فى ستينيات القرن الماضى وعلى وجه التحديد فى عام 1960 غنت صباح أغنية شهيرة جدا بعنوان «بين الأهلى والزمالك محتارة والله» وكان هدفها فى هذا الوقت تقليل حدة التعصب بين جماهير الناديين والتى بدأت تزيد بشدة فى ذلك التوقيت، ولكن عنوان لقاء الأهلى والترجى اليوم «بين الأهلى والترجى محتارة والله» لا يحمل نفس المعنى لأنه يفترض ان يكون كل المصريين يدا واحدة مع الأهلى فى لقاء الذهاب أمام الترجى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا والذى ينطلق فى الثامنة مساء بتوقيت تونس «العاشرة مساء بتوقيت القاهرة»، ونفس الحال بعدها بـ 24 ساعة عندما يخوض الزمالك مباراة العودة فى القاهرة أمام نهضة بركان المغربى فى الكأس الكونفيدرالية.
ولكن المقصود بالحيرة فى لقاء الأهلى والترجى اليوم هى حيرة فنية بين فريقين من اعتى الفرق الأفريقية وأكثرها نجاحا على المستوى القارى فى السنوات الأخيرة ويتقاربان فى الكثير من عناصر التفوق ليصبح من الصعب جدا الحكم على مثل تلك المباريات.
تطور الفريق التونسى
لو التقى الأهلى والترجى فى النصف الأول من هذا الموسم لحكمنا بأن الأهلى يتفوق جدا فنيا على الفريق التونسى الذى لم يكن يمر بحالة جيدة سواء فى المسابقات المحلية أو فى بطولة الدورى الأفريقى لكرة القدم التى انطلقت أول نسخة منها بشكل استعراضى فى أكتوبر ونوفمبر الماضيين، ولكن مع تراجع النتائج والمستوى الفنى استدعت إدارة النادى المدير الفنى البرتغالى ميجيل كاردوزو ليحول تماما شكل الفريق من المشاكل الدفاعية وضعف الحلول الهجومية إلى فريق يملك واحدا من أقوى الخطوط الدفاعية فى القارة، بجانب فريق تطور جدا هجوميا وتعددت أساليبه فى الهجوم بحيث أصبح فريقا من الصعب إيقافه وبالتالى أشعل ذلك الأمر المباراة ليعيد ذكرى اللقاءات التاريخية بين الفريقين والتى كانت حاسمة على الألقاب.
الأهلى استعد فى الدورى
استعد الأهلى للمباراة بشكل مكثف منذ فوزه العريض على مازيمبى الكونغولى 3-0 فى القاهرة فى الدور قبل النهائى واستغل الفريق المباريات الأربع الأخيرة فى الدورى أفضل استغلال ليس فقط بالفوز بها كلها وجمع 12 نقطة كاملة، ولكن أيضا باختبار كل الطرق التى تمكن الفريق من الفوز على الترجى وكيفية استغلال نقاط ضعفه وتلاشى نقاط قوته الهجومية.
نعم كان كولر يحث لاعبيه على نسيان مباراة الترجى والتركيز فى الفترة الماضية على الدورى ولكن كل ذلك لم يمنع اللاعبين من التفكير فى النهائى الأفريقى.. بل لم يستطع كولر نفسه نسيان اللقاء والتركيز بكل حواسه على الدورى لأنه يعتبر التحدى الأكبر له هذا الموسم هو دورى الأبطال لتعويض خسارة بطولتين دوليتين هذا الموسم وهما السوبر الأفريقى والدورى الأفريقى لكرة القدم.
وفد يبدو أن شفاء المصابين فى الأهلى ميزة كبرى ولكنه فى الواقع يزيد من حيرة الجهاز الفنى لوضع التشكيل وبخاصة فى بعض المراكز الحساسة وعلى رأسها حراسة المرمى بين المتألق مصطفى شوبير والعائد محمد الشناوى، وكذلك حسم موقف قلب الدفاع الثابت فيه محمد عبد المنعم ويدور التنافس على المركز الآخر بين الثلاثى رامى ربيعة ومحمود متولى وياسر إبراهيم وإن ظلت فرص الأخير أقل لأنه لم يخض أى مباراة منذ إصابته فى فبراير الماضى.
يعتبر الوسط أكثر الخطوط حيرة لدى كولر ، ليس فقط لاختيار الثلاثى الذى يلعب فى المباراة ولكن أيضا لنوعية اللاعبين ما بين البدء بثلاثة لاعبين يجيدون الدفاع من نوعية مروان عطية وأكرم توفيق وكوكا، باعتبار أن المباراة على ملعب المنافس الحصين فى رادس، وبين الاستعانة باثنين فقط منهم على أن يكون الثالث هجومياً فى كل المراكز خلف الخطوط من نوعية إمام عاشور وأفشة، وإن كان الاحتمال الثانى هو الأقرب.
أما الهجوم فيكاد يكون مستقرا بوجود بيرسى تاو يمينا وحسين الشحات يسارا وبينهما وسام أبو على رأس حربة على أن يستعين من الدكة القوية خلال المباراة بكهربا ورضا سليم
تغيير وجه الترجى
منذ تولى المدير الفنى البرتغالى ميجيل كاردوزو للمهمة فى مطلع العام، تغير تماما وجه الفريق الذى كان شاحبا فى النصف الأول من الموسم وغير المدير الفنى الطريقة التقليدية التى كان يلعب بها الفريق وهى 4-3-3 لتصبح المزيج من طريقتى 4-3-2-1 والتى تتحول بعض الأوقات إلى 4-1-4-1.
