هو الجغرافى والكاتب والمفكر وعالم الآثار والدبلوماسى والباحث عن الحقائق العاشق لمصر والمصريين، واحد من أشهر أمراء أسرة محمد علي.. لتميزه الشديد وعشقه للوطن، خلده أبناء الإسكندرية فأطلقوا اسمه على المنطقة التى عاش فيها، ومازال الاسم باقياً حتى الآن. ولد فى الإسكندرية يوم 8 سبتمبر 1872، ولما بلغ أربع سنوات كفلته جدته لأبيه الأميرة ملك بير وعنيت بتربيته، بدأ الدراسة على يد مجموعة من الأساتذة المختارين فى قصر والده، ثم سافر إلى سويسرا لاستكمال دراسته وتجول فى كل من فرنسا وإنجلترا بغرض السياحة فتأثر بما شاهده هناك من التقدم العلمى والصناعى والزراعى والاجتماعى ثم عاد إلى مصر وهو يجيد التركية والعربية والإنجليزية والفرنسية.
اشتهر الأمير بوطنيته وحبه لمصر، فاعتنى بتاريخها القديم والحديث من عهد جده الأعلى محمد على وعهد إسماعيل وكتب منه الكثير، كما تمتع بعلاقات جيدة مع أهالى مصر من ابناء كافة الطبقات دون أى تمييز.
ترأس الأمير عمر طوسون الجمعية الزراعية الملكية سنة 1932، التى تخصصت فى شئون الزراعة فى مصر والعمل على تنمية الإنتاج الزراعى والحيواني. وفى عهده أجريت التجارب على مختلف الأراضى الزراعية وطرق إصلاحها وما يناسبها من الأسمدة، وأنتجت عدة سلالات من القطن والقمح والشعير، وأقيمت لأول مرة فى مصر تحت إشرافه تجارب الصرف الجوفى وتأثيره على جذر النبات ونموه، واهتم ببحوث الحشرات، وأعلن عن تقديم جائزة مالية قدرها خمسة عشر ألف جنيه لمن يبتكر علاجا لإبادة دودة القطن، وشجع الجمعية على إعداد كميات كبيرة من التقاوى الممتازة للمحاصيل الرئيسية لتوزيعها على المزارعين.
فى عام 1910 اكتشف غاستون غونديه، كبير مهندسى مصلحة الموانئ والمنائر، ميناء فاروس القديم ووصف حواجز الأمواج والمنشآت العملاقة المغمورة تحت السطح بنحو 8 أمتار. وكان هذا الاكتشاف مفاجأة كبرى لعدم توافر أدلة تاريخية قوية على وجود مثل هذه المنشآت وقام عمر طوسون وغاستون غونديه بطرح ونشر نظريات وتفسيرات لاكتشافاتهما فى الجمعية الأثرية بالإسكندرية.
من آرائه أن الإصلاح الاجتماعى يرتكز على أسس متعددة فى نواحى مختلفة، منها القضاء على الخصومات والمنازعات والخلافات السياسية والدينية، ونشر التعليم؛ لأهميته فى بناء الأجيال، والاهتمام بالصناعات على اختلاف أنواعها وخاصة المتعلقة بالإنتاج الزراعى والماء والكهرباء، والاهتمام بالنواحى الصحية مثل العمل على الوقاية من الأمراض، ونشر ثقافة ممارسة الرياضة، وتطبيق النظافة فى الميادين العامة، وتوظيف الوعظ والإرشاد الحسن فى الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة بما يزيد من انتشارها، إلى جانب زيادة التماسك الديني.
عاش عاشقاً لتراب الوطن إلى أن توفاه الله فى 26 من يناير 1944م وترك وصيته ألا تقام له جنازة، ونفذ له الملك فاروق وصيته، مقتصراً على تشييع الجثمان الذى شارك فيه الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة.