تظهر الفوارق بين إدارات الهيئات الرياضية المختلفة وقت الأزمات، وتتباين المواقف والخطط وطرق التفكير وفقًا لما يحمله كل من الجالسين على مقاعد الإدارة من تجارب وقدرات خاصة فى التعامل والتحرك والإبداع.. وهو ما ظهر بشكل واضح فى تعاملات الأندية المصرية مع الأزمات المالية الطاحنة التى مرت بها على مدار السنوات الأخيرة، وكيف تعامل الجميع مع تلك الملفات سلبًا وإيجابًا.
هناك من استسلم للأزمة، ومد يده سعيًا وراء الحصول على دعم مالى من هنا وهناك، وهناك من تعمد تقليص أوجه النشاط الرياضى به، لتقليل الإنفاق وتخفيف حدة الصرف على الأنشطة والألعاب المختلفة، فلم يجد حرجًا فى تسريح فريق وإلغاء نشاط لعبة، أو التسليم بحتمية النزول والهبوط لدرجات أدني، حتى يبتعد تمامًا عن الأضواء ولا يجد من يحاسبه على السقوط أو التراجع.. ومن بينهم من سلم بالأمر الواقع وبدأ العمل بالمثل الشعبى القائل «على قد لحافك مد رجليك» أو بمعنى آخر فضل النظر تحت قدميه ورفع الراية البيضاء مبكرًا.
أما القلة القليلة من القائمين على هذه الهيئات، هى من أمنت بقضية ناديها وسعت لإقناع الجميع بها، وتحدت الظروف والمواقف والأزمات، وفكرت خارج الصندوق بشكل عملى وعقلانى فوفرت ملايين الجنيهات لدعم فرقها وتطوير مستواها وقدراتها، وليس هناك أبلغ من مثال الأهلى للإشارة إلى هذه النوعية من الأندية.. واعتقد أن من يبحث عن إجابة كاملة على سؤال « من أين يأتى الأهلى بأمواله وصفقاته؟» سيحرج من نفسه عند بلوغ هذه الإجابات، وسيجد نفسه مضطرا لخفض صوته والسير بجوار الحائط طوال المدة المتبقية من فترة ولايته أو جلوسه على كرسى إدارة النادى أو الهيئة.
الأمر تجاوز فكرة التعامل مع الواقع للسعى وراء ملامسة المستقبل، بمجموعة من الخطط والبرامج التسويقية الناجحة، وتجهيز مقابل الصفقات والتعاقدات الجديدة، بمجموعة من الحملات الإعلانية الخاصة بها، بحيث يتفق النادى على تلك الحملات قبل إبرام الصفقات نفسها، فيخفف من على عاتقه هموم تدبير الملايين لضم فلان أو السقوط فى قوائم التعثر عند صرف أقساط صفقته فيما بعد..
فكرة بسيطة، استغل فيها الأهلى شعبيته ومشاركته فى العديد من البطولات الدولية الكبري، ونجح فى تسويق اسمه وتلبية احتياجاته من التعاقدات دون أعباء تذكر.. فمتى يسير الباقون على نهج الأهلى وغيره من المدارس الناجحة، بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب؟؟