مصر جاهزة لخطة الإعمار بحوالى 50 ٪ من التكلفة التى أعلنتها الأمم المتحدة وبدون تهجير
لجنة إسناد مجتمعى توحد الفصائل الفلسطينية وتدير القطاع
على الدول العربية أن تجتمع على موقف واحد وتتبنى رأياً واحداً و تتجاوز أى اختلافات فى الآراء

أكد اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان هلال الخبير الاستراتيجى ونائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى سابقا، أن مصر سوف تقدم خطة كاملة إلى القمة العربية اليوم فى القاهرة، من أجل حل القضية الفلسطينية، وليس حل مشكلة غزة فقط، ومنها تثبيت وقف إطلاق النار، وخطة إعادة إعمار غزة، كاملة دون تهجير الفلسطينيين وتصور لإنهاء الصراع فى المنطقة، من خلال مراحل، منها مراحل سياسية، وأخرى اقتصادية من أجل التعمير، وأيضاً مراحل اجتماعية لتأهيل الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع الدول العربية والقوى الدولية المعتدلة مشيرًا أن خطة الإعمار المصرية بعد إقرارها من القادة العرب ستحتاج أيضا إلى دعم دولى حتى يتم تنفيذها بالشكل المناسب.
وقال إن التقديرات المصرية للموقف الإقليمى الصعب كان هو التقدير الأكثر دقة منذ البداية، وأن كافة التقديرات الأخرى أثبتت فشلها، لذا رفضت مصر مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وشرح اللواء إبراهيم عثمان التغييرات فى السياسة الدولية والإقليمية والمحلية التى اجتاحت العالم بعد نشوب حرب غزة، باعتبار أنها كانت كاشفة لهشاشة النظام الدولى وانهيار المنظومة الدولية وأنه لا توجد دولة عظمى ذات مصداقية لديها أجندة عادلة تحمى بقية الدول وتطبق القرارات الأممية، ولذا فإن سباق التسلح اجتاح العالم، وهناك حروب جديدة لم نكن نعرفها فرضت نفسها ومنطقها .
> فى رأيك ما الخطة التى سوف تعرضها مصر فى القمة العربية فى 4 مارس القادم ؟
مصر حاليا انتهت إلى تصور شامل لخطط كاملة من أجل حل القضية الفلسطينية، وليس حل مشكلة غزة فقط، ومنها تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة من خلال مراحل محددة، وكلها يتم فى نحو 3 سنوات دون تهجير للفلسطينيين، وكذلك وإنهاء الصراع فى المنطقة، من خلال مراحل، منها مراحل سياسية، ومنها مراحل اقتصادية من أجل التعمير، ومنها مراحل اجتماعية لتأهيل الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع الدول العربية والقوى الدولية المعتدلة، ومصر كما أعلنت جاهزة للتعاون مع الجميع من اجل اعادة الاعمار، وسوف نضع كرفانات متنقلة للسكن، إقامة مدارس، ومرافق فى حوالى ثلاث مناطق رئيسية آمنة، وبدون تهجير سكان غزة، والبناء سيتم على مراحل، قد تبدأ فى شمال القطاع، ثم الجنوب، أو العكس طبقاً للموقف، ونقل السكان كلما تم إعمار منطقة لحين انتهاء الاعمار فى منطقة أخري، وسوف يتم تسهيل الحياة بشكل كبير خلال أشهر قليلة، وسوف تكون الحياة طبيعية بالنسبة للمرافق مثل المياه والكهرباء والصحة، ومصر قادرة على هذا، الخطة المصرية جاهزة وستعرض على القادة العرب اليوم لإقرارها، لكن الأمر يتطلب أيضا إنهاء التعسف الإسرائيلى ووقف القتال فى الضفة الغربية، وانسحاب القوات الإسرائيلية كليا من قطاع غزة.
> ما هى أهم مراحل خطة الإعمار فى تصورك؟!
