«الغباء والفشل وجهان لعُملة واحدة اسمها جماعة الإخوان الإرهابية»، يؤكد ذلك تاريخ الجماعة الأسود وخيانتها المستمرة وعمالتها التى لا تتوقف، رغم الفرص العديدة التى حصلت عليها ولم تصلح من مسارها، ورغم هزيمتها «المدوية» فى العقد الماضي.. عناصر الجماعة الذين خرجوا من تحت عباءتها وانضموا لتنظيمات إرهابية فى مصر ودول أخرى بالمنطقة، أو فروا إلى أوروبا ليكونوا فى خدمة الجهات الاستخباراتية الدولية التى تديرهم وتحركهم، هؤلاء «الخونة» اختاروا أسوأ مهنة فى التاريخ وباعوا أنفسهم للشيطان وتاجروا بدينهم وببلدانهم ليكونوا أداة استخدمها الكيان الصهيونى فى إسقاط دول وجيوش عربية، والأخطر مواصلة الجماعة لمسلسل الخيانة والعمالة ضد مصر وجيشها الوطني.
الأسبوع الماضى تكشفت جرائم الجماعة الإرهابية بدرجة أكبر وبصورة أكثر وضوحا، بعدما حاولت استغلال سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا لتنفث عن حقدها ولتحاول بث الفتنة فى مصر.. عناصر الجماعة الإرهابية وقنواتها الفضائية وكتائبها الإلكترونية أزعجهم أن تبقى مصر شامخة رغم الانهيارات التى تحيط بها، كما أن هذه العناصر لم تخجل من شن حملات إعلامية مشبوهة وبث فيديوهات مفبركة ونشر معلومات وصور مضللة، الغرض منها نشر الفوضى وإلحاق الضرر بالأمن القومى المصري، فى وقت تجاهلت نفس العناصر ما يعانى منه الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون من الحروب والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، ومخططات التقسيم الصهيونية.
الجماعة الإرهابية وقنواتها الفضائية ولجانها الإلكتروينة، التى تستهدف مصر ليل نهار وعلى مدار 24 ساعة، تغض الطرف عن جرائم إسرائيل فى قطاع غزة وحرب الإبادة التى تشنها ضد سكان القطاع منذ 15 شهرا وحتى الآن، وراح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء والمصابين فضلا عن المأساة الكبيرة التى يعانى منها مئات الآلاف من النازحين من سكان القطاع، والذين يعانون من عدم وجود ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا دواء، واضطرار الناس للتزاحم فى مخيمات متهالكة وبيئة ملوثة وغير نظيفة وكأنهم ينتظرون الموت فى أى لحظة.
فى لبنان غابت أيضا قنوات الجماعة الإرهابية ولجانها الإلكترونية لأنها مشغولة فقط بهدم مصر، بينما تشير وسائل الإعلام الدولية إلى أن الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها الدولة اللبنانية جراء العدوان الإسرائيلى الأخير تقدر بعشرات المليارات وأن لبنان فى حاجة إلى مساعدات فورية لإعادة بناء البنية التحتية ورفع الركام الناتج من الحرب التى أدت إلى نزوح مئات الالاف من اللاجئين كانوا يقيمون فى المناطق الأكثر تضرراً من الحرب والعدوان.
وفى سوريا – آخر «حبة» فى عقد الدول العربية المتضررة من الإرهاب الإقليمى والدولى هللت قنوات الإخوان لماحدث فى هذا البلد الشقيق من سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة، وأخذت تشير إلى مصر فى محاولة «غريبة» للربط ليس لها أى علاقة بالواقع، والأغرب تغافل قنوات الإخوان ولجانها الإلكترونية عن المأساة الحقيقية التى ألمت بالسوريين سواء بامتداد الاحتلال الإسرائيلى عشرات الكيلومترات، أو بتدمير الجيش العربى السوري، أو بعجز التنظيمات المسلحة عن تحقيق وحدة الأراضى السورية.
هكذا يؤكد اعلام الجماعة الارهابية يوما بعد يوم انه لايستهدف إلا مصر، ولا تعنيه جرائم إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ولا لبنان ولا الجولان والأراضى السورية المحتلة، وهو نفس المنطق الذى تحدث به محمد جولانى قائد هيئة تحرير الشام والذى دخل إلى قصر الحكم فى دمشق فى ظروف غامضة وسيظل فيه اربعة سنوات كاملة – حسب قوله أو حسب المخطط له -، ولحين اجراء انتخابات رئاسية فى سوريا، هكذا أيضا نستشعر خطر كل التنظيمات المسلحة المنبثقة عن الجماعة الإرهابية التى لم تعد تخجل من إبداء خيانتها وعمالتها لإسرائيل أو لدول وجهات أجنبية.
من هنا، فإن الإقرار بفشل الحملات المشبوهة لقنوات الجماعة الإرهابية ولجانها الإلكترونية فى تكدير السلم العام فى مصر، يشير إلى عدد من الملاحظات من بينها ثقة المواطن المصرى فى قيادته السياسية وادراكه لما يدور حوله من أن هناك مخططاً يستهدف مصر فى الأساس ومن ثم فليس من العقل أو الحكمة متابعة مثل هذه الأكاذيب الإخوانية، أيضا فإن المواطن المصرى يعى تماما أهمية الإلتفاف حول الجيش الوطني، ودعمه بكافة الوسائل ليكون جاهزا لردع من تسول له نفسه الاعتداء على مصر أو يهدد مقدساتها ومكتسباتها.
مرة أخرى فإن «الغباء والفشل وجهان لعملة واحدة اسمها جماعة الإخوان»، والدليل على ذلك المزيد من كراهية المصريين لهذه الجماعة والمزيد من الفضح والكشف لكل من ينتمى إليها أو يروج لأفكارها ممن اختاروا الخيانة والعمالة وامتهنوا أسوأ مهنة فى التاريخ.