> بلا شك كلنا نحب إفريقيا.. ليس فحسب لأننا من هذة القارة السمراء، بل لانها تمثل جزءاً رئيسياً للأمن القومى المصرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من نهر النيل إلى الارض إلى الحدود المشتركة بكل جيراننا العرب الافارقة.. إفريقيا هى واقعنا ومستقبلنا وبدونها نصبح كريشة معلقة فى الهواء.. بلا مصير أو أمن.. لكل هذا تجمع كل الوثائق والابحاث الدولية على أن أخطر مشاكل القارة، ليس فحسب التنمية وصراعات المياه..بل هو «الارهاب» بكل أنواعه وبخاصة الملتحف بالدين زيفاً والدين منه براء.. وتحدثنا الوثائق المتاحة أن الاهتمام البحثى والسياسى الدولى بتمدد داعش وخيمتها الكبرى الاخوان فى إفريقيا مازال ضعيفاً ومحدود الأثر رغم المخاطر الاستراتيجية القادمة وداعش تتمركز فى عشرة مناطق ساخنة داخل القارة وبأسماء جماعات متشددة بايعت التنظيم الأم فى العراق وسوريا.. أبرز دواعش إفريقيا «أنصار بيت المقدس فى مصر، أنصار الشريعة وشورى شباب الإسلام فى ليبيا، جماعة عقبة بن نافع فى تونس، جماعة جند الخلافة فى الجزائر، الجماعات التكفيرية بالمغرب، جماعة بوكو حرام فى نيجيريا، تنظيم الملثمون فى مالي، جماعة الشباب المجاهدين فى الصومال، الجماعات التكفيرية السلفية فى دارفور وجنوب إفريقيا».
> لمواجهة داعش فى إفريقيا، تحتاج دول القارة إلى تنسيق استراتيجى مع العراق وسوريا، وإلى استراتيجية شاملة لمواجهة سياسية وأمنية ودعوية وإعلامية واقتصادية على مستوى كل بلد على حدة داخل القارة.
> إن الباحثين اهتموا بالتنظيم فى العراق وسوريا، ولكن أهملوا أو قللوا من شأنه داخل القارة السوداء، لأسباب عدة، ربما لأن إرهاب هذا التنظيم- ونقصد داعش تحديداً- لم يصل بعد داخل إفريقيا إلى نفس الدرجة الدامية من العنف التى مارسها خلال السنوات الماضية فى العراق وسوريا، وربما لأن الراعى الأكبر لهكذا تنظيمات ونقصد به اجهزة المخابرات الغربية، لم يرغب فى استخدامه بشكل موسع ومخيف فى إفريقيا الآن، مستبقياً إياه لمراحل ووظائف مستقبلية قادمة، وربما لأسباب أخرى لا نعلمها.. ولعل صمتهم عن جريمة إسرائيل فى غزة طيلة عام كامل يؤكد ذلك وهو صمت بالاساس لصالح مشغليهم من أجهزة غربية وأجهزة تعمل فى تل أبيب!
> على أى حال، نحن أمام واقع جديد ومهم.. تمدد داعش فى إفريقيا وأمام وظائف جديدة لهذا التنظيم الأكثر شهرة وإرهاباً بين تنظيمات التطرف الإسلامي، وفيما يلى رسم لخريطة انتشاره فى إفريقيا وكذلك أهداف مستخدميه لأهداف استراتيجية لهم داخل القارة.
>>>
تحدثنا خريطة وجود وانتشار تنظيم داعش والخيمة الكبرى له الاخوان فى إفريقيا، أنها تتوزع على عشرة أماكن قلقة ودامية وهي:
1 – حاولوا التواجد فى سيناء من خلال تنظيم أنصار بيت المقدس ثم أضحى يسمى «ولاية سيناء» ولكن استطاع الجيش المصرى البطل أن يهزمه وأن يقلص وجوده تماماً بعد تضحيات كبيرة.