ملامح الخطة المصرية المتداولة حتى الآن >> «المرحلة الأولى هى مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر حوالى ستة أشهر»، وتشمل إدخال معدات ثقيلة لإزالة الركام، ويتمّ تحديد ثلاث مناطق رئيسية آمنة داخل القطاع يمكن نقل الفلسطينيين إليها، وتوفير منازل متنقلة .
المرحلة الثانية تتطلب «عقد مؤتمر دولى لإعادة الإعمار مع بقاء السكان على الأرض»، وتتضمن إعادة تدوير الأنقاض وأعمال البنية التحتية، ثم بناء الوحدات السكنية وتوفير الخدمات التعليمية والصحية .
المرحلة الثالثة «إطلاق مسار سياسى لتنفيذ حل الدولتين للتهدئة المستدامة»
المقترح المطروح من الأمم المتحدة والغرب، تصل تكلفته أكثر من 53 مليار دولار بشرط تفريغ القطاع وتهجير جميع أهالى غزة، ويتم تنفيذه على مدار 15 سنة لكن المقترح المصرى تكلفته حوالى نصف هذا المبلغ وبدون تهجير الأهالى وفى مدة حوالى ثلاث سنوات وقد تمتد إلى خمسة سنوات .
مصر جاهزة بالخطة التى سيتم عرضها فى القمة وبتكلفة حوالى 50 ٪ من التكلفة التى أعلنتها الأمم المتحدة، وبدون تهجير.
> هناك محاولات لطرح أفكار أمريكية غير مقبولة تخص مصر لإدارة قطاع غزة، وهناك آليات طرحتها مصر كمقترح من أجل إدارة غزة ما بعد الحرب كيف ترى ذلك ؟
>> أولاً الطرح الأمريكى مرفوض تمامًا وهذا ما أعلنته مصر صراحة لكن هناك طرح تم التوصل إليه بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس فى اللقاءات التى جرت بالقاهرة وهو تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، مصر عرضتها منذ شهور، لتوحيد جميع فئات الشعب الفلسطيني، وهى لجنة تكنوقراط تستطيع ان تدير قطاع غزة بشكل كبير، وتستطيع ان تتعامل مع قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال الفترة، لحين انتهاء إعادة الإعمار، ومصر اساسا هى الدولة الوحيدة التى فطنت للمخطط الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر 2023، وأن الهدف الرئيسى من الحرب هو إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني، ومصر بجهود الوساطة مع الشقيقة قطر توصلت وأقنعت حركة حماس بعدم الاشتراك فى حكم غزة فى المرحلة القادمة وهذه نقطة جوهرية رئيسية فى هذا الموضوع، والحكم سوف يكون تحت رعاية السلطة الفلسطينية من خلال لجنة الاسناد المجتمعى .
> ما الدور المطلوب حاليا من الدول العربية للوقوف أمام مخطط التهجير؟
>> على الدول العربية أن تتجمع على موقف واحد وأن تتبنى رأياً واحداً، وأن تتجاوز أى خلافات أو اختلافات فى الآراء الخاصة بها وتتجمع على كلمة واحدة وراء مصر لأن مصر تعرض خطة كاملة لها مصداقية، ولها تأثير إيجابى على المنطقة العربية حاليا ومستقبلا .
و التحديات الحالية سوف تتراجع تحت مظلة جامعة الدول العربية وتوحيد القرار العربى واتخاذ ما يلزم من أجل مساندة القضية الفلسطينية فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به .
