بينما كانت إسرائيل تواصل «مجازرها» ضد الشعب الفلسطينى وجيشها يبدأ فى تنفيذ «كارثة رفح الكبرى» .. خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن «أمس الأول» مطلا على العالم عبر «شاشات الفضائيات» ليلقى كلمة لإحياء ذكرى «المحرقة» التى تعرض لها «اليهود» خلال الحرب العالمية الثانية!! .. التوقيت والتزامن «هنا» مع ما يجرى من «مستجدات» فوق «مسرح الأحداث» لايمكن لأى عاقل أن يغفل أو يتجاهل علاقته وارتباطه بهجوم إسرائيل على «رفح الفلسطينية» وسعى «واشنطن» الدائم من أجل جنى أكبر قدر من المكاسب لصالح «تل أبيب» على كافة «الأصعدة» وفى مختلف «الجبهات».
قال جو بايدن «محذرا» من خطورة تصاعد «معاداة السامية» فى العالم وتعمق «كراهية اليهود» فى قلوب «الكثيرين» :إنه يتوجب «علينا» الاستمرار فى رواية قصة «المحرقة» التى تعرض لها اليهود لأن الناس معرضون لخطر عدم معرفة الحقيقة..إن الكراهية المستمرة لليهود تتطلب «يقظتنا المستمرة» وكذلك «صراحتنا»!!
وبعد «قفزة» تجاوزت وقائع التاريخ وتضاريس الجغرافيا أضاف الرئيس الأمريكي: نحن الآن ليس بعد خمسة وسبعين عاما من «المحرقة» بل بعد سبعة أشهر فقط والناس ينسون بالفعل أن «حماس» أطلقت العنان لهذا «الإرهاب»..أنا لم أنس ذلك ولا أنت. «لن ننسى» !! .. الآلاف يحملون الجراح من ذكرى يوم «السابع من أكتوبر المروع».. الناس بدأوا ينسون «العمل الإرهابى» الذى قامت به «حماس» فى ذلك اليوم ..إننا ملتزمون بسلامة «الشعب اليهودى» وأمن «إسرائيل»،،التزامنا راسخ حتى ونحن نختلف» مع الحكومة الإسرائيلية.
رئيس مجلس النواب الأمريكى «مايك جونسون» قبل أيام قليلة أصدر تهديدا مدويا ..ليس لشخص أو دولة أو منظمة ..بل تهديد موجه إلى واحدة من أبرز وأرفع المحاكم الدولية ..المحكمة الجنائية الدولية..هدد جونسون «المحكمة» باتخاذ «إجراءات صارمة».. السبب وراء التهديد والوعيد الأمريكى هو «احتمال» صدور مذكرة اعتقال من المحكمة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو،»..لقد قال رئيس مجلس النواب الأمريكى إنه فى حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد نتنياهو فإن ذلك سيكون تطورا خطيرا ويجب الرد عليه بفرض عقوبات على المحكمة و»قلب الطاولة» عليها !!..رئيس مجلس النواب الأمريكى قال أيضا إن الولايات المتحدة و»الغرب» مطالبون « تاريخيا وثقافيا» بالدفاع عن «إسرائيل»!!
منذ أن بدأت الحرب على غزة ..وقبل ذلك ..وبعده..كل الأفعال والأقوال «الأمريكية الرسمية» تؤكد الحقيقة «الراسخة» التى يدركها الجميع جيدا ..وهى أن كافة الجرائم الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى منذ «النكبة» وحتى الآن ..لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية فيها مساندة أو داعمة أو مساعدة فحسب بل كانت الولايات المتحدة فى هذه الجرائم «فاعلا رئيسيا»…الولايات المتحدة مثلما فعلت إسرائيل فى غزة .. قتلت وأبادت وذبحت وجوعت وسردت ودمرت ..مايقرب من خمسة وثلاثين ألف شهيد فلسطينى «الأطفال والنساء هم الغالبية العظمى منهم»..جرائم يشيب لها الولدان داخل المستشفيات وقعت على أيدى جنود «الجيش الإسرائيلى» ..التمثيل بالجثث.. سرقة جلود الموتى ..قتل «الأطفال الرضع « بغارات الطيران تارة وبقذائف «الجوع» تارة أخري..كل ذلك وغيره ما كان ليتم إلا بالسلاح الأمريكى والمال الأمريكى و»الفيتو الأمريكى».
تخطيء الولايات المتحدة إن ظنت أن فى القضاء على «القضية الفلسطينية» مصلحة لإسرائيل..لأن «الحقيقة الساطعة» و«الضرورة المشتركة» التى لا تخطئها عين تستوجب على «واشنطن» القناعة بأن عدم وجود دولة فلسطينية سيؤدى إلى تهديد خطير للأمن والسلم الإقليمى والدولى ..وهذا بالتأكيد ستكون له تداعياته ونتائجه السلبية بل وربما الكارثية على الولايات المتحدة نفسها.
تحضرنى «هنا» كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى حول ضروة وأهمية «الحل العادل» للقضية الفلسطينية.. ومن هذه الكلمات ما قاله الرئيس خلال «قمة جدة للأمن والتنمية» والتى عقدت بالمملكة العربية السعودية «العام قبل الماضى» بحضور الرئيس الأمريكى جوبايدن. لقد قال الرئيس السيسى خلال كلمة له فى تلك القمة؛ «إن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضى الممتدة» .. ومن ثم فإن جهودنا المشتركة لحل أزمات المنطقة سواء تلك التى حلت خلال العقد المنصرم أو تلك المستمرة ما قبل ذلك لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا من خلال التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى.. وهى القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ٧٦٩١ وعاصمتها القدس الشرقية».. ..نعم الحل العادل للقضية الفلسطينية هو بوابة العبور نحو الأمن والسلام فى الإقليم والعالم.
>> من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.