لم يكن أحد يتخيل ان كلباً بلدياً يقوم بعمل دعاية مجانية للسياحة المصرية تساوى ملايين الدولارات ويثير كل هذه الضجة عن الأهرامات فى مصر ليكون أفضل بلوجر عالمى فى حدث عالمى لأنه تحدى قوانين الجاذبية مما جعل الغرب يصفونه ويعتقدون انه مسكون بروح «انوبيس» الإله المصرى القديم لأنه وصل لقمة الهرم متحدياً الضغط الجوى وشدة الرياح وهو يلعب مع العصافير.
ان ما فعله أحد السياح وهو يطير بالمظلة من فوق الهرم ليلمح كلباً فوق قمته ليقوم بتصويره ونشر الفيديو على مواقع التواصل ليشاهده الملايين حول العالم كان يحتاج إلى تفكير بسيط من جانب وزارة السياحة بعد هذا الحدث.. أولها تكريم هذا السائح ودعوته لزيارة عدة أماكن تاريخية وسياحية بمصر لأنه ببساطة اصبح لديه مصداقية وأصبح لديه ملايين المتابعين الذين يودون معرفة الجديد لديه.
ثانياً: دعوة موسوعة جينيس العالمية ودخول الكلب البلدى هذه الموسوعة لوصوله إلى هذا الارتفاع متحدياً الضغط الجوى لأنه حدث فريد لم يحدث من قبل واستثمار هذا الحدث عالمياً وإعلامياً وصحفياً كرسائل مهمة لكل محبى السياحة حول العالم.. مثل هذه الأحداث تساهم بشكل قوى وفعال فى زيادة أعداد السياح فى مصر مع بعض الإجراءات البسيطة فى تسهيل الحصول على التأشيرات وغيرها من الإجراءات المتبعة مع السياح فى دول العالم الأخري.
بعض الدول العربية استطاعت باتباع إجراءات معينة الوصول إلى 50 مليون سائح خلال العام.. وبلا شك مصر لديها كل المقومات من سياحة علاجية وتاريخية ودينية وشاطئية ومؤتمرات وغيرها لجذب المزيد من اعداد السياح للقدوم إليها إضافة إلى الأمن والأمان وهما مهمان جداً فى ظل الظروف الراهنة لأى وافد أو سائح.
ان ما حدث من كلب بلدى عادى فى منطقة مهمة مثل الأهرامات وما فعله سائح يطير بمظلته هو مسار اهتمام ودراسة ليحول حدثا بسيطا وطبيعيا إلى حديث صحافة العالم والسوشيال ميديا العالمية ويعطى درسا جديدا نسيناه فى عالم الإعلام والإعلان أو ما نطلق عليه الآن عالم media اوmedia space.
ان الكلب ليس غريباً علينا نحن دارسوى الصحافة والإعلام لأن هناك قاعدة صحفية تؤكد أن الخبر الحقيقى الذى يستحق النشر ليس خبراً طبيعيا ًأو متداولاً.. ليس الخبر أن يعض الكلب إنساناً- فهذا أمر طبيعي.. ولكن الخبر هو أن يعض الإنسان كلباً وقد فعلها الكلب مرة أخرى عندما صعد قمة الأهرامات ضارباً نموذجاً انه دائماً له قيمة كبيرة مثلما كان نموذجاً للخبر الصحفى فى دراسة الإعلام والصحافة أصبحا أيضاً نموذجاً للترويج والدعاية فى السياحة العالمية.