مصر هى من أكثر الدول الداعمة للنضال الفلسطينى منذ الهجرة الأولى للعصابات اليهودية سنة 1898 ومنذ قرار التقسيم سنة 1947 وحرب 1948 واوسلو 1 وأوسلو 2 ومدريد وغيرها، يعنى مصر وسياستها ثابتة منذ الأزل وأكبر موقف يؤيد هذا الأمر موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى ضد التهجير ، والذى نجح فى حشد موقف عالمى ضد ما تطرحه الولايات المتحدة وإسرائيل من أفكار غير واقعية ، والوحيد الذى يؤيد المقترح الأمريكى هو نتنياهو وحكومة إسرائيل المتطرفة وأصبحوا بمعزل عن العالم وأقول إن القيادة الأمريكية الحالية لا تعى جذور مشكلة الشرق الأوسط وجذور القضية الفلسطينية لأنها لو كانت تفطن لها لما كانت قدمت هذا المقترح .
يجب التكاتف العربى حول مصر بجميع الأشكال وفى جميع المجالات، لتنطلق الدول العربية بكلمة واحدة، وآليات واحدة وهناك دور محورى لجامعة الدول العربية يجب أن تتخذه بقرار عربى حاسم.
> وماذا عن اكتمال اتفاق الهدنة والمرحلة الثانية هل سوف تعرقله اسرائيل بعدما عادت مرة أخرى لغلق المعبر، والتهديد بعودة الحرب.. ؟
>> هذا كان متوقعًا.. نحن ندرك أنه من الصعب استكمال الاتفاق كلياً فى ظل وجود الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ما لم تكن هناك رغبة أمريكية من أجل تنفيذه، فى ضوء أن الرئيس السابق بايدن أعلن قبل مغادرته البيت الأبيض بأيام أن فكرة أن تكون إسرائيل قادرة على إعالة نفسها على المدى الطويل دون استيعاب القضية الفلسطينية لن يحدث، وهذا هو نتاج الفكر فى المؤسسات داخل الولايات المتحدة، ومهما كانت التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكى ترامب، حول التهجير وتصفية القضية، الا ان هناك مؤسسات امريكية قوية لها دورة لخروج القرار على ارض الواقع، لان الكونغرس بغرفتيه سواء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، والرأى العام الداخلي، والمصالح الداخلية لبعض القوى تتحكم فى صناعة القرار الأمريكى النهائى الذى يصدر على أرض الواقع .
> اذا ما هى الأسباب التى تعيق حل القضية الفلسطينية حاليا ؟
>> أهم المشاكل هى وجود حكومة يمينية متطرفة فى إسرائيل، وضعف الأمم المتحدة، والدعم المفرط لاسرائيل، كما ان المقترحات الأمريكية للحلول غير مناسبة للواقع، ايضا كما ان المقاومة لا تنتهى وهذا ما اكده التاريخ، وقد زال الاستعمار فى العديد من البلدان وظلت المقاومة، وصعوبة نزع سلاح المقاومة.
> وما الموقف المحلى ؟
>> الموقف المحلي، مصر لم تتسبب فى أى نزاعات جارية، ولذا لا يمكن أن تنعكس السلبيات عليها أو يتم حل الموضوعات على حسابها ., بل بالعكس مصر تقدم المساعدات وتبذل الجهود فى مختلف المجالات للمشاركة والتعاون والدعم بمصداقية وشفافية .
ومصر تحاول مساعدة جميع الدول خاصة الدول العربية، ولديها ثبات فى سياستها الخارجية، وعلاقتها الثنائية بالدول الأخري، مصر حليف وصديق لاغلب الدول وهى حاليا الوسيط الأمين لحل القضية الفلسطينية بشكل عام، وحل ما يجرى على الأرض فى قطاع غزة والضفة بشكل خاص، وتبذل الجهود فى مختلف المجالات رغم مسار التنمية الاقتصادية لكنها تحتاج إلى دعم دولى.
