قصر محمد محمود خليل وحرمه كما اسماه صاحبه واوصى ان يتحول القصر إلى متحف بعد وفاته
فى منطقة الدقى بالجيزة يطل على النيل من الناحية الشرقية وعلى شارع الجيزة من الغرب أكبر متحف فنى فى مصر، هو قصر محمد محمود خليل وحرمه كما اسماه صاحبه واوصى ان يتحول القصر إلى متحف حيث أوصى بمقتنياته الثمينة لزوجته بعد وفاته على توصى بها وبالقصر كمتحف للحكومة المصرية بعد وفاتها. ولد محمد محمود خليل عام 1877 وتوفى عام 1953 شغل منصب وزير الزراعة عام 1937 ثم رئيساً لمجلس الشيوخ عام 1939، إلا أن شهرته الواسعة تعود لدوره المحورى والبارز فى المشهد الثقافى المصرى حيث أوصى بتحويل قصره الذى يضم مئات اللوحات العالمية إلى متحف وهو ما يعرف اليوم باسم متحف محمد محمود وحرمه، وتبدأ حكاية المتحف عندما سافر خليل إلى باريس لدراسة القانون فى السوربون عام 1897، وتعرف على فتاة تدعى إميلى هيكتور تدرس الموسيقى وتشاركه نفس هواياته فى جمع الأعمال الفنية فوقع فى غرامها وتزوجها عام 1930، وكان الاثنان لديهما ولع شديد بأعمال التشكيليين الفرنسيين المنتمين للمدرسة التأثيرية على وجه الخصوص. وحين عاد معها إلى مصر بنى لها قصراً جميلاً على ضفاف النيل عام 1918 على الطراز المعمارى الفرنسى وعاش معها بين مصر وفرنسا يجمعان الأعمال الفنية لبيتهم فى مصر. القصر بالأرقام تبلغ مساحته 1400 متراً مربع تحيط به حديقة 2400 متر ويتكون من ٤ طوابق، ويضم 876 عملاً ما بين لوحات وتماثيل، به 304 لوحات لـ143 رساما منهم 30 لوحة لتسعة رسامين مصريين و50 تمثالاً من البرونز والرخام والجبس، و143 مصوراً لهم أعمال معروضة، بالإضافة لعدد كبير من من الكيركتاريات السياسية القديمة عن سياسة مصر. تحت كل لوحة فى المتحف مكتوب اسم اللوحة والفنان الذى رسمها ومواصفاتها الفنية ومعلومات عنها، ومن اهم قاعات المتحف قاعة «أفق واحد للعروض المتغيرة» والتى تعد واحدة من أكبر القاعات المتخصصة بالشرق الأوسط حيث تبلغ مساحتها 340 متراً للمعارض الفنية المصرية والعربية. ويعتبر القصر تحفة كلاسيكية من الداخل والخارج، مدهون باللون الأبيض ويزين الأسقف المرتفعة منحوتات من الجص الأبيض المذهب. وإلى جوار السلم فى المدخل الذى يتوسطه سلم رخامى بيانو ضخم باللون البنى كانت تعزف عليه زوجة خليل، ويقع
البيانو اسفل ثريا عملاقة تتدلى من سقف الدور الثانى وتمر بأدوار القصر فى النفق الفارغ بين الأدوار والسلم الرخام.. يغلب على لوحات المتحف المذهب الانطباعى التأثيرى وتضم الغرف عدداً كبيراً من اللوحات التى تنتمى لكافة مدارس الفن التشكيلى كما توجد تماثيل من الرخام والبازلت من صنع كبار النحاتين العالميين. وتشمل مقتنيات المتحف مجموعة نادرة من علب «الأنرو» ذات الطراز اليابانى وهى المقتنيات التى تشغل الدور الأول للمتحف ومعه الطابقان الأول والثاني. بينما يشغل الدور تحت الأرضى الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث، فيما يضم الدور الأرضى للمتحف خمس قاعات منها قاعة مستديرة يتوسطها تمثال «نداء السلاح» من البرونز للفنان «رودان» ويوجد بالقاعة ايضاً فازتان من الصين كبيرتا الحجم وفازتان من اليابان ومجموعة من أطباق تركية وفى هذه القاعة سجادة كبيرة ترجع إلى القرن السابع عشر من بلچيكا ، وفى هذه القاعة صورتان لخليل وزوجته وعدد من الفازات الصينية التى ترجع إلى القرن السادس عشر، وعند دخول الزائر للقاعة الثالثة بهذا الدور يجد امامه لوحة كبيرة للفنان «أمان» كان قد أهداها للزوجين، وفى نهاية هذا الدور توجد القاعة الأخيرة وبها لوحة كبيرة تمثل رحلة صيد كانت مهداة للرئيس السادات، إضافة إلى لوحة بيضاوية تمثل صورة الأميرة «دى فاجرام» الزوجة الثانية لنابليون بونابرت وابنة ملك النمسا فرنسيس الأول وكان زواجها سياسياً بالدرجة الأولي. ويضم المتحف 208 لوحات من أعمال الفنانين الذين مهدوا الأرض للمدرسة التأثيرية مثل «ديجما» ولوحاته التعبيرية واعمال رومانسية «ديلاكروا» إلى جانب واقعية «ميليه» وكلاسيكية «فيترهالتر» وجمع من بين المستشرقين الذين عشقوا شمس الشرق وإنسانه وعاداته وتقاليده أمثال فورمنتان وبيرشيد وماريلات وجبرييل بيس. هذا وقد افرد خليل قاعات بأكملها فى المتحف للوحات الزهور المرسومة على الأسلوب التأثيرى حيث يتمتع المتحف بعدد من لوحات سلسلة زنابق الماء «Water Lilies» العالمية لرائد المدرسة الانطباعية والرسام الفرنسى «كلودمونيه» الذى قال أنا مدين للزهور بكونى صرت رساماً. ومن أشهر مقتنيات المتحف لوحة ڤان جوخ الشهيرة «زهرة الخشخاش» التى سرقت منذ عشر سنوات وأثارت ضجة عالمية والتى يبلغ ثمنها ملايين الدولارات وما زال الإنتربول يحقق فيها دون جدوي. اما أجمل ما يضم من ذكريات هذا القصر فهو لعبه دور البطولة فى فيلم الايدى الناعمة حيث تم تصوير الفيلم بين حجراته وحديقته.