قصص المثالية والعطاء والصبر والكفاح لا تنتهى انهن عظيمات مصر اللائى ينتفضن حين يجد الجد يصبحن «ست بـ 100 راجل» والجمهورية حين تواصل الحديث مع أمهات مصر المثاليات تحكى قصصاً يوجد مثلها فى كل بيت وشارع فى مصر فالأم حتى ولو كانت تعيش فى أسرة عادية مع زوج مكافح لاتقل ابداً كفاحا عنه بل وتزيد ولكننا نتعامل مع بطولات أمهاتنا اليومية وكأنها شيء عادى إلا أن الله انتصر لكل أم فجعل الجنة تحت أقدامها.
وقصص أمهات اليوم المثاليات تقترب من المعجزات فى القاهرة وقفت «حنان» تتحدى السرطان الذى خطف ابنها وزوجها الا انها رفضت الاستسلام له حين وصل اليها وبارادتها الصلبة تغلبت عليه لتقف وترعى اسرتها.
و»ماجدة» من الجيزة بعد اكتمال رحلتها ماتت ابنتها الكبرى فأعادت ملحمة الكفاح من الابناء من جديد اما «سميرة» من شمال سيناء فمازالت تحتضن ابنها المعاق الذى بإصرارها تغلب على جزء كبير من مرضه.
وفى دمياط احتفت «الحاجة فوزية»: بأبناء أخيها بعد وفاة والديها ولم تضيع «ايمان» من الفيوم وصية زوجها وعملت المستحيل ليصل الأولاد لمراكز مرموقة واخيراً تأتى «منال» من بنى سويف لتعمل فى كل المهن بعد موت الزوج لتخرج فى النهاية بمهندسان يزينان حياتها.
حنان.. للتحدى عنوان
السرطان خطف الابن والزوج.. واليوم تخوض معركتها معه بشجاعة
هزمها مرض السرطان الجولة الاولى واستطاع ان يحرمها من ابنها وزوجها فتحدته وقررت ان تنتصر عليه عندما هاجمها هى الثانية مرض السكرى الذى أراد ان يحرمها من ابنتها فكان ردها ان تعلم الابنة لتصبح طبيبة تعالج مرضها بنفسها هذا ملخص قصة الام الصبورة القوية المتحدية الحاجة حنان عبد الحليم الأم المثالية على محافظة القاهرة والتى التقينا بها فى شقتها المملوءة بالدفء والحنان بمنطقة المسلة بحى المطرية وقضينا معها ساعات فى الحديث عن رحلة إمراة من زمن المستحيل قالت تزوجت عام 1984 وكان زوجى يعمل موظفاً بأحد البنوك المصرية كنت طالبة فى الفرقة الثانية بكلية الزراعة ولانها كلية عملية ولرغبتى فى استقرار عائلتى فضلت تحويل المسار لكلية الحقوق انتساب حتى استطيع ان ارعى بيتى ومع ذلك فقد ارغمتنى ظروف الحياة ان اتوقف عن استكمال تعليمى فقد رزقنى الله بابنى الاول احمد بعد عام واحد من الزواج وكان قضاء الله ان يصاب بسرطان الكلى وهو فى عمرالـ 4 سنوات وكانت رحلة العلاج شاقة ومؤلمة خاصة مع رفض الاطباء العلاج بسبب صعوبة الحالة وظللت لاكثر من عام وانا اصارع المرض مع ابنى الصغير ولكن ارادة الله كانت ان يسترد وديعته وتوفى نور عينى فى عمر الست سنوات وترك فى نفسى وقلبى جرحاً كبيراً لافاجئ بعد وفاة ابنى بشهر واحد بحملى وبالفعل انجبت ابنتى الثانية فى نفس العام وكأن الله اراد ان يجبر بخاطرى