مررت خلال الفترة الماضية بحدثين هامين الاول كان رحيل الأنبا بيسنتى أسقف حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو، قبل بضعة أيام ،الرجل الذى عمل طويلاً على تعزيز وترسيخ المعنى الحقيقى للوحدة الوطنية ، لاسيما فى جنوب القاهرة.
الذين قدر لهم الاقتراب من الراحل الكبير، وأنا منهم، عرفوا كيف عاش الرجل فى داخله كاهنا بسيطاً يمارس كهنوته فى هدوء داخلى واتضاع خارجى مثير ولافت للانتباه، وكيف كان يحب الجميع مسلمين ومسيحيين ويسعى لخدمتهم ؛ فبكته حلوان كلها وحزنت على فراقه.
بغياب الرجل الكبير.. والإنسان النبيل.. الفارس الذى ترجل ورحل مر شريط الذكريات لسنوات عديدة من مائدة الوحدة الوطنية فى دير الانبا برسوم العريان بالمعصرة وحتى الحوارات الصحفية والاحتفالات الدينية واللقاءات العامة وكيف كانت مودة اللقاء وصدق المشاعر والمودة والحب.
قد نفتقد صوتك ، كلماتك ، شهامتك ، إنسانيتك ، كرمك وصورتك الراسخة فى ذاكرتنا قد لا نراك ولا ترانا انما..فى القلب رسمك لم يزل يتجدّدُ.. ومحبتك لن تنقطع نيافة الحبر الجليل.
الحدث الثانى كان الاحتفال باطلاق اسم مربية الاجيال والمعلمة المثالية على مستوى مصر «الحاجة صالحة سعيد اليازجي» على مدرسة النهضة الرسمية فى حلوان والتى شهدت عصرها الذهبى على يديها وكيف تحول اللقب الشعبى الذى اطلقه الأهالى على المدرسة»مدرسة الحاجة صالحة» الى قرار تنفيذى رسمى .
تدافعت الدموع فى ضباب الكلمات الهائمة فى ذكر محاسنها ودورها فى تطوير التعليم فى حلوان وبناء جيل متفرد من ابناء المنطقة والتى ذكرها قيادات حلوان ونوابها وعائلاتها ومعلموها. كان الظن أن أصحاب الهمم العالية عندما يرحلون ننساهم ..لكن الوطن علمنا درسا هاما انه لا ينسى ابدا أبناءه المخلصين .
لقد كانت احتفالية سعيدة لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك، واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء، وإن رحلت من دار الفناء إلى دار البقاء، فإن ذكراك العطرة ستبقى راسخة فى قلوب تلاميذك من المعلمين والطلاب واطلاق اسمك على مدرستك التى بنيت مجددا اقل قليل مما تستحقين .