شهد القطاع الزراعى عدداً كبيراً من التطورات والإنجازات غير المسبوقة خلال الأعوام العشر الماضية، حيث تم إطلاق العديد من المشروعات القومية التى تعمل على زيادة مساهمة قطاع الزراعة فى الناتج المحلى الاجمالي، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج الزراعى بهدف تلبية الاحتياجات الغذائية الداخلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثم مضاعفة حصة القطاع الزراعى فى الصادرات بما يسمح بعودة مكانة مصر الزراعية فى الأسواق العالمية لتنافس المحاصيل الزراعية المصرية المحاصيل العالمية.
لذا سوف أتناول من خلال مقالى الثالث بالتحليل المشروعات القومية المختلفة التى نفذتها مصر فى الفترة الأخيرة فى مجال الأمن الغذائى سواء كانت زراعية أو حيوانية واستزراع سمكى والمشروعات الداجنة ومشروعات اللحوم والألبان.. ففى المجال الزراعى تم تدشين العديد من المشروعات الكبرى لعل أبرزها مشروع الـ 100 ألف فدان عام 2018 لإنشاء وزراعة أكثر من 10 آلاف صوبة زراعية لتأمين غذاء المصريين بشكل صحى وآمن وتوفير زراعات عالية الجودة فى غير موسمها الزراعي.
وفى مدينة العاشر من رمضان، تم إنشاء 900 بيت زراعى على مساحة 4100 فدان وفى قرية الأمل بالقنطرة شرق تم إنشاء 529 صوبة زراعية وفى أبوسلطان أنشئ 2353 بيتاً زراعياً وغيرها من مشاريع الصوب الزراعية فى عدة محافظات، حيث تحقق أمثال هذه المشاريع مردوداً اقتصادياً كبيراً من خلال زيادة الانتاج من المحاصيل الزراعية.
وفى سبيل دفع جهود التنمية المستدامة فى سيناء جهزت الدولة 500 ألف فدان لزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية، ويحظى هذا المشروع بأهمية كبيرة، حيث يتم استخدام أسلوب الزراعات الذكية ويعمل على دعم الابتكار ومواجهة التفتت الحيازى كما يعتمد المشروع على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لمراقبة المحصول وقياس درجة الرطوبة ومن ثم التعرف على احتياجات النبات وقدرت تكلفة المشروع بـ 160 مليار جنيه، مما يدل على كبر حجم المشروع، وبالتالى خدمة المنطقة والمساهمة فى توطين الملايين من المواطنين والمستثمرين فى سيناء ومن ثم يكون تعمير سيناء قد تم بصورة عملية.. فإذا ما اتجهنا جنوباً سنجد أحياء لواحد من أهم المشاريع الزراعية المهمة الذى امتدت له يد الدولة من أجل أن تقيل هذا المشروع من عثرته، حيث بلغت تكلفة إعادة الحياة لهذا المشروع الكبير 6.4 مليار جنيه، حيث تم البدء بالمشروع فى اكتوبر 2020 وتمت زراعة 30 ألف فدان قمحاً فى أول ثلاثة أشهر بداية المرحلة الأولى وتجهيز 100 ألف أخرى قابلة للزراعة، كما يوجد بذات المشروع أكبر مزرعة للتمور فى الشرق الأوسط من حيث عدد النخيل.