حكمت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية وبإجماع جميع الآراء وبعد أخذ الرأي الشرعي لفضيلة المفتي بمعاقبة،” تامر . م” بالاعدام شنقا لقيامه بقتل ثلاثة مصريين يعملون بدولة قطر مع سبق الإصرار والترصد، بدافع السرقة.
كانت المحكمة قد أحالت القضية في الجلسة السابقة لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي بشأن المتهم في الجريمة التي ارتكبها بحق المجني عليهم الثلاثة، والذي جاء فيه بتأييد رأي هيئة المحكمة الموقرة.
صدر الحكم برئاسة المستشار صبحي صبحي عبد المجيد، وعضوية المستشارين معتز علي صديق، ومحمد عبد الحميد عبد الجواد، ونمير نبيل محمد نجم، وأمانة سر محمد عطية وجورج ماهر.
تعود تفاصيل الواقعة للعام الماضي مع بداية إقامة فعاليات كأس العالم لكرة القدم، عندما سافر المتهم” تامر. م” البالغ من العمر 43 عاما، مقيم بعزبة ” المرجوشي” ببهتيم ،شبرا الخيمة، لحضور فاعليات كاس العالم لكرة القدم، وعقب انتهاء الفاعليات قرر البقاء في قطر بحثا عن فرصة عمل، لكن خاب ظنه ووجد نفسه في الشارع بلا مأوى ولا عمل، حينها التقى به الضحايا الثلاثة ومدوا له يد العون ، وقاموا باستضافته معهم بمسكنهم لحين محاولتهم توفير فرصة عمل له، وظل يقيم معهم عدة أشهر يأكل ويشرب وينام بلا عمل حتى شهر رمضان الماضي، بعدها فؤجي بهم يخبروه بأنهم حجزوا له تذكرة عودة لمصر، لعدم قدرتهم على توفير فرصة عمل له واستحالة بقاؤه أكثر من ذلك معهم.
فضمر في نفسه لهم الشر وامتلأ قلبه بالحقد والكراهية لهم بعد كل ما فعلوه معه، وقرر أن يسرق كل ما بحوزتهم من تحويشة عمرهم وشقاهم وغربتهم التي يدخرونها بمسكنهم قبل سفره، ولعلمه من خلاله إقامته لشهور معهم بوجود خزنه بالمسكن، فقرر تخديرهم حتى يتمكن من إتمام فعلته، وقام بوضع عقار منوم في مشروب لاثنين منهم كانوا متواجدين بالمسكن إلا أن تأثيره كان ضعيفا، فاستيقظا قبل تمكنه من إتمام فعلته ووجوده يحاول فتح الخزنة فحاولا التصدي له ونشبت بينهم مشاجرة عنيفة فأسرع بالامساك بسكين المطبخ وطعنهم عدة طعنات وأكمل بذبحهم من الرقبة، حتى تأكد من مفارقتهم الحياة ، حينها حضر المجني عليه الثالث وكان بالخارج وعاد ليجد صديقيه جثث تسبح في بركة من الدماء، ووجد المتهم يجمع أموالهم ويهم بالمغادرة فحاول منعه والإمساك به، إلا أن المتهم عاجله بنفس السكين وطعنه طعنات عدة حتى فارق الحياة بين يديه، وتمكن من أخذ جميع المنقولات الخاصة بالضحايا الثلاثة وهواتفهم المحمولة، ولاب توب، وفر هاربا.
وفور اكتشاف الجريمة وعمل التحريات اللازمة ومعرفة الجاني تم التنسيق مع الانتربول والسلطات المصرية للقبض على المتهم، فتم القاء القبض عليه بمطار القاهرة الدولي، وتم اقتياده إلي النيابة العامة التي باشرت التحقيق وهناك أقر المتهم بارتكابه جريمته، وقام بتمثيلها أمام جهات التحقيق.
وعليه أمرت النيابة العامة بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة، والتي بدوره قررت بإحالة أوراقه لفضيلة المفتي، ثم التصديق على حكم إعدامه.