مساء اليوم تستضيف المملكة العربية السعودية قطبى الكرة المصرية (الأهلى والزمالك) وسط حشد جماهيرى مصرى وسعودى وعربى كبير.
نتطلع أن يشهد اللقاء المرتقب منافسة رياضية حقيقية، وأن يكون الفريقان نموذجا مشرفا فى الأداء الرياضى والسلوكى والأخلاقى الذى يليق باسم مصر ومكانتها، وأن ينتهى اللقاء بفوز الفريق الأفضل على أرض الملعب لعبا وسلوكا، وأن يتقبل الفريق الخاسر النتيجة هو وجماهيره بروح رياضية.. فالرياضة فوز وهزيمة ومنافسة شريفة لها مكاسبها الرياضية والأخلاقية.
نحن فى أمس الحاجة إلى الرياضة التى تحقق أهدافها وتخلق حالة من التنافس الشريف بين الرياضيين، وتقوى روح الانتماء فى نفوس الشباب، وتمارس فى ظل روح رياضية، وعدالة من الحكام، وموضوعية من عناصر التحليل الرياضى بصرف النظر عن الانتماءات الرياضية.
عشنا طوال الأسابيع الماضية شحنا إعلاميا لهذا اللقاء أغلبه ضار، حيث حاول بعض الإعلاميين والرياضيين السابقين إضفاء إثارة مستفزة تخلق حالة مرفوضة من التعصب الأعمى بين جماهير الفريقين.. وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ويجب أن تكون هناك وقفة مع هذا السفه الإعلامى الذى يقود الجماهير إلى التعصب والتنابز بالألقاب والمعارك والمشاحنات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهى مشاحنات تمارس فيها كل أشكال السفه والابتذال والحماقة تحت ستار الانتماء الرياضي.. والرياضة بريئة من كل ذلك.
<<<
الرياضة فى كل مجتمع لها أهداف محددة والانتماء الرياضى موجود فى كل دول العالم، وفى كثير من بلاد العالم هناك جماهير تتنافس وتتشاجر من أجل فرقها الرياضية التى تعشقها.. لكن يجب أن نعترف بأن ما يحدث بين جماهير الأهلى والزمالك من مشاجرات عبر مواقع التواصل الاجتماعى سلوك مرفوض ومدان من كل العقلاء.
التنافس الرياضى شيء جميل ومحبب للنفوس طالما كان هناك التزام أخلاقى ورقى سلوكي.. لكن ترك بعض الإعلاميين- رياضيين وغير رياضيين- ينفخون فى التعصب، ويشعلون نيران الغضب فى نفوس الجماهير بكلمات مسفة، وتحفيل لا يليق بأدنى الناس تربية وثقافة وأخلاقا.
نعم.. الشعب المصرى محب للرياضة وعاشق لكرة القدم على وجه الخصوص، ويرى فيها متنفسا طبيعيا لهمومه ومتاعبه.. لكن ليس معنى ذلك أن نترك بعض الموتورين رياضيا يتلاعبون بمشاعرنا ويفسدون عليه مزاجنا الرياضي، ويحولون الانتماء الرياضى الى تعصب ممقوت، ولذلك لابد من الوقوف فى وجه المحرضين على التعصب بين جماهير الناديين الكبيرين من الإعلاميين الرياضيين وغير الرياضيين المعروفين للجميع.
<<<
يجب أن نعترف بأن ساحة الرياضة المصرية تعيش حالة غير مسبوقة من الشحن الجماهيرى الذى يقود إلى العبث وتغذية التعصب، وهذا الشحن يفسد علينا مناخ منافسة صحى نتطلع إليه منذ سنوات، حيث لا يمر موسم كروى دون مشكلات وأزمات، والموسم الأخير تحديدا شهد شكاوى من معظم فرق الدورى من ظلم الحكام ومن اللعب فى أوقات شديدة الحرارة تمثل خطرا على حياة اللاعبين، ومن كثرة المباريات المؤجلة بعضها لأسباب معتبرة، وبعضها بلا سبب مقنع، وانتقاء مؤجلات بعينها لبعض الأندية لتلعب قبل مؤجلات أخرى بما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص.. وقد استمعنا خلال الأيام الماضية الى كم هائل من الاتهامات للجنة المسابقات التى كان يسيطر عليها شخص واحد كثرت الشكوى منه من عدد كبير من الأندية.
ما هو مرفوض كل الرفض أن ينحار عناصر إدارة المسابقة الكروية التى يتابعها ملايين المصريين لفريق على حساب آخر.. ما هو مرفوض أن تختلف قرارات حكام كرة القدم فى الموقف الواحد بين فريق وآخر.. ما هو مرفوض أيضا أن تستجيب عناصر إدارة المسابقة لمطالب ناد على حساب الأندية الأخري.. فهذا ضرب من ضروب العبث واستمرار هذه المواقف لعب فى مزاج المصريين المحبين لكرة القدم والذين يتطلعون الى منافسة تحكمها النزاهة والشفافية والموضوعية.
<<<
ينبغى أن نتحلى جميعا بالروح الرياضية وأن نتوقف عن المشاحنات الطاحنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن نرتقى فى تنافسنا وحماسنا للفريق الذى نشجعه فنبتعد عن سفاسف الأمور، حيث لا ينبغى أن تكون بطولة رياضية سببا فى فتنة بين الجماهير المصرية، كما لا يجوز أن يكون لهذه البطولة – أيا كان الفائز بها – تداعيات سلبية وتأثيرا على علاقاتنا الإنسانية كشعب يشجع بعضه الأهلى ويشجع البعض الآخر الزمالك، وقصص التعصب التى تؤدى الى قطيعة بين الأصدقاء ومشاجرات بين الأحبة، ومشاحنات بين الأزواج والزوجات والأشقاء فى البيوت والتى نسمع عنها مع كل مباراة للفريقين أكثر من أن تحصي.
تشجيع فريق كروى أمر محمود ويجسد مشاعر الولاء والانتماء داخل أى إنسان، كما أن التعبير عن فرحة الفوز لأتباع أى فريق أمر لا ينكره العقلاء.. لكن ممارسة الإسفاف ضد مشجعى الفريق المنافس و(التحفيل) عليهم والسخرية منهم كما نشاهد من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الفضائيات – للأسف – فهذا هو المرفوض والمدان رياضيا وأخلاقيا، فالمطلوب منك سواء أكنت أهلاويا أم زملكاويا أن تفرح لفوز فريقك دون أن تمارس الاستفزاز والإساءة لصديق أو زميل أو جار يشجع الفريق الخاسر أو المتعثر فى البطولة.