> الشارع المصرى يتساءل مع قوة أمريكا الغاشمة هل سيتم فرض مخطط التهجير؟
>> من المستبعد، مهما تمت ممارسة الضغوط الخارجية على مصر، فلن يتم ارغامها على أى شئ، ومصر سياستها ثابتة، ولن تغير موقفها، وهو تكوين الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيره طبقا للقرارات الدولية الصادرة فى هذا الشأن كما أنه من الصعب دخول مصر فى نزاع مع إسرائيل فبيننا معاهدة سلام، والسلام يحميه القوة ، وإسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها منفردة، والجيش الإسرائيلى حاليا منهك، ويحتاج الى سنوات لإعادة مستواه إلى المتوسط، ويستغرق ذلك مدة تزيد على خمس سنوات، وهو جيش لا يستطيع الحرب إلا بالتحالف مع الولايات المتحدة .
> وماذا عن الأمن القومى المصرى ؟
>>الأمن القومى المصري، يعنى تنمية جميع قدرات الدولة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والاجتماعية والأيديولوجية، فى إطار استراتيجية شاملة، لتأمين الدولة ضد أى تهديدات، وتجاوز أى تحديات من حولنا، من أجل توفير أمن سياسى أى حرية فى اتخاذ القرار دون تدخلات أجنبية، وهى نقطة هامة «عدم التبعية «، والقرار المصرى دائما قرار مصرى خالص دون أى تبعية أو تدخلات خارجية، ولكى نحقق أمناً اقتصادياً، نهتم بالمعيشة والتنمية الاقتصادية، ومن أجل تحقيق أمن أيديولوجى للحفاظ على المواطنين من التطرف، سواء تطرفاً يمينياً أو يسارياً، حتى فى الاسلام فنحن إسلامنا وسط، ونحقق أمناً اجتماعياً مما يؤدى الى الاستقرار الداخلي، وتحقيق الأمن العسكرى لحماية الدولة، ومصر تسعى إلى التعاون مع مختلف دول الإقليم لتحقيق الأمن القومى المصرى والعربى دون التأثير على دول أخري، وهى نقطة مهمة، لأن هناك دول مثل إسرائيل تسعى لتأمين أمنها على حساب دول أخرى .
ومصر تسعى للتعاون من أجل حل المشاكل من خلال التفاوض، ومن خلال الأساليب العلمية والدبلوماسية المصرية الرصينة خلال العصور السابقة والفترة الحالية، وهذه سياسة ثابتة .
وعلينا من أجل تحقيق هذا الثبات والاستقرار للأمن القومي، الاستمرار فى التماسك الشعبي، لأنه العامل الرئيسى الذى ينمى قوى الدولة الشاملة، وعدم ترديد الشائعات، لأن قوى الشر تتعامل بالتكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعى وترديد شائعات تؤدى إلى فهم خاطيء للأمور والتحرك فى اتجاهات خاطئة وعلينا زيادة الوعي.
> وماذا عن الموقف العربى حاليا ؟
>> حان الوقت للتجمع العربى بجدية لتحديد آلية عربية واحدة، فى مواجهة التهديدات والتحديات التى تواجه المنطقة العربية، ومطلوب ايضا توحيد الفلسطينيين على كلمة واحدة، .. كفى خلافات وصراعات بين الفصائل، لابد من التوحد تحت راية واحدة، وسلطة واحدة، لها نفوذ قوي، ولها اليات تنفيذ على الارض لكى تستطيع مواجهة الاحتلال الاسرائيلى أيضًا مطلوب دعم السودان وليبيا وسوريا والصومال والعراق واليمن لكى تنعم بالاستقرار .
> سمعنا التصريحات الأمريكية والإسرائيلية حول تغيير كبير فى منطقة الشرق الأوسط فماذا يعنى هذا ؟
>> التغيير الذى يسعون إليه معناه أربعة أمور وهو التغيير فى النظام والمنهج والتغيير فى الممارسات والتغيير فى العقيدة .
استطاعوا أن يغيروا فى سوريا فقط ثلاثة أمور ولن يستطيعوا أن يغيروا فى أى دولة عربية أخرى أى أمر من الأمور الأربعة .
غيروا فى سوريا النظام الحاكم وغيروا النهج الذى كانت تتبعه سوريا مع دول الجوار والجغرافيا ولكن لن تتغير عقيدة الشعب السورى .وهذه الأربعة أمور لن تتغير فى فلسطين ولا فى لبنان ولا فى العراق ولا فى مصر الحبيبة .
