إيه عاوز يتعارف بعد نص الليل.. آه يا ابن المركوب.. دمك مش خفيف أبدًا..!
> > >
وأخيرًا:
>> يامنيتى البعيدة وحلمى المستحيل متى تسقط الظروف ونلتقي.
>> والعصافير لا تنسى النوافذ التى نثرت لها القمح، كذلك القلوب لا تنسى الكلمات التى ازهرت ربيعًا.
>> وجل دعائى ألا يهتز غصن الطمأنينية وألا يتبدد الحال ولا يتألم أحدنا من مقام سكينته.
>> وعلى أمل أن تمر هذه الأيام بسلام.. اللهم عونك.
>> واللهم أيامًا مليئة باللطف والطمأنينة.