الأمم المتحدة: الصراعات أودت بحياة عدد قياسى من عمال الإغاثة
48 مليار دولار تمويلاً مطلوباً للعمل الإنسانى لعام 2024
186 مليون شخص حول العالم فى حاجة للمساعدة الإنسانية فى العام الحالى
12 مليار دولار فقط تمويلاً متواجداً حتى نهاية يوليو 2024
287 من العاملين فى مجال الإغاثة قتلوا فى غزة منذ أكتوبر 2023، منهم 205 من موظفى الأونروا
140 مليون شخص حول العالم تلقوا مساعدة إنسانية العام الماضى
100 مليون شخص بشرق المتوسط بحاجة لمساعدات
935 هجومًا على المرافق الصحية فى جميع أنحاء منطقة شرق المتوسط
669 قتيل وإصابة
1054 من العاملين فى المجال الصحى
بينما تحى المنظمات الدولية والهيئات العامة «اليوم العالمى للعمل الإنساني» يجد العالم نفسه فى مأزق بين تطبيق الإجراءات وبنود العمل الانسانى وبين المحاولات المكثفة للمساعدة والإغاثة فى مناطق لا تعترف بالإنسانية ولا بحقوق الإنسان، وأصبح إزهاق الأرواح فيها أسهل ما يكون.
تاريخ هذا اليوم يعود إلى حادثة مأساوية وقعت فى 19 أغسطس 2003، عندما تعرض فندق فى بغداد لهجوم أودى بحياة 22 من عمال الإغاثة الإنسانية، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق، سيرجيو فييرا دى ميلو.
هذه الحادثة دفعت المجتمع الدولى إلى اتخاذ خطوة مهمة، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2008 قرارًا بإعلان 19 أغسطس يومًا عالميًا للعمل الإنساني، لتكريم ضحايا هذا الهجوم وإبراز الجهود الإنسانية العالمية.
النظرة العامة للعمل الإنسانى لعام 2024 تتطلب تمويلًا يقدر بـ 48.65 مليار دولار لمساعدة 186.5 مليون شخص فى حاجة، وهو مبلغ يعكس اتساع الأزمات الإنسانية وتزايد الاحتياجات على مستوى العالم.. وفى رسالة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بمناسبة اليوم العالمى للعمل الإنسانى دعا إلى إنهاء الهجمات على العاملين فى المجال الإنسانى وعلى جميع المدنيين.
قال جوتيريش إنه فى غزة، وفى السودان، وفى العديد من الأماكن الأخري، يتعرض العاملون فى المجال الإنسانى للهجوم والقتل والإصابة والاختطاف، إلى جانب المدنيين الذين يدعمونهم.
أضاف أنه يتم تجاهل القانون الإنسانى الدولى – القانون الذى يحمى المدنيين أثناء الحرب – ويعنى مناخ الإفلات من العقاب أن الجناة لا يخشون العدالة، وهو ما يمثل فشلا للإنسانية والمسئولية والقيادة.
كما أشار إلى أنه أينما كان هناك معاناة إنسانية، يسعى العاملون فى مجال المساعدات الإنسانية إلى تخفيف المشقة والألم، موضحا أن العمليات الإنسانية التى نسقتها الأمم المتحدة قدمت مساعدات منقذة للحياة لأكثر من 140 مليون شخص فى العام الماضي.. أكد جوتيريش أن العاملين فى مجال المساعدات الإنسانية، ومعظمهم من الموظفين الوطنيين الذين يخدمون مجتمعاتهم، يواصلون العمل على الرغم من العنف الوحشي، واستمروا فى جهودهم للتغلب على جميع العقبات التى تحول دون دعم المحتاجين فى مواجهة نقص التمويل الشديد.
أشار إلى أن عام 2023 كان الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين فى المجال الإنسانى سواء فى غزة، أو السودان، وفى العديد من الأماكن الأخري، مطالبا بإنهاء الهجمات على العاملين فى المجال الإنسانى وعلى جميع المدنيين، ودعا الحكومات إلى الضغط على جميع أطراف الصراع لحماية المدنيين.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الصراعات أودت بحياة عدد قياسى من عمال الإغاثة بجميع أنحاء العالم خلال عام 2023، وإن حصيلة عام 2024 مرشحة لتكون أكبر مع استمرار الصراع فى أماكن النزاعات.. أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بأن أكثر من نصف وفيات العام الماضى سجلت فى الأشهر الثلاثة الأولى من حرب إسرائيل على قطاع غزة، والتى اندلعت فى أكتوبر، وقضى معظمهم فى غارات جوية. وأضاف: «الحصيلة فى عام 2024 قد تكون فى طريقها إلى معدلات أكثر دموية، حيث قتل 172 عامل إغاثة حتى 7 أغسطس».. فى السياق، قالت جويس مسويا، نائبة منسق الإغاثة الطارئة فى الأمم المتحدة، فى بيان «تطبيع العنف ضد عمال الإغاثة والافتقار إلى المساءلة أمر غير مقبول وغير أخلاقى ويضر بعمليات الإغاثة فى كل مكان بشكل كبير».
فى الوقت نفسه، قالت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من مرور 75 عامًا على سنِّ القوانين الدولية لحماية المدنيين والعاملين فى مجال الإغاثة فى أثناء النزاعات، فإن ثمة تجاهلاً متزايدًا لهذه الحماية، ونحن نشعر بقلقٍ بالغٍ من أن عام 2024 يمضى فى مسار أشد وطأة وسوءا، خاصة مع استمرار التصعيد فى الأرض الفلسطينية المحتلة والسودان وسوريا ولبنان واليمن.
أضافت المنظمة فى بيان لها: «لعل أصعب ما فى الأمر ذلك الحداد المستمر الذى تعيشه الأسرة الإنسانية جمعاء فى غزة التى فقدت 287 من العاملين فى مجال الإغاثة منذ أكتوبر 2023، منهم 205 من موظفى الأونروا.
جاءت تلك التصريحات الرسمية بينما مازال سكان قطاع غزة يتجرعون المر من أوضاعهم الإنسانية التى باتت تشكل كابوساً يقلق العمل الإنسانى بشكل مستمر فى وقت تستمر فيه الانتهاكات الإسرائيلية بلا هوادة.
فقد أعلنت الأمم المتحدة أمس أن غزة منطقة وباء خطرة، وحذرت من حدوث كارثة حقيقية بين سكان القطاع يمكن أن تنتشر بسرعة وسهولة بين دول العالم.
ساد تخوف كبير لدى الفرق الطبية من ظهور مرض شلل الأطفال فى مناطق شمالى غزة، لا سيما بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس المسبب للمرض.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال فى دير البلح، لتتوالى التحذيرات الدولية، من انتشار هذا الفيروس فى القطاع.