> اذا لماذا هذه التصريحات الحالية وبقوة حول التغيير ؟
>> لان الاحتلال غير جغرافية سوريا وفى الضفة الغربية بالتوسع فى الاستيطان ويتوهم بأنه سوف يغير جغرافية قطاع غزة وهذا الأمر غير حقيقى لأنه مجبر على الانسحاب من غزة فهو لا يستطيع الصمود فيها، وقد كان يحتلها سنوات عديدة وانسحب منها باتفاقية فك الارتباط فى عام 2005 وبقرار فردى منه.
> ما محددات السياسة الدولية الحالية خاصة أن هناك تغييرات كبيرة تحدث حاليا ؟
>> تبنى الدول سياستها على محددات منها محددات خارجية ومحددات داخلية والسياسة الخارجية تبنى على ما تسعى الدولة لتحقيقه فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها واذا كان هناك عدائيات فيتم إخمادها وأن يكون للدولة العظمى تواجد فى المناطق الهامة فى العالم وخاصة الممرات البحرية وعلى سبيل المثال الولايات المتحدة تتواجد فى جميع الممرات البحرية فى العالم .
و فيما يتعلق بالمحددات الداخلية تنظر الدولة الى الرأى العام ووضع مؤسسات الدولة والاقتصاد الداخلى والمصالح الخاصة بالقوى الفاعلة إلى اين تميل وما الأهداف الداخلية التى تطمح لعملها داخل الدولة وكل هذا بالإضافة إلى الدين السائد وكيف يتبع والاتجاهات الطائفية وكيف تفعل المواطنة وغيرها من الأمور التى تحسبها كل دولة عند اتخاذ القرار وكيف سيكون تحركها والأهداف التى تريد الوصول لها والاهداف التى تريد الدولة تحقيقها وفى ظل كل هذه المحددات، وهناك مستويات الأهداف والمصالح والمستوى الاول من سيقوم بالتنفيذ وهذا مهم وهناك المستوى المتوسط والهامشي، فمثلا هناك تغير فى السياسة الأمريكية كل فترة، مرات تضع الهيبة الدولية فى المقدمة ومرات أخرى تضعها فى آخر الأولويات وتهميشها فى مقابل الاهتمام بالاقتصاد والممرات المائية والاهتمام بأسعار النفط وتثبيتها وتهتم بإخماد أى أنشطة خاصة بروسيا وكوريا الشمالية أو الصين وتهتم بالرفاهية الاقتصادية وتثبيت سعر الدولار والفوائد ولا يفرق معها ماذا يقال وهناك قيادات تهتم جدا بهيبة الدولة .
وحتى هذه التدخلات فإنها مستويات فمنها التدخل العالمى اى أنها تختار قضية عالمية وتتدخل فيها أو التوجه الانتقائى وهنا اهتم بقضية واحدة فقط والتوجه الانعزالى لا اهتم باى موضوع مطروح .
وبعدها هناك آليات التنفيذ من أجل تحقيق الأهداف و هناك سبعة أمور متبعة لتطبيق أى استراتيجية على الأرض من سوف ينفذ وماذا سوف ينفذ ومتى وأين وكيف والتكلفة ومن يتابع ومن يعدل عند حدوث تغييرات .
> وهل هذا يتم تطبيقه على ما يدلى به ترامب من تصريحات نارية على مستوى العالم ؟
>> الرئيس الأمريكى يدفع فاتورة الانتخابات للقوى والمصالح التى وقفت معه خلال الحملة الانتخابية سواء تم تنفيذ هذه التصريحات أو لم يتم تنفيذها .
