تزداد صيحات الغضب والتنديد من الداخل الأمريكى بطريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة، الذى أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، بعد حوالى سبعة أشهر من القتال والتدمير للحياة فى القطاع، الذى أصبح غير قابل للعيش فيه.
من الجامعات الأمريكية إلى ادارة الرئيس جو بايدن، انتقلت حدة المعارضة لسياسة واشنطن فى التعامل مع اسرائيل التى ترتكب المجازر بحق المدنيين فى غزة، حيث تناولت الصحف الأمريكية استقالة هالة راريت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية من منصبها، بسبب معارضتها لبايدن وادارته بشأن الحرب فى غزة.
وقالت راريت – التى كانت قد شغلت أيضا منصب نائبة مدير المركز الإعلامى الإقليمى فى دبي، وانضمت إلى وزارة الخارجية فى عام 2006 كمسئولة سياسية- إنها غادرت منصبها بعد 18 عاما من الخدمة بسبب عدم رضاها عن سياسة الولايات المتحدة بشأن غزة، وذلك وفقاً لموقع ذا ناشونال الأمريكي.
يشار إلى أن استقالة راريت هى الأحدث ضمن سلسلة استقالات لدبلوماسيين أمريكيين غادروا مناصبهم بعد انتقادهم للدعم غير المشروط من بلادهم لإسرائيل التى تواصل قصف غزة.
وقبل راريت، كان قد استقال جوش بول، فى أكتوبر الماضي، الذى عمل مديراً لمكتب الشئون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية، حيث أشار حينها إلى عدم موافقته على قرار إدارة بايدن بتقديم أسلحة لإسرائيل فى أعقاب الحرب الحالية على القطاع المحاصر.
كذلك أعلنت أنيل شيلين مسئولة الشئون الخارجية فى مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بوزارة الخارجية، تركها الخدمة بعد اصرار بلادها على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنه لا معنى لحقوق الانسان فى ظل مواصلة واشنطن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل التى تستخدمها فى قتل المدنيين.
أتت تلك الاستقالات بعد أشهر من اعتراف وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، بوجود خلافات داخل وزارة الخارجية حول نهج إدارة الرئيس بايدن الداعم لإسرائيل فى حربها على غزة، لاسيما بعد توقيع أكثر من 100 موظف بالخارجية الأمريكية على مذكرة معارضة لبايدن بسبب مساندته لاسرائيل، متهمين الرئيس الأمريكى بأنه شريك فى جرائم الإبادة الجماعية، وفق المذكرة.
وكان قد أعلن مؤخراً مسئول أمريكى سابق، متخصص فى تتبع امتثال الجيوش الأجنبية التى تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية لحقوق الإنسان، أنه لاحظ مراراً أن تل أبيب تتلقى معاملة خاصة من جانب المسئولين بشأن انتهاكات الجيش الاسرائيلى المتعلقة بالمدنيين الفلسطينيين.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن هذه التصريحات تؤكد ما قاله تشارلز بلاها، فى أغسطس الماضي، عندما كان مديراً لمكتب الأمن وحقوق الإنسان التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، قبل مغادرته المنصب.
و قال بلاها آنذاك إن الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، تتردد فى تطبيق القوانين المطلوبة من الجيوش الأجنبية، التى تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة، مضيفاً أن تل أبيب تحصل على معاملة خاصة لا تحصل عليها أى دولة أخري.
وجاءت تصريحات بلاها بعد تعليقات مشابهة قالها جوش بول، وهو مسئول آخر فى وزارة الخارجية، الذى جاءت استقالته من منصبه فى أكتوبر الماضي، احتجاجاً على اندفاع الولايات المتحدة فى تقديم الأسلحة إلى إسرائيل وسط حربها على غزة.
وتعد إسرائيل أكبر متلق للمساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، حيث وقع بايدن مؤخراً تشريعاً بحصول اسرائيل على 26 مليار دولار إضافية من المساعدات بعد موافقة الكونجرس، رغم الضغوط المتزايدة بسبب ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين.
وجاءت موافقة الكونجرس على هذه الحزمة من المساعدات وسط اعتراضات من بعض الديمقراطيين المعارضين للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وبشكل منفصل، من المتوقع أيضاً أن تكشف إدارة بايدن فى 8 مايو المقبل، نتائج تحقيقات بشأن ما إذا كانت إسرائيل تستخدم المساعدات العسكرية الأمريكية بطريقة تنتهك القانون الدولى أو قانون حقوق الإنسان.