مازال سيناريو الهبوط الحاد فى أسعار الدولار يسيطر بشدة على أسواقنا المحلية ويشغل الرأى العام بشكل كبير للغاية، وهناك مزيج من ردود الأفعال المختلطة، ما بين ذهول وصدمات وسعادة وغيرها من الانعكاسات التى وضعت الكل فى موقف حذر وترقب، الجميع الآن متوقف تمامًا عن اتخاذ أى قرارات فى ظل المشهد الحالى لانهيار السوق السوداء للدولار.
التراجع بهذه الصورة يعد أمرًا طبيعيًا وكان متوقعًا منذ البداية خاصة بعد الزيادة السريعة والمتلاحقة حتى وصل إلى أكثر من ضعف السعر الرسمى فى البنوك، وهذا غير متبع أو متعارف عليه فى المعايير الاقتصادية العالمية.
المضاربون فى سوق صرف النقد الأجنبى أشعلوا نار الأسعار دون داع على غرار «اخطف واجرى».
أكد الخبراء أن انخفاض الدولار بهذه السرعة فى السوق السوداء أو الموازى أمر طبيعى، لأن الارتفاع السابق كان غير طبيعى، ويعد الأول من نوعه فى تاريخ مصر. أضاف الخبراء أن هناك أسباباً كثيرة وراء هذا السيناريو النادر، منها المضاربات وخروج الأموال الساخنة وانخفاض الاستثمارات وزيادة الواردات، وعجز الأصول الدولارية. قال الدكتور محمد سعد الدين الخبير الاقتصادى رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات إن الوصول إلى تسوية مع صندوق النقد الدولى ومشروع رأس الحكمة السياحى مع الإمارات، والضربات الأمنية المشددة على تجار العملة الأجنبية جميعها ساهمت فى تراجع اسعار السوق السوداء.
قال الدكتور سمير عارف رئيس جمعية مستثمرى العاشر إن استمرار ارتفاع الجنيه المصرى مقابل الدولار يتوقف على فتح وتنوع مصادر جديدة للدولار، مثل تعزيز الإنتاج الصناعى والزراعى وترشيد الاستيراد وتعميق التصنيع المحلى وغيرها لتخفيف الضغط على النقد الأجنبى.