حصاد البعثة المصرية فى باريس ذهبية وفضية وبرونزية ولكن كان متوقع أن تحصد البعثة أكثر من ذلك وهو أمر يجب أن نتوقف عنده.
انظروا للأسباب الحقيقية لهذا الفشل المتوقع والمنطقى فى غالبية الألعاب والرياضات والذى يعلمه الجميع.. منها كرة القدم المصرية.. عندما تتحكم الواسطة والمحسوبية فى اختيار المواهب فلا بد ان تكون هذه النتيجة.. وخير مثال ما تقوم به الأندية المصرية من اختبارات لكرة القدم بهدف جمع مبالغ مالية من قيمة استمارات الاختبارات وفى النهاية لن ينجح أحد.. مهما كانت قدراته أو امكانياته.. إلا عدد قليل جدا.. ولن يستمر إلا بالمثابرة والصبر ومواجهة العقبات والاحباطات التى سيتعرض إليها.. عندما يختار المدرب اللاعب من أبناء اللاعبين والعاملين واعتبار الاختبارات والتقييم مجرد وسيلة لربح بعض الأموال بدون أى اهتمام لرعاية المواهب وتنميتها فلا تنتظر ان تتقدم وتنجح.
لابد من وقفه حقيقية للمسئولين عن الرياضة فى مصر.. الدولة الأكبر والأعرق فى الوطن العربى وافريقيا والعالم.. والتى تستطيع ان تقدم لاعبين افضل من ميسى وكريستيانو.. لكن المنظومة الرياضية لا تعترف بالمواهب وإنما بالمحسوبية.. واسألوا لاعبنا الكبير محمد صلاح والذى واجه صعوبات كبيرة فى مسيرته لكنه استطاع بقدرات شخصية وعقلية الخروج بنفسه ليكون خير مثال.. إلا أنه من الصعب ان تتكرر الفكرة وسط هذه الأجواء غير المثالية فى الرياضة المصرية والتى تتطلب صبرا ومعاناة وكفاحا لن يستطيعه الكثيرون.. يوجد عندنا الآلاف مثل صلاح لو وجدوا الدعم والمساندة والموضوعية فى الاختيار بل سيكونون أفضل أيضا.
لا يصح ان تعلن النوادى الرياضية مواعيد اختبارات كرة القدم بهدف تحصيل رسوم الاستمارات فقط ولا يهتم المدربون والمقيمون حتى بالنظر إلى اللاعبين المتقدمين.. وهنا تضيع المواهب ونكتفى بأبناء اللاعبين وأقارب الأعضاء وفى الغالب هم نصف مواهب.. والنتيجة هى ما وصلنا إليه ونفس الأمر فى معظم وغالبية الألعاب والرياضات الأخرى الجماعية الفردية.. وأكرر ان مصر تمتلك أعظم المواهب فى الرياضة والفن والثقافة والعلوم والرياضيات والطب والهندسة وكافة المجالات على مستوى العالم.. إلا أن البيروقراطية وعدم وجود منظومة تحكم مجال الرياضة هى من اضاعت هذه المواهب فى الداخل أو نجاحها فقط فى الخارج.