ماذا يحدث فى «العمق الأمريكى» الآن؟!.. ماذا يجرى للولايات المتحدة «القوة العظمى الأولى» فى العالم وصاحبة الإرث الاستعمارى «الإمبراطورى» الكبير؟!.. هل بدأت بالفعل الخطوات العملية الأولى لتفكك أو سقوط أو نهاية هذه «الإمبراطورية» أم أن «ذلك» ما هو إلا ظنون وأمنيات الشعوب المقهورة..؟!
بالتأكيد.. مثل هذه الأسئلة تردد ذكرها كثيراً على مدى سنوات ليست بقليلة خاصة عبر الدراسات والأبحاث التى قام بها متخصصون من داخل الولايات المتحدة الأمريكية و«خارجها».. وكانت الإجابات «متقاربة» فى بعض الأحيان و»مختلفة» فى الأحيان الأخرى.. لكن «الجديد» أو بالأحرى «الدافع» وراء إعادة طرح هذا «السؤال الكبير» هو طبيعة الظرف الذى يمر به العالم وفى المقدمة منه الولايات المتحدة.. «لحظة التغيير» الحالية.. المتسارعة والشاملة و«العنيفة».. والتى تضرب مراكز «معادلات القوة التقليدية» على امتداد جغرافيا «المكان والزمان».. يضاف إلى ذلك.. بل هو من أساسيات وركائز «الدافع» وراء طرح «السؤال» من جديد.. هو ما ورد فى «تقريرين» أحدهما تقرير «علمى متخصص» والثانى تقرير له طابع «دبلوماسى» جاء على لسان أحد رجال السياسة العالميين المهتمين بالشأن الأمريكى.
«ملخص» ما جاء فى هذين «التقريرين» أن عبارة «تفكك الولايات المتحدة الأمريكية» صارت تتردد بشكل «لافت» لدى دوائر عدة.. وأن سقوط الإمبراطورية الأمريكية لم يعد من الأمور «المستبعدة أو المستحيلة».. جاء أيضاً أن هناك بعض «التوقعات» ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية مقدمة على «حرب أهلية» بين «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» خلال «العقد القادم» وأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية «الماضية والقادمة» مهدت وستمهد لذلك.
مما أشار إليه «التقريران» أيضاً أن هناك «حالة» تسيطر على «المناخ العام» فى الولايات المتحدة.. لم تشهدها «أمريكا» منذ الحرب الأهلية «1865-1861» هذه «الحالة» تتمثل فى اتساع الانقسامات السياسية والأيديولوجية لدرجة أن البعض يرى أن هناك «أمريكتين» تتصارعان حول قضايا اجتماعية وسياسية ودستورية.. وكذلك حول «الدور» الذى يجب أن تلعبه الولايات المتحدة فى العالم.. يرى «المتأملون» فى «المشهد» أنه لم يحدث فى تاريخ الولايات المتحدة أن كان «المجتمع الأمريكى» فيها منقسماً بهذه الدرجة.. فالفجوة تزداد بين «الولايات الجمهورية» و«الولايات الديمقراطية» والامبراطورية الامريكية على مشارف واحدة من أخطر انتخابات رئاسية تشهدها منذ «ظهورها».. قضايا حمل سلاح.. حقوق الأقليات.. حقوق المرأة والطفل.. القضايا الدينية.. وغير ذلك من موضوعات محل خلاف جذرى داخل المجتمع الأمريكى.
يمكننى أن أضف «ملاحظتين» لم يتضمنها أى «التقريرين» .. وهما ملاحظتان تؤيدان وتدعمان «رؤية» بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية. الملاحظة الأولى تتمثل فى تآكل «النفوذ الأمريكى» خلال السنوات الأخيرة خاصة مع «بروز القوة الصينية الهائلة والعنفوان «الروسى» و«الكورى الشمالي».. فبات واضحاً للجميع «بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية» أن الولايات المتحدة بدأت فى «التراجع».. ولو نسبياً.. وأخذت تخسر الكثير من نفوذها الذى كان «مطلقاً» فى كثير من المراكز الفاعلة على سطح «الكرة الأرضية».. أما «الملاحظة الثانية» التى أراها فهى ذلك «السقوط الأخلاقى والإنساني» الذى غرقت فيه الولايات المتحدة الامريكية «الرسمية» خلال الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة.. إن التواطؤ والمشاركة الأمريكية فى الحرب بالتمويل والسلاح والصمت و«الفيتو».. كل ذلك من مظاهر «السقوط الكبير» الذى يؤدى لا محالة إلى نهاية الإمبراطورية حتى وإن استغرق ذلك بعض الوقت.
سقوط أو تفكك أو نهاية «الإمبراطورية الأمريكية» هو «حتمية» تاريخية و«كونية».. مثلما حدث مع الإمبراطوريات التاريخية الأخرى.. لكننى وأنا أقول ذلك أرانى أنظر إلى انتفاضة «غزة» التى انطلقت من داخل الجامعات الأمريكية وأحدثت هزة عنيفة هناك وصل صداها إلى أوروبا واسيا.. أرانى أنظر إلى «صحوة ضمير مجتمعية أمريكية» تدافع عن حق الشعب الفلسطينى المقهور.. إننى أنظر إلى هذه الصحوة أو هذه «الانتفاضة» وما كشفت عنه من «وجه جديد» للولايات المتحدة وأقول إنه مثلما يرى البعض أن الولايات المتحدة «الرسمية» بدأت فى طريق «نهاية الإمبراطورية».. فإننى أرى أن الولايات المتحدة «الإنسانية» والتى تمثلت فى انتفاضة الجامعات وأحداث مجتمعية أخرى يمكن أن تؤجل كتابة كلمة «النهاية» للإمبراطورية الأمريكية.. ليس ذلك فحسب بل من الممكن أن تكون صحوة الضمير المجتمعى داخل الولايات المتحدة سبباً فى استمرار «أمريكا» كقوة عظمى موحدة.. لكنها أكثر «عدلاً» وأشمل «إنسانية» !!
>> من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.