يتواصل الحديث حول مهرجان القاهرة الدولى السينمائى الممتد منذ 45 عاماً.وقد كانت المعادلة التى حققتها ثقافة مصر من خلال وزيرها الدكتور أحمد فؤاد هنو الذى أقدم على إقامة المهرجان المؤجل منذ العام الماضى ويكون أيضاً فى العرض ذات أهداف وأسباب الإرجاء وهى المسئولية، مسئولية الثقافة المصرية تجاه قضايا عروبتها، فأصرت وزارة الثقافة على ان يتصدر – بداية- شعار يمثل علم فلسطين على صدر المهرجان وجميع الحضور، وهذه سابقة لم يقدمها مهرجان أو فاعلية فنية أو أدبية من المحيط إلى الخليج سوى ثقافة مصر، وجاءت فى كلمة وزير الثقافة بما هو متطابق مع موقف السياسة المصرية- الرسمى وأيضًا متناغم مع حالة الوجدان العام الشعبي.
كذلك كان الافتتاح اللافت للاهتمام والمثير للانتباه من تقديم فرقة فنون الغزاوية الشعبية بأنغام وكلمات «أنا دمى فلسطيني».
>> كان فيلم الافتتاح فيلم «أحلام عابرة» والذى شاهده حشد من الكبار والشباب ما بين الجمهور المتذوق لجمال الفن وعذوبة العروبة وأيضًا زمرة من النقاد والإعلاميين وطلبة أكاديمية الفنون وعدد من المهتمين بصناعة السينما، وتدور الأحداث حول، «سامي» وهو صبى فى الثانية عشرة من عمره، يبحث عن حمامته الزاجلة، وينطلق فى رحلة عبر مدن وقرى فلسطين، مؤمناً بأن طائره قد عاد إلى صاحبه الأصلي، وعبر الخط الأخضر الفاصل بين فلسطين والعدو الصهيونى يلتقى سامى بفلسطينيين آخرين ويبدأ كل منهم فى سرد حلمه وحكاياته.
ورابعاً؛ كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للمخرج الفلسطينى يسرى نصر الله بجائزة «الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر»،
>> كان لإعلان رئيس المهرجان ان رعاة المهرجان هم من أصحاب رأس المال الوطنى – منفردين- ما أعادنا إلى الخالد الرائع طلعت حرب ذاك المستثمر المؤمن بقضايا وطنه وعروبته وصاحب استوديو مصر إلى جانب الكثير من المؤسسات البنكية والسياحية والاقتصادية، ومقاطعة تلك العلامات التجارية التى تدعم الاحتلال الصهيونى فى قتله لشهداء فلسطين ولبنان، وربما فى دعاية من خلال المهرجان للمنح المصرى وتدعيم أبنائنا من العاملين فى مداراته، وتوجها من وزارة الثقافة بالدعاية الإنتاجية الوطنية وليست الاستهلاكية الوافدة.
>> وكان المشهد الجديد على الواقع الثقافى واللافت للانتباه – بحق- هو حضور وزير سابق بجوار وزير حالي، فجاورت الدكتورة نيفين الكيلانى الدكتور أحمد فؤاد هنو فى مشهد تعودناه من رئيسنا المشير عبدالفتاح السيسى الذى دائماً ما يصحب ويقدم فى كثير من الفعاليات القومية والدينية الرئيس السابق المستشار عدلى منصور وأيضاً كان الراحل المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة «رحمه الله ورحم والدينا» وهذا ما تعلمناه فى قواتنا المسلحة المدرسة العليا للوطنية إذا دائماً ما يكرم القائد الحالى سابقه مجسداً مباديء وقيم الوفاء وأسس اكمال المسيرة فى رقى وتحضر بالغين، لكن ان تنتقل تلك الروح الإيجابية فى وزارة الثقافة لهو أمر يستحق التقدير بعد الملاحظة «!» ويستوجب المداومة والاستمرار لتعلن الثقافة رسالة جديدة أخرى فى قيم الوفاء واستكمال الخطي، كما أعلنت من خلال مهرجان القاهرة الدولى السينمائى رسائلها الوطنية والعروبية.
ملاحظة؛ كما أفرد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته «55» يوماً كاملاً للثقافة الفلسطينية، نعتقد انه تنتظرنا مفاجأة اكبر فى المعرض القادم «56».