تلقيت بحزن شديد نبأ وفاة الأنبا باخوميوس شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وحزنت أكثر لعدم المشاركة فى صلوات التجنيز بالكاتدرائية بالعباسية لمعرفتى الخبر من ابنتى أميرة بعد انتهاء كل المراسم.
تعرفت على الأنبا باخوميوس لأول مرة عند حضوره لمكتبى البديل فى مجمع دمنهور نظراً لاحتراق وإتلاف مبنى المحافظة بواسطة مجموعة من أفراد الإخوان بعد عشر دقائق من وصولى إلى المبنى لتسلم مقاليد محافظة البحيرة يوم 13 أغسطس 2013.
توطدت علاقتى معه واندهشت لحبه لمحافظة الشرقية موطنى الأصلى حيث انتقل «سمير جبر سكر» مع والده إلى طنطا عام 1945 ثم إلى الزقازيق من 1949 حتى حصوله على البكالوريا عام 1952 وأوضح لى اعتزازه بفترة إقامته بالزقازيق حيث خدم منذ شبابه المبكر بمدارس الأحد وأدارها بحكمة.. وتعمق فى تكوين مجموعات الشبان بعد التحاقه للدراسة بكلية تجارة جامعة عين شمس وفوجئت من أحاديثه معى أنه كان زميلاً للدكتور على لطفى رئيس مجلس الوزراء الأسبق خال زوجتي.. وفوجئت أيضاً بأنه يعرف والد زوجتى المرحوم محمد سمير إبراهيم الذى كان مدرساً لهم بالكلية وتوطدت العلاقات بينهما بعد التحاقه للعمل بوزارة المالية «وزارة الخزانة» والعمل فى دمياط كوكيل حسابات ثم مديراً للحسابات الحكومية فى وزارة الصحة عام 1959 حيث كان يتولى والد زوجتى رئاسة حسابات المديريات بالوزارة.. ونظراً لذكائه وفطنته ومحبة الناس له تم إعارته من وزارة الخزانة إلى الكنيسة عام 1960 بدلاً من الاستقالة.. ثم خدم كأول شماس مصرى فى الكويت من 1960 حتى 1962 ثم تحول إلى كاهن وأخذ قرار الرهبنة فى نوفمبر 1962 بدير السريان بوادى النطرون محافظة البحيرة باسم الراهب انطونيوس السرياني.. وتم تسميته أسقفاً للبحيرة وتوابعها الخمس عام 1971.. ثم رسّمه البابا شنودة عام 1990 مطراناً للبحيرة والتحرير والنطرون وأبوالمطامير ومطروح وتوابعها بمصر والخمس مدن الغربية ورئيساً لدير الأنبا مكاريوس السكندرى جبل القلالى بالبحيرة حتى وفاته.. وتشاء الظروف أن يتولى الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريريك بعد وفاة البابا شنودة فى مارس 2012 وحتى 18 نوفمبر 2012 عند إعلان اختيار البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية.
توطدت علاقاتنا خلال فترة عملى محافظاً للبحيرة خاصة خلال الاستفتاء على الدستور فى يناير 2014 ثم انتخابات رئاسة الجمهورية فى يونيو 2014 ودعمه بقوة للرئيس عبدالفتاح السيسى ومناشدته لكل أقباط محافظة البحيرة رجالاً ونساء للاشتراك فى الانتخابات حيث زاد عدد المشاركين فى الانتخابات من 800 ألف فى انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2011 إلى 1.45 مليون فرد فى انتخابات 2014 بمجهودى ومجهوده وكل الزملاء بالمحافظة.. وتكررت الزيارات المتبادلة والمشاركة فى كل احتفالات الكنيسة وأعجبت بذكائه وحبه لمصر الوطن الغالى ودراساته العميقة لتاريخ مصر وآثارها.. وازداد الحب المتبادل عندما تعرض لمرض مفاجئ فى القلب واتصال الكنيسة بى فى مساء أحد الأيام أثناء تواجدى بزيارة ميدانية فى مدينة رشيد وتجهيزى لمركبة إسعاف فى عدة دقائق لنقله إلى أحد مستشفيات القاهرة حيث شفى من تلك الأزمة القلبية وتكررت زياراتى اليومية له خلال تواجده بالمستشفي.
بوفاة الأنبا باخوميوس.. خسرت الكنيسة الأرثوذكسية وخسرت مصر أحد أهم الأعمدة فى تاريخها المعاصر والذى كان يسمى بـ«النسر الطائر».
الأنبا باخوميوس مثال للمصرى الوطنى الحقيقي.. مثال للشخصية المصرية التى تعشق أرضها وشعبها.. مثال للإنسان المصرى الذكى الواقعي.. مثال للقائد المصرى الذى يعمل لصالح رئيسه المحبوب عبدالفتاح السيسى ولصالح استقرار وأمن الوطن.. مثال للرجل الذى يعمل لتقوية الأصول والمبادئ الدينية وتمسك المواطنين بأديانهم وتقربهم إلى الله سبحانه وتعالي..
بصراحة أكتب هذه المقالة وأنا حزين لفقد الوطن شخصية مصرية وطنية ودائماً أتذكر مع الأنبا باخوميوس مواليد 17/12/1935 المشير حسين طنطاوى مواليد 30/10/1935 والدكتور على لطفى مواليد 6/10/1935.. سبحان الله الثلاثة الذى تعاملت معهم معاملة الابن لوالده والثلاثة مواليد 1935 وأحبهم وسوف أظل أحبهم وأتذكرهم حتى مماتى نظراً لحبهم لى ونظراً لحبهم وسابق تفانيهم فى خدمة الوطن مصرنا الغالية والشعب المصري.