هذا ليس وقت الانتقادات.. وليس وقت المشاحنات.. هذا هو وقت المساندة والدعم للناديين الكبيرين الأهلي والزمالك بعد تمكنهما من التأهل لنصف النهائي الأفريقي واقترابهما من تحقيق إنجاز للكرة المصرية لم يحدث منذ ٨٣ عاماً وتحديداً منذ عام ٦٨٩١ عندما فاز الزمالك بكأس أفريقيا لأبطال الدوري والأهلي بكأس أفريقيا لأبطال الكئوس بالنظام والمسمي القديمين للبطولتين في موسم واحد.
وحتي يتحقق هذا الإنجاز وتحتضن مصر كأس أبطال الدوري والكونفيدرالية في موسم واحد للمرة الأولي في التاريخ بمسميهما ونظامهما الجديدين لابد أن يلتف الجميع حول الناديين.. وإزالة التوتر بين جماهيرهما.. وليتنا نري حضور بعض جماهير الزمالك لمباريات الأهلي الأفريقية وتحضر بعض جماهير الأهلي مباريات الزمالك في أفريقيا ولو بشكل رمزي.. الأمر الذي قد يهيئ الأجواء لتحقيق البطولتين وتعم الفرحة الناديين خاصة ومنتخبنا مقبل بعد أقل من شهرين علي مرحلة مهمة وحاسمة في تصفيات المونديال مع المنافس الأقوي والمباشر بوركينا فاسو.
قد تكون جماهير الناديين والنقاد غير راضين عن أداء الفريقين في المباريات الأفريقية الأخيرة ولكن الأهم النتائج والتأهل.
الأهلي عبر سيمبا التنزاني بالفوز ذهابا وإيابا ١/٠ و٢/٠ والزمالك عبر مواطنه مودرن فيوتشر بالفوز ذهابا ٢/١ والتعادل إياباً ١/١ وحقق كلاهما المهم.. لكن الأهم لم يتحقق فأمام الفريقين تحديات صعبة في نصف النهائي.. فالأهلي سيواجه مازيمبي الكونغولي الخطير.. بينما ضرب الزمالك موعدا مع دريمز الغاني الوجه الأفريقي الجديد والحصان الأسود في الكونفيدرالية.
وإذا كان منافس الأهلي أقوي وأصعب من منافس الزمالك فإن الأهلي يملك ميزة لعب مباراة الإياب علي أرضه ووسط جماهيره وهي الميزة التي لا يملكها الزمالك الذي سيلعب مباراة الإياب خارج ملعبه.. ومن هنا فإن الأهلي مطالب بأن يعود من موقعة الذهاب الصعبة جداً بنتيجة إيجابية خاصة أنه سيواجه ظروفاً غاية في الصعوبة في ملعب لوبومباشي أمام جماهير كبيرة قريبة جداً من الملعب وتحت درجة حرارة ورطوبة عاليتين بعد أن قرر مسئولو مازيمبي إقامة المباراة في عز الظهر.
أما الزمالك فعليه أن يستغل عامل الأرض والجمهور ونقص الخبرة الأفريقية للفريق الغاني الجديد ويحسم الأمور في القاهرة بفوز مريح وكبير حتي لا يتعرض للحرج في غانا في ظروف وأجواء ستكون مختلفة وصعبة.
أما أصعب موقف سيواجهه الفريقان حاليا هو أنهما سيلتقيان وجها لوجه في الدوري الإثنين المقبل أي قبل المعترك الأفريقي بأيام قليلة جداً.
وأخشي ما أخشاه أن تؤثر هذه القمة بالسلب علي التحدي الأفريقي للفريقين بما يحيط بها من أجواء وضغوط علي اللاعبين والجماهيركونها واحدة من أشهر ديربيات الغضب في العالم مثل ديربي الغضب المثير بين ليفربول ومانشستر الذي شاهدناه أمس الأول وسجل خلاله نجمنا محمد صلاح هدف التعادل من ضربة جزاء!!
كنت أري ترحيل هذه القمة إلي ما بعد انتهاء المشوار الأفريقي خاصة وأن جدول الدوري حافل بالتأجيلات.. وتأجيل هذه المباراة لا يمثل نقطة في بحر التأجيلات الذي يجتاح دورينا العجيب!!
لكن إذا لم يحدث هذا.. فليس أمام الجميع إلا أن يعمل علي أن تخرج هذه المباراة بسلام وفي أجواء أخوية وروح رياضية مهما كانت النتيجة خاصة وأن فرص الزمالك في المنافسة علي اللقب المحلي في منتهي الصعوبة.
وحبذا لو انتهت القمة بالتعادل مثلما حدث في قمة ليفربول واليونايتد ويخرج الفريقان حبايب!!