سقوط دكاكين الفضائيات
حينما ننظر إلى المشهد الإعلامى المعادى والمعاكس والمغرض والموجه نجد أنه وقد تحول بعضة إلى «دكاكين وربما أكشاك فضائية» تقوم بدور استفزازى فى إطار ممنهج للتأجيج والتهييج.. ومثلها بعض الصحف والمواقع الإليكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى خالقة للاشاعات ومروجة لها.. ومعلنة بلا إستحياء ولا خجل ولا حمرة وجه عدم الإلتزام بالأداء المهنى المحترف والمحترم.. وبأخلاقيات وقواعد مهنة الصحافة والإعلام.. بل وتجاوز بعضها إلى مرحلة العمالة والندالة.. يتولى مذيع مأجور العزف منفردا مطلقا مكلمة لا أساس لها من الواقع.. مستعرضا وجهة نظره وأجندة من يوجهوه عن غير وعى ويتهم بلا دليل ويهاجم بقصد ساعيا لإحداث الفرقة بين الشعب وقياداته.. والتشكيك فى الإنجازات واهما أنه سيحقق أهدافه وأهوائه.. أو ربما يكون قلما ملوثا يتولى تسطير الأكاذيب وبث السموم.. مستغرباً أن يكون ذلك من بعض أبناء المحروسة الذين تربوا على أرضها.. وشربوا من نيلها.. وترعرعوا فى خيراتها ولكنهم باعوا أنفسهم بثمن بخس لمن يقف ورائهم ويحرك ويدفع.
للأسف قد تتمتع هذه «الدكاكين الفضائية» والصحف الصفراء ووسائل التواصل الاجتماعى بجانب من المشاهدة لتقديمها مادة مغرية مضللة وساخنة وكاذبة بعيدة عن الحقيقة تستطيع جذب المشاهد أو القاريء.. بهدف اصطناع الفتن وإثارة المشاكل دون مراعاة مصلحة مصرنا الغالية.. يعملون بلا أصول مهنية.. وبعيدا عن الموضوعية والحيادية فيما يذيعون ويتكلمون ويكتبون.. لا يطبقون أى قيم أو أسس للعمل الإعلامى والصحفى الرشيد.. لا يعرفون للتوازن طعم.. ولا يقيمون للحياد أو الارتكاز على الحقائق وزن.. ولا يستشعرون الدقة والكفاءة المهنية فيما يعملون.. ولا يدركون أن أخلاقيات العمل الصحفى وميثاق الشرف المهنى هما التزاماً وطنياً وإنسانياً بالدرجة الأولي.. تعلمنا ونعلم أجيالاً قادمة أن مايكتب يجب أن يكون موثقاً..مبنى على برهان واستدلال.. صادر عن مصدر صاحب جدارة واستحقاق ويتسم بالدقة والانصاف والوضوح.. وأن نبتعد عن الذاتية وعن الخيال والمفبرك.. محاولين كسب العقول والقلوب كذبا وبهتانا خاصة أننا نعيش فى وقت حرج يحتاج لم الشمل خاصة ونحن نعيش فى منطقة تشهد عدم استقرار وتقلبات وتحولات.
للأسف تقوم هذه «الدكاكين الفضائية « بتلوين الخبر باتجاهات سياسية وميول اجتماعية.. وقيم ذاتية.. وتطويع الخبر ليخدم غرضا بذاته وهو تأجيج المشاعر.. تقوم بتتزيف الحقائق وتطغى القيم والآراء الشخصية على ما يذيعونه أو يكتبوه.. وتحولت «الدكاكين الفضائية» إلى مكلمة لا طائل من روائها إلا بث السموم والأكاذيب.. تحولت الى أبواقاً مشبوهة وآلة دعائية مهمتها التسويق والترويج والتلميع والتلويح لفئة بعينها.. والتسطيح للمواقف.. واللوى للحقائق.. والتزييف للحقائق.. والتغييب للوعي.. والإلهاء للعقول.. متناسين أن للكلمة كرامتها.. وإحترامها.. وإجلالها.. وأنهم بهذا النهج المعوج يعيثون فى الأرض فساداً.. خضعت أهواؤهم لأليات السوق.. نسوا أن مصرنا الغالية مهما فعلوا بها سوف تظل عصية وأبية وتعاملوا مع الأحداث بمنطق فرق تسد.. فويل لهم مما كسبت أيديهم.. وويل لهم مما يكسبون.