حيث قام بالخروج من اتفاقية المناخ ومنظمة الصحة العالمية ويطلب من دول حلف الناتو رفع مساهماتهم فى الحلف إلى 5 ٪ وطلب إخراج المهاجرين وقرارات ضد المحكمة الجنائية الدولية، وهو يدفع هذه الفاتورة بسرعة فى بداية توليه مهام منصبه ومنها ما ينفذ على الأرض وتأخذ دورته فى المؤسسات الأمريكية لصنع القرار حتى سبع عشرة مرحلة حتى أن يصدر هذا القرار لأنه لا يتم صرف دولار واحد دونما موافقة الكونجرس الأمريكى بغرفتيه مجلس النواب والشيوخ ولا يستطيع أى رئيس أمريكى أن يتحرك دونما موافقتهم على المحفظة المالية وهو من حقه إصدار القرارات وهم من حقهم عدم الموافقة على صرف الأموال وهما يتبادلان السلطة وفى حالة شد وجذب لذا يجب أن يحدث توازن بينهما لإصدار القرار وعلينا ألا نأخذ كافة التصريحات بأنها جدية أو ستنفذ .
>المواطن فى الشارع المصرى والأحزاب والمعارضة يقدرون الموقف الوطنى الحاسم للرئيس السيسى فى رفض التهجير للفلسطينيين فما أهم النقاط التى أبرزت نجاح مصر فى موقفها القوي؟
>> الجين المصرى هو الجين السائد وهو الجين المصرى نفسه منذ سبعة الف عام الذى لا يتقبل التبعية نهائيا مهما حدث حتى لو لم يجد قوت يومه والتاريخ أثبت هذا على مر العصور.
وحتى عندما جاء التتار استطاعوا غزو العراق ولبنان وفلسطين ولكن مصر وقفت لهم وهزمت التتار فى عز وقوته والجين المصرى قوى منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا .
> المصريون دائما يتجمعون فى المواقف الصعبة ولا يسمحون بالتدخل الأجنبى .
>> وما يخطط له من تهجير ليس موقفاً حديثاً وقد وقفت له مصر وصدته بقوة منذ بدء الحرب على غزة والاجتياح البرى للقوات الإسرائيلية ووعت أن الهدف الرئيسى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان من غزة والضفة الغربية واحتلال كافة الأراضى من أجل وهم إقامة إسرائيل الكبرى .
ورفض مخطط التهجير شعبيا وسياسيا وعلى كافة المستويات يظهر معدن الشعب المصرى القوى والتماسك أمام أى خطر يهدد الأمن القومي.
> وماذا عن التغييرات التى شهدها الامن الاقليمى والشرق الاوسط ؟
>> الأمن الإقليمى أمن معقد نتيجة العديد من العوامل أهمها اختلاف توجهات الدول داخل الشرق الأوسط وتواجد الاحتلال الإسرائيلى على دولة عربية والتدخلات الخارجية التى تؤدى إلى العديد من السلبيات وما نتج من صراعات عقب ثورات الربيع العربى وهذا أول متغير رئيسى فى الموقف الإقليمى والمتغير الثانى تغير جغرافية بعض الدول خلال السنوات السابقة والتغيير الثالث تعدد الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة فى المنطقة العربية ومركز الصراع هى دولة الاحتلال الإسرائيلى فضلا عن الصراعات القديمة التى أدت إلى انهيار بعض الدول وعدم استقرارها مثل الصومال والعراق وسوريا واليمن والسودان بالإضافة إلى الصراع بين إسرائيل وإيران وبعدها الصراعات الحديثة سواء غزة والضفة الغربية واحتلال إسرائيل أجزاء من سوريا .
وهناك عدم وضوح للتحالفات فى الشرق الأوسط، وهناك دول تتحالف معك وتجدها تتحالف مع من هو ضدك، وهذا يجعل الأمر غير واضح .
كما ان هناك عاملاً مهماً جدا وهو عامل التماسك، وتلاشى عامل التماسك الشعبى فى بعض الدول العربية مما أدى الى تفاقم الصراعات الداخلية.
