أعرب فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عن استعداد الأزهر للتدخل لإنقاذ المجتمعات المسلمة من براثن الفكر المتشدد وسعيه إلى بيان الصورة الصحيحة عن الإسلام، مؤكدا خلال لقائه يوسف كالا رئيس مجلس المساجد الاندونيسى أن الأزهر يفتح أبوابه لاستقبال كل الفتيات اللاتى أجبرن على ترك تعليمهن فى الدول المسلمة لاستكماله فى الأزهر بمنح دراسية مدعومة بشكل كامل مفتوحة نظرا لما تمر به هذه المجتمعات من ظروف قاسية على الفتيات.
بينما طلب المسئول الاندونيسى تكثيف الدورات التدريبية لأئمة بلاده فى أكاديمية الأزهر وزيادة أعداد المبتعثين الأزهريين لإندونيسيا من أئمة ووعاظ وتخصيص عدد من المنح الدراسية لأئمة اندونيسيا للالتحاق بالدراسات العليا فى كليات جامعة الأزهر، مشيرا إلى أن الأزهر هو الجهة القادرة على مناقشة فكر الجماعات المتطرفة وتفنيده وإنقاذ هذه المجتمعات من الوقوع فيما لا يحمد عقباه فى المستقبل.
كما أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أمام قمة قادة الأديان بأندونيسيا ان الأديان السماوية رسالة سلام إلى الانسان والحيوان والنبات والطبيعة وان الاسلام لا يبيح للمسلمين القتال إلا فى حالة دفع العدوان عن النفس والأرض والوطن معلنا فى لقاء بعنوان «الحوار والوئام بين الأديان والحضارات» أنه لم يحدث فى تاريخ المسلمين أن قاتلوا غيرهم لإجبارهم على الدخول فى دين الإسلام.
أضاف أن الإسلام ينظر لغير المسلمين من منظور المودة والاخوة الانسانية، ودعا شيخ الأزهر أبناء الشرق إلى الشعور بروابط أكثر تقاربا وتآلفا يتواصلون بها مع الغرب والتوقف عن اعتبار الحضارة الغربية حضارة شر وخروج على قيم الأديان والفضائل واستبدالها بالتفاؤل فى كون الحضارة الغربية إنسانية أنقذت البشرية ونقلتها إلى آفاق علمية وتقنية لم تكن لتصل إليها طوال تاريخها لولا عكوف علماء الغرب على مصادر المعرفة الأدبية والتجريبية والفنية وان الشرق لديه من الروحانيات الدينية ما يدفع به التحلل والاندثار عن حضارة الغرب، بينما الغرب يملك انتشال الشرق من التخلف العلمى والتقنى والصناعى وغير ذلك.
أكد قادة الأديان أن شيخ الأزهر رمز للسلام والتسامح وانهم يستلهمون المبادئ من جهوده الداعية إلى نشر قيم الحق والخير والعدل والاخوة الانسانية بما يساعدهم على ترسيخ السلام والتعايش وقيم المواطنة.