ويمن على ثم بعدها بعامين انجبت الابنة الثالثة التى أصيبت بمرض السكر وهى فى سن الرابعة وفى نفس الوقت اصيب زوجى بسرطان المخ بالقرب من مراكز الحواس وقد كانت رحلة العلاج اكثر رعبا هذه المرة فقد اكد الاطباء على ضرورة اجراء جراحة عاجلة لاستصال الورم على الرغم من خطورة العملية كان الاختيار الصعب بين اجراء العملية واصابته بالشلل وبين عدم اجراءها وتركه للموت البطئ وبالفعل كان القرار باجراء العملية على امل ان يخيب اللة الظنون ولكن جاء جواب القدر قاسيا حيث خرج زوجى منها فاقد الحركة والكلام وظل على فراش المرض لمدة عامين كاملين اقوم بخدمته ورعايته وفى نفس الوقت اقوم برعاية ابنتى المريضة والتى كانت تتعرض دائما لغيبوبة مفاجئة وكنت اخشى عليها هى واختها الصغيرة وفى هذه الاثناء قررت استكمال دراستى وعودتى للجامعة من جديد وتوفى زوجى عام 1999 وكنت فى سن الـ 27عاماً وابنتى الكبرى 8 سنوات والثانية 6 سنوات ورفضت الزواج من اى رجل اخر خوفا على بناتى وتفرغت لرعايتهن وتربيتهن على مدار اكثر من 26 عاماً وقد رافقنى فى رحلتى ابى رحمة الله عليه ،الذى كان يقضى مع بناتى اغلب الاوقات حتى استطيع المذاكرة والذهاب للجامعة وبالفعل واصلت العمل بالامل واستكملت دراستى وتخرجت من كلية الحقوق وعملت موظفة باحدى الجهات الحكومية والتحقت ابنتى الاولى بكلية الهندسة وتخرجت بأمتياز وتزوجت من زميل لها مهندس والتحقت ابنتى الثانية بكلية الصيدلة وتزوجت وهى الان تقوم بعلاج نفسها من السكرى واراد المرض الا يتركنى فقبل خروجى على المعاش اصبت بسرطان الثدى وخضعت للجراحة وجلسات العلاج الكيماوى وكنت فى رضا تام بقضاء الله ولكن هذه المرة استطعت ان انتصر على السرطان ورفضت أن يهزمني.
وعن ترشحها للام المثالية قالت حنان لم اكن اعلم بذلك فقد قامت زميلتى فى العمل بتقديم اوراقى حيث كانت تطالبنى كل عام ان افعل ذلك لكننى كنت ارفض ومع ذلك لم اكن اتوقع ان احصل على المركز الاول على المحافظة وانا فى غاية السعادة بهذه الهدية من الله حيث اتمنى ان يمكننى هذا الترشيح من لقاء سيادة الرئيس السيسى وهى امنية حياتي.
ماجدة «بنت الجيزة»
العطاء مستمر لتربية الأحفاد بعد وفاة الابنة
كتبت ــ ياسمين ياسين – منى حسن :
ام مثالية بمعنى الكلمة تستحق التكريم عن جدارة فبعد ان استكملت رحلة كفاحها فى تربية ابنائها وزواجهم جاءت وفاة ابنتها الكبرى تاركة لها طفل 4 سنوات والاخر رضيع لتبدأ الرحلة من جديد مع الاحفاد التقيناها فى منزلها المتواضع بشارع البلاستيك بحى العمرانية بالجيزة كان اللقاء مع الحاجة ماجدة نصيف ذات الـ 58 عاما مبهجاً استقبلتنا بابتسامة جميلة تملأ وجهها البشوش وحولها احفادها الصغار الذين لا يعرفون سوى ماما ماجدة.
تزوجت عام 1987 وكان عمرى 20 عاما وكان زوجى عاملاً بسيطاً بشركة الكهرباء وبعد فترة قصيرة اراد زوجى تحسين الوضع المعيشى فسافر للعمل بالخارج ولكن للاسف ساءت الظروف بعد حرب الخليج فعاد مرة اخرى وبدأ العمل أرزقى بأجر يومى فى المحافظة فى الصباح بالاضافة الى العمل فى تفصيل الملابس بورشة صغيرة فى المساء ومن هنا شعرت انه من واجبى الوقوف مع زوجى حيث قمت بمساعدته والتسويق لشغله وبيع الملابس فى الاسواق والتوزيع على الاهل والاقارب وخلال هذه السنوات رزقت بابنتى الكبرى سمر ثم اسراء واخيرا ياسمين عام 1998 وكانت الحياة تسير بشكل طبيعى وهادئ حتى عام 2004 عندما اصيب زوجى بجلطات متكررة ولكنها كانت تمر تاركة اثار بسيطة حتى جاء عام 2011 واصيب زوجى بجلطة بالمخ ادت الى عدم قدرته على الحركة تماما حتى لقضاء ابسط احتياجاته مما ادى الى تركه العمل وكان معاشه البسيط لا يكفى لتعليم البنات ومصاريف العلاج واحتياجات الاسرة لذلك اضطرت للنزول للعمل وتقدمت لديوان المحافظة للعمل بدلا من الزوج وتم قبول طلبى على الفور لعلمهم بظروفى الاسرية الصعبة وبالفعل تم تعيينى فى الخدمات المعاونة وقد كنت انال التقدير والاستحسان من جميع المديرين والمشرفين فى العمل فرغم حصولى على مؤهل متوسط الا اننى كنت اسعى دائما لتنفيذ المهام على اكمل وجه هذا بالاضافة الى اننى كنت اعمل ليل نهار بأكثر من مهنة سواء فى صناعة الوجبات الجاهزة او عاملة فى حضانة من اجل تلبية احتياجات البيت ورعاية زوجى المريض وتوفير نفقات علاجه ومن اجل تعليم بناتى احسن تعليم حتى يعيشون حياة افضل من حياتى وبالفعل التحقت الابنة الاولى بكلية الألسن وحصلت على الليسانس وتم خطبتها وتزوجت وقدرنى الله على جهازها على اكمل وجه والتحقت الابنة الثانية بكلية الحقوق وحصلت على مؤهلها وتزوجت ايضا اما الابنة الثالثة فقد حصلت على بكالوريوس هندسة قسم تصميم عمرانى وخرجت للعمل من اجل مساعدتى واستمرت الحياة ورزقت بحفيدى الاول اياد وكانت سعادتى لا توصف وبعد اقل من عامين فى عام 2021 جاء الحمل الثانى لابنتى ويشاء القدر ان تتوفى بعد الولادة تاركة طفلين الاكبر عمره 4 سنوات والصغير رضيع لم يتجاوز الايام وبعدها توفى زوجى ايضا وبعد ان ظننت ان القطار قد وصل لمحطة الوصول جاء احفادى فى حضنى لا حول لهم ولا قوة فبدأت معهم المشوار من جديد.
وعن تكريمها استكملت ماجدة الحديث قائلة بعد ان توفت ابنتى واصرارى على تربية احفادى رأى الجميع فى العمل اننى استحق التكريم على ذلك ومنذ حوالى عامين حصلت على لقب الام المثالية على مستوى ديوان المحافظة وفى العام الماضى تم ترشيحى للقب بوزارة التضامن ولكن للاسف لم يتم استيفاء الاوراق ولكن هذا العام قامت ادارة شئون المراة باستكمال الاوراق وحصلت على الام المثالية وامنيتى ان يمهلنى الله العمر للوصول باحفادى الى بر الامان.
الحاجة فوزية من دمياط
«أم بديلة».. احتضنت أبناء أخيها بعد وفاة والديهما
بصوت خافت بملؤه الدفء والحنان كان حديث الحاجة فوزية النمس ابنة مدينة رأس البر محافظة دمياط ذات الـ70 عاماً والتى روت قصتها المليئة بالتضحيات منذ تزوجت عام1980 من شاب يعمل مهندساً زراعياً تستطرد وكنت ابلغ من العمر24عاماً وكانت الحياة مستقرة وهادئة وخاصة بعد ان رزفنى الله بثلاثة أبناء ولكن شاء القدر بعد مرور 4 سنوات من الزواج ان يصاب زوجى بمرض مزمن وهو ما جعلنى اصر على استكمال تعليمى حتى حصلت على دبلوم عام فى التربية قسم علم نفس وبعدها تم تعيينى معلمة باحدى مدارس المدينة وترقيت حتى وصلت الى ان اصبحت مديرة المدرسة.
وكان موعدى مع القدر عام 2001 اصيبت زوجة اخى بمرض رئوى خطير وظللت تصارع المرض حتى توفاها الله وبعدها بعام واحد توفى اخى عام 2002 تاركاً 2 من الابناء اكبرهم محمد 16 عاماً بالصف الاول الثانوى وأصغرهم كريم 14 عاماً بالصف الثالث الإعدادى ولم يكن امامى سوى احتضان ابناء اخى والحفاظ عليهم من الضياع استقبلتهم وسط اسرتى وربيتهم مع ابنائى ليصبح لدى خمسة ابناء وقبل اقل من 3 اعوام على وفاة اخى اشتد المرض على زوجى واصيب بسرطان الكبد وبدأت رحلة العلاج دون ملل دون جدوى حتى توفاه الله عام 2005 تاركا لى ثلاث ابناء اكبرهم بالصف الثالث الثانوى والاوسط بالصف الثالث الإعدادى وأصغرهم بالصف الثالث الابتدائى بجانب اولاد اخى واعطانى الله القدرة والقوة وتحملت كافة الصعاب وكنت لهم جميعا الاب والام حتى وصلت بابنائى الخمسة الى بر الامان وحصلوا على اعلى الشهادات فالابنة الأولى التحقت بكلية الطب وحصلت على الماجستير وتعمل طبيبة تحاليل وتزوجت وانجبت اجمل احفاد والابنة الثانية التحقت بكلية طب الأسنان وتخرجت عام 2013 ثم حصلت على الماجستير عام 2024 وتزوجت وانجبت وعملت باحدى المستشفيات الحكومية اما الابن الثالث فالتحق بكلية الطب ويعمل حاليا طبيب حالات حرجة وعناية مركزة وحاليا يقوم بالدراسة بالزمالة المصرية اما ابناء اخى فقد تخرج الابن الاكبر من اكاديمية الشرطة وهو الأن برتبة مقدم امن مركزى يخدم على حدود البلاد والابن الثانى تخرج من المعهد العالى للهندسة وحصل على الماجستير وسافر الى المانيا لاستكمال دراسته والحصول على الدكتوراة وكل يوم يمر اشكر الله على القوة التى منحنى اياها لاستكمال رسالتى مع جميع ابنائى وطلبة مدرستى حتى وصلت الى سن المعاش وجاءت نهاية الرحلة.
وعن حصولها على لقب الام المثالية البديلة الاولى على محافظة دمياط استكملت الحاجة فوزية حديثها قائلة بالطبع سعيدة جدا بهذا التكريم خاصة ان ابنتى تقدمت بالاوراق لوزارة التضامن دون علمى وكانت المفاجأة عندما تلقيت اتصال الوزارة وابلاغى بالخبر ملأت الزغاريد المكان وسجدت ركعتين شكراً لله على هذا الفضل الكبير وبر اولادى واحساسى بانهم مقدرين ما قمت به من اجل تربيتهم واننى عشت من اجلهم فقط طوال 22 عاما.
إيمان من الفيوم:
اخترت الطريق الصعب ونفذت وصية زوجى
من محافظة الفيوم تحدثت الينا ايمان احمد رشوان 58 عاما والحاصلة على دبلوم معلمات بعد زواجها من مهندس كهرباء فى شركة خاصة استمرت الحياة الزوجية 3 سنوات فى هدوء واستقرار ثم مرض الزوج بمرض الكبد فيروس (c) وظل يصارع مع المرض لمدة 5 سنوات تقول كنت اقوم برعايته وخدمته حتى توفى عام 1996وترك لى 3 أبناء الأكبر 5 سنوات و4 سنوات والصغير لم يتعد 5 شهور.
بدات رحلتى فى تربية ابنائى وتنفيذ وصية زوجى لى وهى ان لا انقل اولادى من المدرسة الخاصة التى لحقهم بها قبل وفاته واصريت طوال السنوات ورغم ما مر بى من ازمات مادية ونفسية ان احفظ العهد واحافظ على حلمة واصبحت الام والاب لابنائى بجانب عملى كمدرسة ورغم قلة الدخل حيث ان معاش زوجى كان بسيطا فى ذلك الوقت لصغر سنه لم يتعدى 300 جنيه وراتبى لا يسد الاحتياجات الدراسية من مسكن ومأكل الا اننى كنت مهتمة وتعليم ابنائى بمفردى ولم يشعر احد من ابنائى انه ينقصه شيء ابدا كنت اضطر فى بعض الاحيان لبيع بعض من الذهب الخاص بى الذى ورثته عن والدتى حتى حصلوا على مؤهلات جامعية ابنتى بسمة على بكالوريوس علوم ودبلومة وتعمل بمعمل تحاليل وقمت بتجهيزها وتزويجها وأنجبت ولدين والثانية زينب على بكالوريوس تجارة ودبلومة وقمت ايضا بتجهيزها وتزويجها أيضا ولديها بنتان اما ابنى الثالث عبدالرحمن حصل على بكالوريوس هندسة قسم ميكانيكا ويعمل مهندسا وقد قامت ابنتى بسمة بالاتفاق مع نجلى عبدالرحمن بالتقديم لى فى مسابقة الام المثالية وتقديم التكريم كهدية لى بمناسبة عيد الام وهم من قاموا باستيفاء جميع الاوراق وتقديمها الى الوزارة والحمد الله على نجاحى وقدرتى على تربية ابناء صالحين نافعين لانفسهم بارين بى وببلدهم.
منال.. أرملة فى العشرين وباعت الخضر لتربية أبنائها
مهندسان وخبير معامل حصاد رحلة الكفاح
ومن قرية ببا بمحافظة بنى سويف وبصوت يحمل بساطة وفرحه بدأ الحديث مع منال بكرى ابوالليل اسماعيل 53 عاما والحاصلة على دبلوم تجارة والتى حصلت على المركز 13 كأم مثالية على مستوى الجمهورية منال تزوجت عام 1991 فى سن التاسعة عشر من شاب بسيط من أبناء قريتها يعمل عاملاً زراعياً استمرت الحياة الزوجية 8 سنوات فى هدوء واستقرار ورزقت خلالها بمحمود وحسام ثم واصيب زوجها فى حادث وخضع للعلاج لمدة شهرين وتوفى بعد ذلك تقول كنت فى الـ 27 من عمرى وكان ابنى الاكبر لم يتجاوز الـ 7 سنوات والثانى 5 سنوات وحامل اصبحت لهم الام والاب نزلت للعمل للإنفاق على ابنائى وتعليمهم لان زوجى لم يكن له معاش ولم يكن لدى اى مصدر للدخل سوى معاش والدى الضئيل وخلال هذه الفترة تقدمت للحصول على فرصة للتدريب على محو أمية الكباروالسيدات من اهل قريتى لايمانى الشديد ان التعليم هو سر النجاح والقوة ورغبتى فى مساعدة السيدات البسطاء الراغبات فى التعليم وبالفعل فتحت فصل محو امية وكنت اتقاضى مبلغاً مالياً بسيطاً كمكافأة عن كل من اقوم بمحو أميته وولم يكن هذا المبلغ هو غايتى بل كان اكثر ما يهمنى هو ان اقوم بمحو أمية السيدات والفتيات فى القرية إلى جانب ذلك جمعت المنتجات الزراعية من الحقول المجاورة للاسواق لبيعها واصبح لى زبائن يعرفوننى بالاسم ويطلبون بضاعتى وقد كافحت وعانيت الكثير من أجل الوصول بأبنائى الى مراحل التعليم العالى حتى حصل محمود على بكالوريوس الهندسة ويعمل مهندساً مدنياً وتزوج وحصل نجلى الثانى حسام على بكالوريوس هندسة ويعمل مهندساً مدنياً وساهمت فى زواجه ومحمود على بكالوريوس علوم ويعمل كيميائياً فى احد المعامل الطبية وهو من قام بتقديم اوراقى للوزارة والحمد الله على القدرة والنجاح وقد كان الله بجوارى طوال مشوارى ومازالت مستمرة فى الوقوف بجانب ابنائى ودعمهم مهما كانت الصعاب.
سميرة.. الأم لـ«شمال سيناء»
وصلت بالبنات لبر الأمان.. بعد وفاة الأب وإعاقة الأبن
هى ابنة لأرض الفيروز الجميلة وطن الارادة والعزيمة تحدثنا للحاجة سميرة المرسى ذات الـ 54 عاما من محافظة شمال سيناء والتى تم تكريمها كأم مثالية للمحافظة فهى أم لابن من ذوى الاعاقة ولكن ومع الحديث معها تكتشف جانباً اخر من قصة أم فريدة متحدية قوية واجهت الصعاب والازمات التى مرت بها بكل شجاعة وصلابة صبرت على الإبتلاء فجازاها الله خير الجزاء تزوجت عام 1991 من موظف بمديرية الامن ورزقت باربعة من الابناء الاول عام 1992 والابنة الثانية عام 1995 والابنة الثالثة 1999عام والابن الرابع عام 2007 وقد حصلت قبل زواجى على الشهادة الاعدادية والتحقت بوظيفة بأحدى الجهات الحكومية واصريت بعد زواجى على استكمال تعليمى حتى حصلت على بكالوريوس التجارة عام 2002 وقد كانت حياتى مع زوجى حياة هادئة ومستقرة لتبدأ قصتى الحقيقية مع بداية عام 2009 حيث سافرت مع اسرتى لقضاء اجازة نصف العام عند الاهل بمحافظة المنصورة واثناء العودة تعرضنا لحادث سيارة مروع توفى فيه زوجى وابنى الصغير الذى لم يتجاوز عامه الثانى كما اصبت انا بكسور شديدة الخطورة فى الوجه واجريت على اثرها 13 عملية جراحية وتجميلية وتركيب شرائح فى اليد اليسرى والقدم اليمنى واصيبت ابنتى بكسر مضاعف فى القدم اليسرى ولكن كانت الطامة الكبرى عندما علمت بعد افاقتى من الحادث باصابة ابنى الاكبر بكدمات خطيرة بالحبل الشوكى وتلقى العلاج لمدة ثلاث اشهر بعد تركيب شرائح بالعمود الفقرى ادت الى اصابته بشلل كامل وهو مازال فى ريعان شبابه ولم يتجاوز الـ 16 عاما ومن هنا تناسيت الامى واوجاعى واصبحت لا ارى سوى مستقبل ابنائى ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلتى فى علاج ابنى والذى لم يكن يستطع الحركة مطلقا وكنت اضطر الى نقله يوميا الى محافظة القاهرة لتلقى العلاج بمركز تأهيل العجوزة حيث اجريت له جلسات علاج طبيعى مكثفة حتى استطاع الجلوس على كرسى متحرك وكانت هذه الجلسات كلمة السر التى أعادت الى قلبى الحياة والامل وظللت طوال هذه الفترة ارعى ابنى بشكل كامل أساعده فى المأكل والملبس وأرافقه فى جميع انتقالاته سواء الى المدرسة ثم الى الجامعة فى ذهابه وعودته فقد التحق بكلية الاعلام بجامعة سيناء وبعد ان انتهى من دراسته تفرغ لاخراج الافلام القصيرة عن ذوى الاعاقة ولم أنس فى مشوارى الطويل مع ابنى رسالتى مع باقى ابنائى فقد استكملت معهم الطريق فى دروسهم وتعليمهم والتحقت الابنة الثانية بكلية الهندسة القسم المدنى واصبحت معيدة بالمعهد الهندسى بالمحافظة اما ابنتى الثالثة فقد التحقت بكلية طب الأسنان واصبحت معيدة هى الاخرى ووفقنى الله فى زواجها واتمام رسالتى على اكمل وجه فقد توفى زوجى فى سن صغير 43 عاماً وكان المعاش الشهرى لا يتجاوز الـ 400 جنيه ولولا عملى لما استطعت استكمال الرحلة وامنيتى الوحيدة حاليا ان ارى احفادى من ابنى قبل وفاتي.
وعن حصولها على لقب الام المثالية اكملت سميرة حديثها قائلة كان الترشيح من جهة العمل ومع وصول لجان البحث من وزارة التضامن كان الاهتمام والتعاون فى استكمال الاوراق حتى جاء يوم ابلاغى بحصولى على اللقب وكانت السعادة لا توصف حيث شعرت ان العمر كله مر امامى فى فيلم قصير من اخراج ابني.