الدور المتزايد للتكنولوجيا الغربية فى الشرق الاوسط، وان الدول التى لا تمتلك التكنولوجيا تأثرت بالعديد من الأمور وهى لا تفقه ماذا يحدث.
والعامل الآخر تردى الحالة الاقتصادية العالمية، مما أدى إلى زيادة البطالة فى الاقليم، وتأجيج النزاعات وزيادة حالات الفقر، وبالتالى زيادة معدلات التطرف والإرهاب.
واهم عامل فى الشرق الاوسط هو القضية الفلسطينية، اذا تم حلها سوف تؤدى إلى تلاشى معظم الصراعات فى الشرق الاوسط .
ونقول هناك امر وعامل مهم مستمر منذ سنوات واثر على المنطقة، وهو خطأ تقديرات معظم الدول فى الإقليم ما عدا مصر، حيث ان تقديرات الدول منذ 2011 وحتى الآن أدت إلى صراعات داخل الدول ومع دول الجوار .
كما ان جميع الدول فى الشرق الاوسط اذا سقط نظام الدولة فيها سقطت الدولة ما عدا مصر فهى دولة شعب ومؤسسات، والرئيس حسنى مبارك رحمه الله تنحى للشعب المصرى والقوات المسلحة ولم يحدث أى هدم للدولة ولم تسقط مصر.
> ما هى الصورة الإجمالية للموقف الدولي، خاصة أن هناك تغييرات واضحة فى السياسة الدولية ؟
>>الموقف الدولى يمكن اجماله فى العديد من المتغيرات.
والمتغير الأول هو هشاشة النظام الدولي، والمنظمات الدولية تجاه الصراعات الدائرة فى العالم، وهذا متغير رهيب لم يكن موجود سابقا، الى درجة إهانة المنظمات والقوات الدولية .
وامريكا تعزز موقفها العسكرى فى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر وحرب غزة، فى أكثر من منطقة والمفهوم العسكرى بالنسبة لهم يبدأ بالاستخبارات، وعلى أساسها يتم عمل تقديرات، ونقل قوات إضافية خاصة إلى إسرائيل، وبعض الدول الأوروبية وفى قواعده فى الشرق الأوسط والأساطيل البحرية .
والمتغير الثالث تقديم الدعم المفرط والاعمى من امريكا الى حليفتها إسرائيل وفرض حلول خيالية وغير واقعية.
والمتغير الرابع تحالف روسى كورى شمالى ايراني.
والمتغير الخامس انشغال روسيا والصين عن منطقة الشرق الأوسط.
والمتغير السادس عدم وجود صوت واضح للاتحاد الأوروبى وانشغالهم بمواقفهم الداخلية.
والمتغير السابع دخول الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات وحتى فى مجال السياسة أصبح عاملاً مؤثراً، وكل ما يحدث حاليا مرتبط به.
والمتغير الثامن انتشار الحروب الهجينة وتشمل أساليب عسكرية تقليدية ومعها أساليب اقتصادية واجتماعية وتكنولوجية، والبيئية والحروب السيبرانية وادوات الفاعلين غير الدوليين مثل الجماعات المسلحة والتى زادت جدا .
وهناك المتغير التاسع الخاص بعدم وجود تحالفات دولية واضحة.
والمتغير العاشر والكبير سباق التسلح فجميع الصراعات والمتغيرات التى حدثت فى العالم أدت إلى سباق كبير فى التسلح ، والرؤية المصرية فطنت لهذا الأمر منذ زمن بعيد، عقب ثورة يونيو مباشرة، وتم التحرك تجاه تنويع مصادر التسليح وزيادة إجراءات الأمن القومى المصرى فى نظرة مستقبلية تتخطى دولاً كثيرة.
المتغير الحادى عشر هو الخاص بتردى الأوضاع الاقتصادية العالمية .
المتغيرالثانى عشر الخاص بالتغيرات المناخية فى العالم وخاصة فى الدول المتقدمة.