مازالت عملية التطهير العرقى التى بدأتها اسرائيل بأبشع الوسائل ضد الفلسطينيين وتباركها أمريكا بالاستخبارات وتقديم الأسلحة والخبراء العسكريين والخطط العسكرية والعون السياسى وترهيب من يحاول مساندة الحق وقتال كل من يحارب إلى جانب الفلسطينيين إلى آخر ما يمكن تصوره من وسائل والتى منها حمايتها من القانون الدولي.. أقول ما زالت عملية التطهير قائمة بل وصلت إلى ذروتها فى أيامنا هذه التى خفتت فيها الأصوات التى تتحدث عن هذه الإبادة والتخويف والتحذير من اجتياح رفح حماية للمدنيين كما كان يحدث فى الفترات الماضية.
ذلك لأن اسرائيل تدّعى أن ما يحدث فى رفح الفلسطينية عمليات محدودة وكذلك أمريكا التى تحذر فى خداعها الإعلامى من الاجتياح لكنها فى الحقيقة تباركه وتشارك فى التخطيط له بدليل مجزرة العصيرات وبدليل أنها لم تعترف بما حدث للمدنيين من مجازر ومحارق فى الخيام. وأقصى ما فعلت عندما لم تستطع تبرير محرقة الخيام أنها قالت على لسان وزير خارجيتها انتونى بلينكن إنها تنتظر عمليات التحقيق التى تجريها اسرائيل حول المجزرة والمحرقة التى وقعت فى المخيمات فى 62/5/4202 م وكان نصف ضحاياها من الأطفال والنساء، وانتهى الموضوع فلا قالت اسرائيل النتيجة ولا سألت أمريكا وضاع الموضوع فى جدل حول وقف الحرب لا يتوقف. والإبادة تتم فى هدوء وبلا ضجيج يكفى أن نعلم أن غزة لم تدخلها شاحنة مساعدات واحدة منذ 6 اسابيع أى منذ احتلال معبر رفح وتوقف الرصيف العائم الذى بدأ مشبوها وتورط فى مجزرة العصيرات التى راح ضحيتها أكثر من 003 مدنى أكثرهم أطفال ونساء والجوع يقتل آلاف الاطفال والنساء فى الشمال والجنوب فضلا عما تقتله المجازر التى وقعت منها 06 غارة فى 84 ساعة فقط بعد قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب كأن اسرائيل تقول للعالم أجمع والقانون الدولى والمجتمع الدولى وكل ما كان يتشدق به العالم من آليات للعدل.. وقد قالها نتنياهو فى بعض تصريحاتها سأفعل ما أريد عندما اتهمته المحكم بالابادة للفلسطينيين أنه مستمر فى تنفيذ خطته مهما صدرت من قرارات فقد وصف الحكم باعتقاله بأنه: «فضيحة سياسية».. إن الطلب الذى قدمه المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان «لن يردعنا».. سنواصل الحرب حتى يتم إطلاق سراح الرهائن وتدمير حماس.
وحول قرار المحكمة بوقف الحرب قال نتنياهو: إن إسرائيل «ملتزمة بمواصلة الدفاع عن نفسها» والدفاع هنا يعنى القضاء على كل فلسطينى لأن وجوده خطر على اسرائيل كما يعلنون دائما، كما قال أيضا «إن التزام إسرائيل بالقانون الدولى لا يتزعزع. وبنفس القدر من الالتزام المقدس سنواصل الدفاع عن بلدنا والدفاع عن شعبنا» وليس هناك من لا يعلم أن اسرائيل هى الدولة الوحيدة تقريبا التى لا تلتزم بأى قانون إلا إذا كان فى صالحها.. ويبقى السؤال: هل بعد ذلك كله تم أى إجراء واقعى ملموس ضد اسرائيل يسبب لها قلقاً حقيقياً أو خوفاً يردعها ويوقفها عما تقوم به من إبادة؟
للاسف فإن الإجابة.. اللهم إلا تصريحات لا تمنع ما يقع من إبادة للمدنيين تتمثل فى الجوع والقتل والرعب والتهجير المتتابع».. بل إن ما قاله المتحدث العسكرى من عدم إمكانية القضاء على حماس وان كان حقيقة فسره البعض بأنه عملية صناعة لغط لاخفاء ما يتم فى غزة من إبادة بشعة تتم فى هدوء وكأن شيئا لم يكن فهل ينتبه العالم الحر لما يحدث.