بالتخصص .. نجح فريق الكرة الاول بالنادى الأهلى فى وضع قدم فى نهائى دوى ابطال افريقيا بعد ان تعادل سلبيا مع مضيفه مازيمبى الكونغولى فى ذهاب نصف نهائى البطولة القارية الاكبر، ليقترب بشكل كبير من عادته والتأهل للمباراة النهائية والمنافسة على لقبه المحبب.
وقدم الأهلى مباراة كبيرة قبل لقاء العودة المهم يوم الجمعة المقبل والذى سيكون من خلالها حسم التأهل، والتعادل فى الكونغو لا يعنى تأهل الأهلى ولكنه تقدم بشكل كبير نفسيا ومعنويا على منافسه.
بدأت المباراة بشكل مميز من جانب نجوم القلعة الحمراء الذين حاولوا فرض سيطرتهم على مجريات اللعب بشكل مبكر وخطف هدف مبكر يربك حسابات المنافس بعد الانتشار بشكل عرضى مميز والاعتماد على طريقة لعب وخطة 4/3/3 التى تعتمد على التأمين الدفاعى والانتشار الهجومى العرضي، ووضحت رؤية السويسرى مارسيل كولر منذ اللحظات الاولى والتى تعتمد على مفاجأة مازيمبى والضغط المبكر عليه لامتصاص الحماس الكبير لاصحاب الأرض والجمهور.
وكاد الدنماركى صاحب الاصول الفلسطينية وسام ابوعلى من ترجمة فكر كولر وتسجيل هدف على أقل تقدير بعدما اهدر فرصتين فى غاية الخطورة ولكن التوفيق كان حليفاً لأصحاب الأرض.
مع الوقت، ظهرت الرؤية التكتيكية والفنية لمازيمبى بعد ان تراجع الأهلى بشكل كبير لمناطقه لتأمين الدفاع خاصة وان محاولات امتصاص حماس المنافس بتسجيل هدف لم تنجح، واعتمد مازيمبى على السيطرة على الكرة فى وسط الملعب وتناقل الكرة بشكل عرضى وقصير لمحاولة خلخلة دفاعات الأهلى التى وقفت بشكل مميز واغلقت اغلب المنافذ الممكنة لمرمى مصطفى شوبير.
التنوع كان عنوان مازيمبى خاصة فى منتصف التوقيت للشوط الاول، حيث تم تغيير اسلوب اللعب والاعتماد بشكل واضح على العرضيات والتصويبات المباشرة على شوبير بعد انتشار عرضى اوسع لنجوم الفريق الكونغولى وذلك ايضا لخلخلة دفاعات الشياطين الحمر المتكتل بشكل ممتاز على مستوى التمركز أمام منطقة الجزاء.
الأهلى اعتمد بشكل واضح على الهجوم المرتد ولكن جاءت على فترات فى ظل الهجوم الضاغط من مازيمبي، وكالعادة تسابق لاعبو الأهلى فى اهدار الفرص بشكل غريب وكان بطل اللقطة الثالثة للاهلى المغربى رضا سليم الذى تفنن فى اهدار تمريرة رائعة من احمد عبد القادر ثم وسام الذى عاد لإهدار الفرص الاهلاوية بعد ان فشل فى السيطرة على الكرة بشكل غريب واضاع فرصة ذهبية للاهلي.
الأجواء كانت مشحونة للغاية واللعب على النجيل الصناعى ظهر تأثيره السلبى على لاعبى الفريق رغم الاستعداد للعب على هذا النجيل وخوض التدريبات الاخيرة على ملعب النادى بفرع مدينة نصر وبعض اللاعبين فشلوا فى التحكم بالكرة الا ان التوفيق حالفهم.
عبد القادر قدم واحدة من المباريات الكبيرة بعد ان نجح فى استغلال مهاراته الكبيرة بالمرور من دفاعات ووسط الفريق الكونغولى ولكن لم يسعفه زملاؤه وفشل فى تهديد مرمى المنافس بالشكل المطلوب وواصل مع زملائه اهدار فرص مهمة للاهلى كانت كفيلة لوضع قدما للاهلى فى نهائى الابطال الافريقي.
مازيمبى بدوره استعاد السيطرة بعد ان عاد للعب الهاديء وعدم التسرع ليتراجع نجوم المارد الاحمر لمناطقه من جديد خوفا من هدف يقلب الحسابات، الفريق الكونغولى رغم امتلاكه الكرة لكن الخطورة لم تكن كبيرة على المرمى واغلب الكرات التى وصلت نجح الدفاع او شوبير فى التصدى لها ببراعة.
وبالتأكيد لم ينته الشوط الاول الا باهدار جديد لوسام أبو على الذى تعامل مع كرة من ضربة ثابتة بشكل غريب وضعها اعلى المرمى ليواصل مسلسل الاهدار ليصل للفرصة الرابعة له دون تسجيل.
فى الصنف الثانى من المباراة، كالعادة دخل كولر بطريقة تفاجيء المنافس ولكن هذه المرة ليس بشكل هجومى ولكن اعتمد على الدفاع المتقدم للسيطرة على هجمات المنافس بشكل مبكر وهو امر اربك مازيمبى بشكل كبير واطال المدة الزمنية لتحقيق الفريق الكونغولى للخطورة على المرمى الاحمر.
وبالتأكيد مسلسل اهدار الفرص تواصل بشكل غريب من الأهلى وتحديد من بطل هذا المسلسل وسام ابوعلى ومعه عبد القادر الذى واصل ايضا اهدار الفرص بشكل غريب وهو ما كان ليضع الأهلى فى مقدمة اللقاء.
تغييرات كولر بدخول بيرسى تاو ومحمود متولى بدلا من رضا سليم واحمد نبيل كوكا لم تؤثر بشكل كبير على مجريات اللعب وظل الاعتماد الكلى على التأمين الدفاعى بل وزاد الامر بشكل واضح الا انه تحول لدفاع متقدم بصورة اوضح ولكن الهجوم ظل كما هو دون تغيير واضح.
على الرغم من السيطرة الاكبر من جانب أصحاب الأرض وهو ما وضح بشكل كبير الا ان هجوم الأهلى كان متواجدا على فترات ونجح فى الوصول اكثر من مرة لمرمى المنافس ولكن دون الخطورة المطلوبة وافتقد الأهلى لدقة الانهاء.
الأخطاء تواصلت من جانب نجوم الشياطين الحمر ولكن الواضح ان للنجيل الصناعى دورا كبيرا لعدم تطبيق بعض التكتيكات والتعليمات فى استخلاص الكرات وبناء الهجمات ولذلك اعتمد الأهلى فى بعض الاحيان على الكرات الطولية خلف دفاعات مازيمبي، ولكن ايضا الاخطاء كان له اثر واضح فى تشكيل خطورة على دفاع الأهلى الذى لابد من الاشارة الى تألقه الكبير فى هذه المباراة.
ونجح نجوم الأهلى من الخروج من المباراة بمكسب كبير وهو التعادل بدون اهداف الذى اعلن مع صافرة نهاية اللقاء وهو ما يعطى افضلية كبرى للاهلى قبل مباراة الاياب فى القاهرة يوم الجمعة المقبل.