توغل إسرائيلى جديد فى رفح الفلسطينية.. والاحتلال يحوِّل جنين لمنطقة عسكرية
مخاطر كارثية بسبب تراكم آلاف الأطنان من النفايات فى جميع مناطق القطاع
رغم جهود التهدئة المستمرة لم تتوقف المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وسقط 30 شهيداً جديداً وأكثر من 105 مصابين نتيجة ثلاث مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال فى غزة ورفح الفلسطينية.
وفى نفس الوقت وعلى الجبهة اللبنانية أعلن حزب الله شن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على الهجوم الإسرائيلى على بلدة جويا جنوب لبنان.
وكانت الحرب الإسرائيلية على غزة حاضرة بقوة فى قمة السبعة الكبار حيث أكد زعماء مجموعة السبع تأيد الأقتراح الأمريكى بوقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن المحتجزين وكذلك التزامهم بحل الدولتين.
وفى السياق ذاته دعا مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان العالم والمجتمع الدولى إلى تشجيع حركة «حماس» على الموافقة على مقترح الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة لتجنب «الجمود» فى المفاوضات.
وأضاف سوليفان، فى تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع زعماء مجموعة السبع، أن «الهدف الآن هو كيفية سد الفجوات بين حماس وإسرائيل، والتوصل إلى اتفاق فى أسرع وقت ممكن.
وأعلن البيت الأبيض ان إسرائيل تدعم اقتراح وقف إطلاق النار فى الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر فى قطاع غزة، وأن الهدف هو جسر الفجوة مع حركة حماس والتوصل إلى اتفاق قريبا.
فى وقت سابق، أكد قيادى كبير من حماس أن التعديلات التى طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذى قدمته الولايات المتحدة «ليست كبيرة» وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وقال إن مطالب الحركة تتضمن المطالبة بثلاث مراحل متصلة ومترابطة من وقف إطلاق النار.
وقال أيضا إن الحركة تحفظت على استثناء الورقة الإسرائيلية 100 محتجز فلسطينى من ذوى الأحكام العالية تقوم هى بتحديدهم. وأشار القيادى فى حماس إلى أن التعديلات شملت المطالبة بإعادة إعمار غزة ورفع الحصار بما فى ذلك فتح المعابر الحدودية والسماح بحركة السكان ونقل البضائع دون قيود.
وبعد التعديلات التى طلبتها حماس على المقترح الأمريكى بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عادت الحركة وعلقت على الأمر. فقد اعتبرت حماس أن موقف وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن بتحميلها تعطيل التوصل لاتفاق، تواطؤ أمريكى مع إسرائيل، فى إشارة منها إلى ما قاله كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بأنه كان على حماس القبول بالمقترح المطروح كما هو، مؤكداً أنه إذا تمسكت الحركة بخيار الرفض فسيكون واضحاً أنها اختارت الحرب.
الى ذلك، أفاد تقرير جديد بأن التشاؤم يعم إسرائيل بعد رد حماس على اقتراح صفقة تبادل الأسري، واصفاً الرد بأنه «أحد أكثر العروض تعنتاً يمكن أن تقدمها، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وتابعت الصحيفة، أن إسرائيل قامت بتحليل عميق لرد حماس، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن فرص التوصل إلى اتفاق فى ظل هذه الظروف باتت معدومة.
وكشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أجرى تقييما للوضع عبر الهاتف مع كبار قادة الأجهزة الأمنية بعد رد حماس. وقال مسؤولون كبار فى إسرائيل إن حماس تعتقد أن وضع إسرائيل صعب، وأنها تستطيع أن تضع شروطا كبيرة.
على صعيد منفصل، أعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان أن إسرائيل ستدرس خلال أيام إمكانية طرد كبار مسؤولى الأمم المتحدة من إسرائيل.
وقال إردان إنه «حان الوقت كى تفكر إسرائيل فى إيجابيات وسلبيات الانسحاب من الأمم المتحدة، ولكن قبل ذلك لدينا العديد من الخطوات التى سيتم النظر فيها هذا الأسبوع بما فى ذلك إمكانية طرد كبار مسؤولى الأمم المتحدة الذين ينشرون الأكاذيب ضد إسرائيل، بالإضافة إلى إعلان وكالة الأونروا منظمة إرهابية.
ميدانيا، شنت القوات الإسرائيلية قصفا صاروخيا ومدفعيا مكثفا، برا وبحرا وجوا، على منطقة المواصي، التى تؤوى آلاف النازحين غرب مدينة رفح، جنوبى قطاع غزة. بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها لليوم الـ251 على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37 ألف مواطن، وإصابة نحو 85 ألفا آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن زوارق بحرية تابعة للقوات الإسرائيلية اطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة صوب المناطق الغربية لمدينة رفح الفلسطينية، كما قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين، بقصف إسرائيلى استهدف منزلا فى حى الزيتون جنوب مدينة غزة، وشقة غربى مخيم النصيرات.
وأفادت الوكالة، بسماع دوى انفجارات وإطلاق نار كثيف من دبابات الاحتلال فى المنطقة الغربية من مدينة رفح الفلسطينية، بالتزامن مع إطلاق طائرات الأباتشى الحربية، وزوارق الاحتلال النار على ذات المنطقة، ما أدى إلى نسف أبنية سكنية كاملة.
وأضافت أن الطواقم الطبية انتشلت جثامين 3 شهداء، وعددًا من الجرحى غالبيتهم من الأطفال جراء استهداف منزل لعائلة اللوح فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأطلقت مدفعية الاحتلال الإسرائيلى قذائف على منازل المواطنين شمال غرب مخيم النصيرات، ومنطقة المغراقة وسط قطاع غزة.
وأطلقت طائرات مسيرة حربية من نوع «كواد كابتر» النار على منازل المواطنين فى حيى الشجاعية والزيتون بمدينة غزة. وقصفت آليات الاحتلال الإسرائيلى المتمركزة فى محور «نتساريم» القذائف الصاروخية على أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين فى مدينة غزة تزامنًا مع إطلاق النار.
وفى الضفة الغربية، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلى الرصاص الحي، صوب شاب، عقب اقتحام مدينة جنين، فيما واصلت تجريف الشوارع وتخريب وتدمير ممتلكات المواطنين فى المدينة ومخيمها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الجيش الإسرائيلى أعلن مخيم جنين منطقة عسكرية مغلقة، واعتدى على الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف، ومنع المواطنين من الدخول أو الخروج منه، وسط مداهمة لعدد من المنازل، وتدمير لمركبات المواطنين وبسطات الخضار والفواكة وأسوار منازل.
على صعيد الأوضاع الانسانية، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من مخاطر بيئية وصحية كارثية فى قطاع غزة. وقالت «أونروا» على منصة «إكس» إن هناك «أكثر من 330 ألف طن من النفايات متراكمة فى مناطق مأهولة بالسكان بجميع أنحاء قطاع غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية».
وشددت على أن «وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ووقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية لاستعادة الظروف المعيشية الإنسانية» فى القطاع.
وأشارت الأونروا إلى أن هذه النفايات المتراكمة تشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية على سكان القطاع الذين يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 250 يوما.
وأوضحت أن «الأطفال يبحثون فى القمامة يوميا. وأكدت الوكالة أن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ووقف إطلاق النار الآن أمران ضروريان لاستعادة الظروف المعيشية.