يعتبر الحارس الصاعد أمان الله مميش «20 سنة» من أهم نقاط القوة فى الفريق حيث حافظ على شباكه نظيفة فى 11 مباراة من 12 فى المشوار الأفريقى ويتقاسم مع الأهلى أكبر سلسلة من الشباك النظيفة فى تاريخ البطولات الأفريقية برصيد 8 مباريات متتالية.
بعد أن كانت أخطاء الدفاع كثيرة فى بداية الموسم وصل الدولى ياسين ميرياح وبجواره الجزائرى الأمين توجاى إلى قمة الفورمة فى التغطية والتمركز ومعهما الظهيران بن على وبن حميدة.
تبدو أهم بقاع الخداع فى الفريق التونسى منطقة الوسط رغم أن اللاعبين المتوقع أن يشاركوا فى المباراة لن يتغيروا كثيرا ولكن أسلوب اللعب هو الذى يمكن أن يتغير بداية بقيام التوجولى روجيه أهولو كلاعب مركز 6 وحيد وأمامه الرباعى يان ساسى وحسام تقا وغيلان الشعلالى وحسام غشة، أو عودة تقا للخلف قليلا ليكون إلى جوار أهولو وهنا تتحول الطريقة إلى 4-2-3-1.
فى الأمام يلعب رأس الحربة البرازيلى رودريجو رودريجيز ومعه البديل محمد على بن حمودة.
تشابه واختلاف
يتشابه الفريقان فى عدة عوامل أهمها تألق الحارسين الصاعدين مصطفى شوبير ومميش وكذلك قوة الدفاع على المستوى الأفريقى والرقم الذى سجلاه بخوض 8 مباريات متتالية بشباك نظيفة و11 مباراة من 12 فى البطولة بكلين شيت.
يتشابه الدفاع فى نقاط القوة فى القلب الدفاعى وإن تفوق الترجى نسبيا فى ألعاب الهواء عن طريق ميرياح وتوجاى، وتفوق الأهلى على مستوى الأطراف هانى ومعلول فى الجانب الهجومى.
يتشابه الفريقان فى تواجد عناصر هجومية متعددة من لعب عن طريق الأطراف أو الاعتماد على رأس الحربة الوحيد أو اختراقات العمق أو التسديد بعيد المدى وإن تفوق الأهل قليلا فى هذه النقطة.
لكن يختلف الفريقان فى عوامل أخرى أهمها فاعلية التسجيل حيث سجل الأهلى 19 هدفا فى البطولة مقابل 8 فقط للترجى أى أقل من النصف فى نفس عدد المباريات، وكذلك فى الجانب الدفاعى حيث دخل مرمى الأهلى هدف وحيد مقابل 3 فى مرمى الترجى أمام المريخ، كما أن الأهلى هو الفريق الذى لم يخسر فى البطولة مقابل تعرض الترجى لخسارة وحيدة
لقاءات تاريخية
تعتبر مباريات الأهلى والترجى هى أشهر كلاسيكو فى الكرة الأفريقية لعدة أسباب نلخصها فيما يلى:
التقى الأهلى والترجى فى 12 مواجهة تاريخية فى البطولات الأفريقية شملت 24 مباراة انتهى نصفها لصالح الأهلى الذى فاز فى 12 مباراة مقابل 4 للترجى و8 مباريات انتهت بالتعادل، ولم يسبق لأى فريقين فى القارة اللقاء بهذا العدد من المرات.
> الأهلى هو الفريق الوحيد الذى تمكن من الفوز على منافس كبير فى 4 مباريات متتالية وكانت فى الدور قبل النهائى 1-0 و3-0 عام 2021 وبنفس النتائج 3-0 و1-0 فى قبل نهائى بطولة 2023.
> الأهلى هو أكثر الأندية تحقيقا للفوز خارج الديار على أى منافس كبير ويكفى أن الأهلى فاز فى 12 مباراة على الترجى حقق الفوز فى 6 مباريات أى النصف فى ملعب الترجى فى رادس
> الأهلى والترجى هما أصحاب أطول سلسلة من المباريات دون خسارة برصيد 20 مباراة لكل فريق وكذلك فى أنهما حققا أكبر عدد من الانتصارات خارج الدياربرصيد 50 مباراة تاريخيا.
التشكيل المتوقع
الترجى:
أمان الله مميش- محمد بن على وياسين ميرياح ومحمد الأمين توجاى وأمين بن حميدة- روجيه أهولو- يان ساسى وحسام تقا وغيلان الشعلالى وحسام عشة- رودريجو رودريجيز.
الأهلى:
مصطفى شوبير- محمد هانى ورامى ربيعة ومحمد عبد المنعم وعلى معلول- مروان عطية وأكرم توفيق وإمام عاشور- بيرسى تاو ووسام أبوعلى وحسين الشحات
طاقم التحكيم
يدير المباراة الحكم الجزائرى مصطفى غربال ويعاونه طاقم جزائرى مكون من مقران قورارى وأكرم زهرونى كحكمين مساعدين، والليبى معتز الشلمانى حكمًا رابعًا.
يرافقهم على تقنية القار الموريتانى داهان بايدا ويعاونه ويعاونه الرواندية سليما ميكسونجا والأنجولى جيرسون دو سانتوس.
أرقام فى طريق الكأس
يطمع الأهلى فى زيادة غلته من الأرقام القياسية وفى مقدمتها تحقيق الفوز الرابع بالكأس فى آخر 5 سنوات والحصول على اللقب دون التعرض للخسارة تكرارا لما حدث مرة واحدة عام 2005 وكذلك التأهل للبطولات الدولية وفى مقدمتها كأس العالم للأندية وكأس القارات والسوبر الأفريقى.