حياتنا كلها مبنية على الاختيارات ومن ثم نتائج ينتج عنها قرارات ولابد أن يعى الإنسان أنه الوحيد المسئول عن اختياره وبالتالى عواقب ذلك الاختيار! نعيش مراحل الحياة بشغف لذا عندما ينتهى الإنسان من مرحلة ينتقل إلى الاخرى ويظن أن تلك المرحلة هى نهاية الحيرة ليكتشف أن كل مرحلة ينتقل إليها أصعب مما قبلها لأن القرارات يتوقف عليها مصير حياته.
فيجب أن يترك الآباء الأبناء اختيار طريقهم ودورهم تقديم النصيحة والإرشاد فقط؛ فنصيحة لكل خريجى ليس فقط الثانوية بل الجامعة أيضا؛ تمعن جيدا فى اختيار كليتك التى تجد شغفك بها وليس ما اختاره التنسيق وأن كان مجموعك حتم عليك اختيار كلية لا ترغب بها فلا تنزعج بل اعرف جيدا ماذا تريد واطرق الأبواب لتحقيقه فالحياة مليئة بالفرص ولا تقتصر الفرص على طريق واحد فتستطيع أن تحقق حلمك من خلال عدة طرق؛ ومن انتهى من المرحلة الجامعية بحثا عن العمل فيجب أن تفرق بين الوظيفة والموهبة فكل شخص لديه موهبة هناك من اكتشفها وعمل على تنميتها وهناك من لا يعلم ما هى موهبته وبالتالى لم يكتشفها بعد؛ فهناك العمل بالنسبة له مجرد وظيفة تجلب له المال وبالتالى يذهب إلى العمل لينتظر فقط اليوم الذى يقبض فيه! بعكس من يذهب للعمل من أجل تحقيق ذاته ومن أجل تنمية موهبته والمال أيضا يحصل عليه ولكن باعتباره وسيلة وليس غاية؛ هكذا الأمر بالنسبة للزواج البعض ينظر للزواج على أنه شر لابد منه وهذا فكر خاطيء؛ فعندما تختار شريك حياتك بكامل إرادتك وتشعر أن هذا الشخص هو من تريد أن يكمل معك طريق حياتك وقتها سيكون خيرا لابد منه؛ فالزواج نعمة إذا علم الإنسان لماذا يتزوج؟ فمن يقول أريد أن اتزوج من أجل الإنجاب هذا ليس فكر خاطيء كمن يبحث عن وظيفة من أجل المال ولكن لابد أن يتحمل عواقب ذلك الاختيار فالحياة صعبة تحتاج لشريك حياة وليس مجرد زوج أو زوجة؛ تحتاج لمن يشبعك فكريا وعاطفيا وروحانيا ونفسيا ومعنويا لتكتفى به ويكتفى بك وإلا ستظل طيلة حياتك تبحث عنه؛ والانجاب ليس مجرد غزوة أو أنجب طفلاً يحمل اسمى بل أمانة رزقنا الله بها روح ستسأل عنها تحتاج إلى حب ودعم معنوى قبل المادى يحتاج أن يشعر أنه ولد فى بيئة سوية بين أب وأم يحبان بعضهما البعض وليس مجرد زوجين مضطرين للعيش سويا من أجل الابناء فبكل تأكيد يشعر الأطفال بالحب أو المشاعر السلبية بين الزوجين وتنتقل إليهم وتؤثر فيهم سواء بالايجاب أو السلب؛ لذا تمعن فى الاختيار فالإنسان يعيش مرة واحدة فاختار من تريد أن يكمل معك حياتك ويشاركك فى الفرح والحزن والمكسب والخسارة لتصبح جسداً واحداً وروحاً واحدة لتصبح الحياة ليست عبئاً بل تشعر حينها لما أراد الله لنا الزواج ولما وصفه بالسكن والمودة والرحمة.