كشفت التغيرات الصحفية الاخيرة مع نهاية شهر رمضان عن رؤية جديدة لتعامل الدولة، مع الاعلام بوسائله المختلفة بما يعكس حجم الشراكة الحقيقى بين الطرفين التى طالما نادينا بها من هنا، وهو ما ظهر بوضوح من متابعتى اللصيقة للصحف القومية بعد تعينات رؤساء التحرير الجدد، وهم من ابناء المهنة العريقة، وتتلمذوا على أيدى اساتذة كبار ومساحة حرية مسئولة تحافظ على امن واستقرار الوطن، وان كان هذا لا ينفى جهود الزملاء السابقين وفقاً للمرحلة السابقة، حيث لكل مرحلة استراتيجيتها، ومن ثم يتضح لنا أن هناك مستقبلا واعدا بشأن هذه العلاقة لمزيد من جذور الثقة بين الطرفين من اجل مصلحة هذا الوطن، علاوة على انها اثبتت للمواطن مدى المصداقية التى تمتع بها هذه العلاقة الثنائية، هنا لابد أيضا من التسجيل حرص الدولة، وإصرارها على تحقيق الشفافية بينها وبين المواطنون ومشاركتها للمواطن فيما تتخذه من إجراءات لصالحه بدون مواربة أو اخفاء للحقائق.
ان التغيرات ايضاً تعكس إدراكاً من قبل متخذى القرار ان الوقت قد حان لقيام وسائل الإعلام بدورها والمطلوب منها فى الفترة القادمة لمواجهة التحديات التى تواجه الدولة المصرية بالمناسبة هو أساس نشأتها ووجودها، وبما يحافظ على امن واستقرار البلاد الذى اصبح ضروريا فى ظل الأخطار المتزايدة التى تحيط بالدولة فى محيطها الإقليمي، ولكن وفقا لرؤية استراتيجية يتعاون الطرفان فى تطبيقها وتحديد دور كل وسيلة فيها بما يتوافق مع نوعية الجمهور المتلقى لكل وسيلة اعلامية.
من ناحية أخرى الأحداث التى تمر بها المنطقة تكشف كيف استعدت القيادة السياسية لتلك الأحداث وفقا لرؤية استراتيجية وبخطوات صامتة كثيرة ومعلنه قليلًا، بداية من تحديث تسليح الجيش المصرى وتنويع مصادر ذلك التسليح، وأيضا اقامة قواعد عسكرية فى مناطق لم تكن يوما فى حسبان احد قاعدة محمد نجيب، قاعدة للقوات البحرية فى البحر الأحمر، وغيرها مرورًا بملف ترسيم الحدود شمالا وجنوبا، هنا نلاحظ ان الايام تثبت بأن الرئيس السيسى لا يتحرك من فراغ، ولا عشوائيا وانما هناك قراءة واضحة لديه لمستقبل المنطقة وحجم الدور المصرى فيها، وعلى الدولة ان تكون مستعدة بكافة الأشكال لمواجهة كافة الاحتمالات بالتخطيط والمتابعة دون كلل أو تقاعس ، وعلى من يعمل معه ان يدرك انه لا مجال للتقاعس أو التكاسل، وأنه رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجه الشعب المصرى لابد من التحرك بالتوازى بين مواجهة تلك التحديات والاستعداد لما هو قادم وهو ما يفعله الرئيس بشكل عملى دون الالتفات لهجوم البعض أو محاولتهم لاحباط عزيمة المصريين الذين اختاروه عن قناعة عامة بانه الرئيس الذى تحتاجه البلاد فى تلك الفترة العصيبة التى نمر بها.
خارج النص:
المشكلة ان الحرب الباردة بين القوى العظمى عادت بصورة واضحة فى منطقة الشرق الأوسط وبصورة واضحة نحن فيها ،ولكن بقرارنا السيادى الذى يحفظ امن واستقرار البلاد وعلى الشعب الانتباه والوقوف خلف الرئيس ورجاله من ابناء الجيش المصري، وان تستمرّ اللحمة الوطنية.