«الإسلاموفوبيا» تعنى الخوف الجماعى المرضى الذى يمارسه الغرب ضد الإسلام والمسلمين والذى يصل لحد العنصرية والإقصاء، وقد قامت الدول الكبرى بتغذية هذا المفهوم لأهداف سياسية ولتعميق العداء ضد الاسلام، واذا كانت هناك دولة دينية يمكن ان نصفها بالارهابية فهى إسرائيل التى سفكت دماء الاطفال والنساء فى حرب إبادة جماعية منذ احتلالها للاراضى العربية وحتى اليوم، واستعداداً للانتخابات الأمريكية اظهرت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته كامالا هاريس حرصهما المزعوم على مغازلة الاصوات الاسلامية والعربية حيث أعلنت عن مجموعة من الإجراءات الجديدة لمكافحة «الإسلاموفوبيا» وكراهية العرب، وذلك فى إطار جهودها لمكافحة الكراهية والعنف ضد المجتمعات الاسلامية والعربية، وتعهد بايدن ونائبته هاريس بتكثيف جهودهما لمكافحة هذا العنف والتمييز، فى إطار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة «الإسلاموفوبيا». وتخصيص أكثر من 100 مليون دولار لمكافحة جرائم الكراهية، وهو حق يراد به باطل، فالدول الكبرى التى تريد تخصيص أموال للدفاع عن جرائم الكراهية المتعلقة بالاسلاموفوبيا هى ذاتها التى عمقت الخلافات مع الدول العربية والاسلامية بسبب سياستها فى الدفاع عن الاحتلال الاسرائيلى ورفضها للقرارات والمنظمات الدولية.
الإسلاموفوبيا صناعة أمريكية وغربية لتشويه صورة الاسلام مثلما حاولوا دون جدوى الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وايجاد ذريعة للتدخل فى الشأن المصرى ولكن قوة مصر كانت تنبع دائماً من قوة نسيج المجتمع المصرى والتى عبر عنها مكرم عبيد بقوله «نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً»، و«أنا مسيحى العقيدة مسلم الهوى مصرى الهوية وهويتى قبل كل شيء»، «مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا» والتى كان يرددها الراحل البابا شنودة، كما رفض البابا شنودة ذهاب المسيحيين لبيت المقدس لأنه محتل، وقال «لن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين»، كما ان البابا تواضروس دعا الإخوة الأقباط للوقوف صفاً واحداً مع إخوانهم المسلمين فى رفضهم للإرهاب، «وقال لو الكنائس أحرقت سنصلى مع المسلمين فى المساجد، وإذا أحرقت المساجد سنصلى مسيحيين ومسلمين فى الشوارع»، فمصر أم الدنيا لأنها فتحت أبوابها للجميع بدون تمييز فى الديانة أو العقيدة، فقد دعت السيدة زينب لأهل مصر قائلة : «نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا»، وعبر التاريخ هرب الآلاف من بلاد المغرب والجزائر إلى مصر بسبب المجاعات، والآف المسلمين من اسبانيا لمصر بسبب الاضطهاد، وهرب الآلاف إلى مصر بسبب الحروب والصراعات التى طالت الارمن والاكراد واليونانيين والايطاليين واللبنانيين والكويتيين والعراقيين والسوريين والسودانيين والليبيين واليمنيين، كما هربت السيدة مريم وعيسى عليه السلام إلى مصر من ظلم الرومان واليهود، وهربت عائلة يوسف عليه السلام من المجاعة ولم يجدوا سوى مصر يلجأون إليها ويقيموا فيها، كما قصدها إبراهيم وزوجته سارة، وعاش فيها موسى ونبى الله ادريس عليهما السلام، فالإسلاموفوبيا لا وجود لها لأن شعوب العالم تساند القضية الفلسطينية والحقوق العربية، وان المصطلح هو وسيلة لابتزاز الدول العربية والاسلامية، فمصر بلد الازهر والسماحة والوسطية الدينية تفتح ابوابها للجميع وترتكز على وحدة النسيج المجتمعى وعلى القاعدة الاساسية للزعيم سعد زغلول «الدين لله والوطن للجميع «، حفظ الله مصر .