نال الشهرة.. واستحق اللقب، وخاطب جميع سكان الكوكب.. قدم أخبار الشمال والجنوب والشرق والغرب، وفصول العلم والأدب، وتاريخ العجم والعرب، والسيرة الذاتية والخدمات الإعلانية، والمراجع والكتب.
وسيلة الإعلام الرابعة.. بعد الصحافة والإذاعتين: المسموعة والمرئية.
ظهرت مواقعها على شبكة المعلومات الدولية فى الربع الأخير من القرن العشرين.. وانتشرت فى أوائل الألفية.
تعايشت وسائل الإعلام الأولي، وجاءت الأخيرة ومعها بعض الآثار السلبية، خاصة على الصحافة الورقية.
بدأت التجارب الأولية على شبكة البلديات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية فى الولايات المتحدة وفرنسا.. استمرت فى المجالات العسكرية ثم تحولت إلى المجالات المدنية وحملت اسم الشبكة الدولية اعتباراً من سنة 1969.
ظهر أول موقع إخبارى على الشبكة الدولية سنة 1976 لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).. وتوالت المواقع فى العقد التالي، وما بعده فى أرجاء العالم.
وفى مصر أنشأت جريدة «الجمهورية» موقعاً لإصداراتها فى 17 فبراير 1997.
انتشرت المواقع الإعلامية والعلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية وغيرها.. والتواصل الاجتماعي.. حملت عدة أسماء منها الصحافة الإلكترونية.. والمواقع الإخبارية «التواصل الاجتماعي» وغيرها.
يدل مصطلح وسائل الإعلام الجماهيرية Mass Media على وسائل الإعلام، لأنها تخاطب جماهير عريضة فى مساحات جغرافية واسعة.. وتنتسب إليه أيضاً وسيلة الإعلام الجديدة التى تخاطب المليارات على امتداد قارات الكرة الأرضية.
ويدل مصطلح الإعلام الاجتماعى أو التواصل الاجتماعى Social Media على منابر التعبير عن الأفراد فى العالم كله.. بجميع اللغات وسائر الحضارات.
قدم الإعلام الكوكبى نفس وظائف الإعلام المعروفة وهى تقديم الأخبار «الإعلام»..ونشر الثقافة العامة وتقديم الخدمات والتسلية وتكوين الرأى العام.
تتجاوز الوسيلة الجديدة الحدود والسدود والحواجز، والمصطلحات القديمة مثل الإعلام الدولى أو العالمي.. إلى وصف «الكوكبى» لاتساع ميدانها، عبر الغلاف الجوهرى المحيط بكوكب الأرض الذى بدا كأنه كيان واحد أو وحدة واحدة، بدلا من القارات والأقاليم والدول والتحالفات والأقاليم والحضارات.. تصور البعض أن منابر التواصل الاجتماعى هى الأساس فى الوسيلة الجديدة، رغم أنه عنصر واحد من عناصرها.. وهو فى حاجة أساسية يشبه أبواب بريد القراء فى الصحف والإذاعات.
يحتاج التواصل الاجتماعى إلى الاستفادة من خبرات المواقع الإعلامية السابقة والاستفادة من تجاربها وتراثها القديم الذى استمر حوالى خمسة قرون للصحافة.. وقرن كامل للإذاعة بشقيها المسموع والمرئي.. لا للحد من حريتها، ولكن لتقديم المضمون بشكل محكم ومختصر يتوافق مع قواعد العمل الإعلامى والمهنية والأخلاقية والتمسك بالدقة والحياد والموضوعية وأبعد عن التجاوز فى حق الأفراد والجماعات.
والمطلوب من شباب اللغة العربية أن يتمسكوا بلغتهم وحروفها وحتى على مواقع الاتصال الاجتماعى فى تعبيرهم عن آرائهم ووجهات نظرهم، للحفاظ على حضارتهم وهويتهم.
تحاول وسائل الإعلام الأولى أن تواصل رحلتها، خاصة الصحافة الورقية، بتقديم مضمون جديد ومفيد وفريد.. ولا تزال الصحافة الهندية توزع النسخ بالملايين بالعناوين الجديدة والملاحق المتجددة والصفحات الخاصة والموضوعات المبتكرة.
تأثرت الصحافة الورقية عبر العالم، وتراجعت فى انتشارها بنسب متفاوتة.. تتقدم الوسيلة الجديدة.. تطور خدماتها وتنشد الدقة وفى مادتها يوماً بعد يوم وتتجاوز أخطاء الماضي.
لكنها تحتاج إلى المزيد من الضبط والمهنية والحفاظ على التراث الأخلاقي، ليكتمل دورها فى خدمة البشرية.. والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.