عيد الفطر مناسبة هامة تحمل فى طياتها معانى الاحتفال والتجديد لكن الظروف الاقتصادية اضطرت الكثيرين الى اعادة ترتيب أولوياتهم ومع تزايد التحديات تبقى مرونة المصريين وابتكارهم فى إيجاد الحلول للتكيف مع الواقع أبرز ما يميزهم فى مواجهة الصعاب فتباينت آراء الأسر المصرية حول ما يجب تدبير نفقاته فى العيد هل هى الملابس الجديدة أم الكعك والحلويات ، فالبعض يرى أن شراء ملابس جديدة للأطفال وإعطاءهم طابعا خاصا بالعيد يعد أكثر أهمية من شراء الكعك والبسكويت.
ويرى آخرون أن تقليص الإنفاق على الملابس والاكتفاء بشراء ملابس بسيطة للأطفال باعتبارهم الفئة الاكثر تأثرا بأجواء العيد مما يعزز من فرحة العيد دون الإحساس بالضغط المادى مع تخصيص جزء من ميزانيتها لشراء الكعك او تحضير الحلويات فى المنزل على قدر المستطاع ليجتمع حوله كل افراد الاسرة.
الغالبية العظمى أكدوا أن ملابس العيد يتفوق على الكعك ، فحينما ترتدى ملابسك الجديدة تشعر بالاحتفال قبل كل شيء الملابس تعكس الفرح فى مظهر الأشخاص، بينما قد يبدو الكعك من الحلويات التى تستهلك بسرعة وتظل الملابس هى العنصر الاكثر تأثيرا فى الذكريات.
بينما اجمع اهالى المناطق الشعبية على انه من غير المحتمل أن تختفى عادة تحضير كعك العيد بشكل كامل إذ يبقى رمزا للحب والترابط الأسرى وفضلوا الالتفاف حول الموائد لتحضيره وانتشار البهجة بين كل افراد الاسرة عن الاكتفاء بسعادة الاطفال ملابس العيد
وبين الاحتفاظ بتقليد كحك العيد أو تفضيل إفساح المجال لموضة لبس العيد تبقى الفرحة فى العيد هى جوهرا يعزز من الروابط الاجتماعية والروحانية.
يقول هانى خليفة – صاحب محل – هناك إقبال كبير من قبل المواطنين فى الايام الأولى من رمضان لشراء الملابس بسبب الاوكازيون الشتوى الذى بدأ منذ حوالى شهر وجعل الكثير من المحال فى منافسة للبيع وعمل تخفيضات أكثر لجذب الزبائن.
تضيف زينب نبيل ربة منزل، رغم إننا مازلنا فى منتصف رمضان ولكن هذا افضل توقيت لشراء ملابس العيد تجنبا للزحام كلما اقتربت الايام الاخيرة من الشهر كما ان هناك تخفيضات تصل لأكثر من 50٪ وعروضا كبيرة على الملابس مؤكدة انها تنتظر الأوكازيون بالأخص لشراء ملابس سواء لها او لأولادها لان الملابس الشتوية اسعارها فى بداية الموسم مرتفعة للغاية وأنها ستقوم بشراء الكعك والبسكويت بكميات قليلة بعد الانتهاء من شراء مستلزمات العيد.
وتوضح نيرمين محسن ، انه لم يعد الأمر مجرد تفضيل فردى خاصة فى ظل تقديم بعض المحلات التجارية الكبرى والمتاجر الإلكترونية عروضا خاصة للملابس الجاهزة لعيد الفطر مشجعةً على شراء الملابس الجديدة باعتبارها الضرورة الملحة للعيد هذا العام للاستمتاع بالجو الربيعى والخروج عن روتين المدارس والعمل اثناء ايام عطلة العيد.
ويشير عادل احمد إلى ان الاسعار فى ازدياد مستمر لا يتوقف لذلك أفضل الشراء خلال الاوكازيونات العيد وتخفيض الاسعار لشراء ملابس الموسم الصيفى بالكامل قبل الزحام وزياده الاسعار مرة اخري
ويشاركه الرأى طارق احمد ، مؤكداً اننا ننتظر قدوم العيد لشراء الملابس الجديدة لأفراد العائلة التى تكفيهم لموسم الصيف والشتاء وإدخال الفرحة والبهجة على أهل البيت.
بينما تؤكد هبة احمد ، انها تتمسك بالعادات القديمة واجواء اعداد الكحك والبسكويت بالمنزل قبل العيد بعدة ايام والاكتفاء بشراء ملابس المنزل الجديدة والاحتفالات داخله حيث يتزامن العيد هذا العام مع موسم الامتحانات والتقلبات الجوية مما يجعل زيارة الاماكن العامة صعبة.
ويقول محمد عبد الرحيم على الرغم من التحولات فى تفضيلات الناس يبقى الكعك جزءًا أساسيا من احتفالات العديد من العائلات وشراء الكعك يعبر عن طقوس اجتماعية يتجمع خلالها أفراد العائلة حول الطاولة وقد يكون بعض الناس فى المدن الكبرى أكثر اهتمامًا بالملابس الجديدة وتحديث مظهرهم لكن فى القرى والأحياء القديمة لا يزال تحضير كعك العيد يشكل تجربة اجتماعية مهمة تثير الحنين إلى الماضي.
ويضيف طارق محمود لكل عائلة طقوسها فى الاحتفال بالعيد لايمكن التخلى عنها ومهما اختلفت الاولويات تبقى شراء ملابس العيد والاجتماعات العائلية هى ما يتوج هذه الاحتفالات من العام للعام سواء بإعداد الحلوى أو تحضير الملابس او بدونه.
ويرى وليد على أنه مع تزايد تكاليف المعيشة اضطرت الكثير من الأسر إلى تقليص مصروفاتها والتخلى عن بعض بنود الرفاهية التى كانت جزءاً أساسياً من الاحتفال بالعيد.
تغير العادات
دكتورة رحاب العوضى – أستاذ علم الاجتماع – تقول فى السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بشراء الملابس الجديدة بمناسبة العيد مما يعكس تغييرات فى الأولويات الناس أصبحوا يفضلون إظهار فرحتهم بالعيد من خلال الملابس بدلاً من الحلويات الملابس الجديدة أصبحت فى الواقع أكثر من مجرد خيار للزينة فى العيد بل أصبحت جزءًا من الهوية الثقافية للمناسبة من الصعب أن يمر العيد فى المجتمعات العربية دون أن يظهر الناس بأناقتهم وملابسهم الجديدة وإذا كانت الملابس تمثل الفخر والتعبير عن التجدد فى عيد الفطر فإنها تبرز بشكل خاص كعلامة على بداية جديدة من الحياة بعد فترة من العبادة والصيام.