>>>
2 – داعش فى ليبيا، والتنظيم كان ومازال وإن كان بفاعلية أقل نتيجة لبطولات الجيش الوطنى الليبى وتضحياته وتصديه، كان التنظيم يضم نحو عشرة آلاف مقاتل فى منطقتى سرت ودرنة، وأسس مع جماعات «أنصار الشريعة» ومجلس شورى شباب الإسلام وبعض عناصر جماعة «فجر ليبيا» الفرع الليبى للإخوان المسلمين وبقايا الجماعة الإسلامية المقاتلة، شكلوا معاً تهديداً أمنياً خطيراً على حدود مصر الغربية، ورغم ضعفه الحالى إلا أن خطره مازال قائماً!
>>>
3 – داعش فى تونس، وتنضوى تحت لواء تنظيم يسمى «عقبة بن نافع» وهو منشق عن تنظيم القاعدة فى تونس ويضم عدة مئات من المتطرفين الإسلاميين الذين قاتل بعضهم فى سوريا فى بدايات الأزمة السورية مارس 2011، ثم عادوا إلى تونس ليرتكبوا مذابح مروعة، منها حادث جبل الشعابينى متحف باردوا وحادث فندق أمبيريال مرحبا بسوسة وغيرهما.
>>>
4 – داعش فى الجزائر، وتنضوى تحت تنظيم «جند الخلافة» وثمة معاداة وطنية واسعة ضده، خاصة بعد تجربة التسعينيات الدامية التى راح ضحية لها أكثر من مائة ألف جزائري.
>>>
5 – داعش فى المغرب العربي، والتنظيم هنا جاء انشقاقاً عن التنظيم الأكبر القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، وداعش فى المغرب مثله مثل باقى فروع التنظيم فى المنطقة لا يجد قبولاً أو ترحيباً شعبياً.
>>>
6 – داعش فى نيجيريا، ويمثله بوضوح وقوة تنظيم «بوكو حرام»، وهو تنظيم إرهابى بات يسيطر على نحو 20٪ من مساحة نيجيريا، التى تعد أكبر دولة أفريقية من حيث التعداد البشرى «177 مليون» نسمة وأكبر دولة فى إنتاج النفط، ولقد بايع التنظيم خلال عام 2014 تنظيم الدولة الإسلامية فى بلاد الشام والعراق «داعش» وانضوى تحت لواء الخلافة الخاصة به، ويهدد هذا التنظيم دول الجوار.
>>>
7 – داعش فى مالي، وهو ينضوى تحت لواء يسمى «الملثمون» ويعمل فى شمال مالي، وكان يقوده مختار بلمختار، الذى يتردد أنه قتل بعد قيامه بعدة عمليات إرهابية وهدم للآثار الإسلامية.
>>>
8 – داعش فى الصومال، وهو ينضوى تحت اسم «الشباب المجاهدين» فى الصومال، وهى جماعة قديمة وسابقة على نشأة داعش فى بلاد الشام والعراق، ولكنها أعلنت عام 2014 مبايعتها لتنظيم داعش بقيادة البغدادي، وهددت هذه الجماعة كينيا بعدة عمليات إرهابية وهى تحاول الوصول إلى أثيوبيا والبحر الاحمر والقوات المصرية هناك تحاول السيطرة على الموقف رغم العقبات الكثيرة.
>>>
9 – داعش فى السودان، ويتردد أنها تتمركز فى إقليم دارفور ممثلة فى جماعات متطرفة صغيرة وأنها على تواصل مع بوكو حرام ومع الجماعات المسلحة فى ليبيا وهى تحارب انطلاقاً من مصالح نفطية وعقائدية متطرفة، وتعمل فى ظل الحرب الاهلية وفى ظل الانقسام الكبير فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
>>>
10 – جماعات داعشية صغيرة ومنتشرة، وهى موجودة فى بعض الدول الأفريقية منها دولة جنوب إفريقيا وفى موريتانيا وبوركينا فاسو، وإن كانت بلا تأثير فعال مثل الجماعات السابقة.
>>>
هذه التنظيمات جميعا وهذا الارهاب القادم من إفريقيا، يحتاج إلى بحث وتوثيق كاملين، دفاعاً عن أمتنا ووطننا العربى والافريقي، ودفاعاً عن الامن القومى المصرى بالاساس.