أواصل الحديث عن الإستراتيجية الوطنية للتصنيع الزراعي.. وأتحدث اليوم حول الإمكانيات المصرية الواسعة للدخول فى عمليات التصنيع الزراعي، حيث تتمتع مصر بمقومات واسعة فى هذا الشأن تجعلها قادرة على الدخول فى هذا المجال بقوة وتحقق نتائج مبهرة.
وتتمتع مصر بإمكانيات هائلة للدخول فى مجال التصنيع الزراعي، حيث تمتلك العديد من المقومات التى تؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً رائداً فى هذا القطاع الحيوي.. وتتمثل هذه الإمكانيات فى الآتي:
أولا: تزخر مصر بقاعدة زراعية متنوعة وغنية، حيث تنتج مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية والخضروات والفاكهة عالية الجودة.. وتساهم هذه القاعدة الزراعية فى توفير المواد الخام اللازمة للصناعات الغذائية والزراعية المتنوعة، مما يدعم قيام صناعات تحويلية متطورة.
ثانيا: تتمتع مصر بموقع جغرافى إستراتيجى يربط بين قارات العالم، مما يسهل عمليات التصدير والاستيراد للمنتجات الزراعية المصنعة.. كما أن هذا الموقع يمنح مصر ميزة تنافسية فى الوصول إلى الأسواق العالمية والإقليمية، ويعزز فرصها فى جذب الاستثمارات الأجنبية.
ثالثا: شهدت مصر فى الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً فى بنيتها التحتية، بما فى ذلك شبكات الطرق والموانئ والمطارات والمناطق الصناعية..وتساهم هذه البنية التحتية المتطورة فى تسهيل حركة نقل المنتجات الزراعية المصنعة وتخزينها وتوزيعها، مما يدعم نمو قطاع التصنيع الزراعي.
رابعا: تمتلك مصر قوة عاملة شابة ومدربة، يمكنها تلبية احتياجات قطاع التصنيع الزراعى من الكوادر المؤهلة.. كما أن الحكومة المصرية تعمل على تطوير مهارات العاملين فى هذا القطاع من خلال برامج التدريب والتأهيل المستمر، مما يساهم فى تعزيز القدرة التنافسية للصناعات الزراعية المصرية.
خامسا: تولى الحكومة المصرية اهتماماً كبيراً بقطاع التصنيع الزراعي، حيث تقدم العديد من الحوافز والتسهيلات للمستثمرين فى هذا القطاع.. وتشمل هذه الحوافز تسهيلات الحصول على الأراضى والتراخيص، وتقديم الدعم المالى والفني، وتوفير برامج التدريب والتأهيل… وتهدف الحكومة من خلال هذا الدعم إلى تشجيع الاستثمار فى قطاع التصنيع الزراعي، وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية المصرية، وتعزيز الصادرات.
سادسا: يوفر قطاع التصنيع الزراعى فى مصر فرصاً استثمارية واعدة، حيث يمكن للمستثمرين الاستثمار فى العديد من المجالات، مثل صناعة الأغذية والمشروبات، وتصنيع المنتجات الزراعية العضوية، وتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية، وتصنيع الآلات والمعدات الزراعية.. كما أن هناك فرصاً كبيرة لتصدير المنتجات الزراعية المصنعة إلى الأسواق الخارجية، مما يزيد من جاذبية الاستثمار فى هذا القطاع.
سابعا: تتمتع مصر بقدرة كبيرة على الابتكار والتطوير فى مجال التصنيع الزراعي، حيث يوجد العديد من المراكز البحثية والجامعات التى تعمل على تطوير تقنيات جديدة فى هذا القطاع.. كما أن الشركات المصرية العاملة فى مجال التصنيع الزراعى تسعى باستمرار إلى تبنى أحدث التقنيات وتطوير منتجات جديدة، مما يساهم فى تعزيز القدرة التنافسية للقطاع.
ثامنا: تتبنى مصر توجهات حديثة فى مجال الزراعة، مثل الزراعة المستدامة والزراعة العضوية، مما يفتح آفاقاً جديدة لقطاع التصنيع الزراعي.. ويمكن للمستثمرين الاستثمار فى صناعة المنتجات الزراعية العضوية والصديقة للبيئة، والتى تشهد طلباً متزايداً فى الأسواق العالمية.
تاسعا: يتكامل قطاع التصنيع الزراعى مع العديد من القطاعات الأخرى فى الاقتصاد المصري، مثل قطاع الصناعة وقطاع الخدمات وقطاع السياحة.. ويعزز هذا التكامل من القيمة المضافة لقطاع التصنيع الزراعي، ويساهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
عاشرا: بدأت العديد من الشركات المصرية فى تطوير علامات تجارية متميزة فى مجال المنتجات الزراعية المصنعة، والتى تحظى بسمعة جيدة فى الأسواق المحلية والدولية.. ويمكن للمستثمرين الاستفادة من هذه العلامات التجارية المتميزة، وتوسيع نطاق انتشارها فى الأسواق المختلفة.
حادى عشر: يلعب القطاع الخاص دوراً هاماً فى تطوير قطاع التصنيع الزراعى فى مصر، حيث يقوم بالاستثمار فى إنشاء المصانع والمزارع الحديثة، وتطوير التقنيات والمنتجات الجديدة.. كما يساهم القطاع الخاص فى تسويق المنتجات الزراعية المصنعة فى الأسواق المحلية والدولية، مما يعزز من نمو القطاع.
ثانى عشر:
يعتبر قطاع التصنيع الزراعى من القطاعات الحيوية للاقتصاد المصري، حيث يساهم فى تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، وزيادة الصادرات، وتحسين الميزان التجاري. كما يلعب هذا القطاع دوراً هاماً فى تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وللحديث بقية ..