وسط استمرار جهود المفاوضات للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب الإسرائيلية على غزة والمستمرة منذ أكثر من 9 أشهريواصل الاحتلال الاسرائيلى عدوانه على المدنيين مرتكبا عدة مجازر، كما تتزايد معاناة الفلسطينيين فى القطاع بسبب منع دخول المساعدات منذ أكثر من 64 يوما بالاضافة الى نقص المياه الصالحة للشرب. فى الوقت الذى أكدت فيه الأمم المتحدة انتشار المجاعة بالقطاع.
قال خبراء الأمم المتحدة فى مجال حقوق الإنسان إن المجاعة انتشرت فى جميع أنحاء قطاع غزة.وأوضح الخبراء الأمميون، أن موت الأطفال فى قطاع غزة بسبب سوء التغذية والجفاف يؤكد انتشار المجاعة.
أشار الخبراء إلى أن وفاة طفل بسبب سوء التغذية والجفاف تشير إلى تعرض الهياكل الصحية والاجتماعية للهجوم وإضعافها بشكل خطير.وأشاروا إلى أن حملة التجويع التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى شكل من الإبادة الجماعية وتسببت فى مجاعة.ودعا الخبراء، المجتمع الدولى إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات لغزة عبر البر وإنهاء الحصار.
كما كشف الإعلام الحكومى فى غزة أن الاحتلال الإسرائيلى يمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ 64 يوما. وأضاف أن منع الاحتلال إدخال المساعدات ينذر بارتفاع أعداد الوفيات جوعا خاصة بين الأطفال.
قالت نيبال فرسخ مسئولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطينى إن قطاع غزة يعانى نقصا كبيرا فى المياه الصالحة للشرب، مؤكدًا أن الاحتلال يتجاهل نداءات المنظمات الدولية التى تطالب بوقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات.
أضافت أن الاحتلال دمر شبكات مياه الصرف الصحى فى قطاع غزة أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، فضلًا عن إغلاق الجانب الفلسطينى من معبر رفح عمق المأساة الإنسانية فى غزة.
ولفتت أن 96٪ من سكان قطاع غزة يعانون انعدام الأمن الغذائى بسبب نقص المساعدات الإنسانية. وكان قد أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى خروج جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة له فى محافظة غزة من الخدمة.
من جانبه، قال أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردنى أمس إن الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة تتفاقم مع استمرار العدوان الإسرائيلي، لافتًا إلى أن المساعدات التى تدخل إلى القطاع لا تلبى الاحتياجات.
أضاف «الصفدي» خلال مؤتمر صحفى جمعه بالمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، أن الاحتلال الإسرائيلى يقوض عمل الوكالة ويحاصر دورها فى تقديم الخدمات اللازمة بالضفة الغربية.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أن الأوضاع فى غزة تتدهور بشكل خطير وأنه لا مكان آمناً فى القطاع المحاصر. وأوضح أن التقارير الأخيرة بشأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية فى مدينة غزة تعيق بشكل كبير جهود إسعاف المصابين.
أشار جيبريسوس إلى أن مستشفى الأهلى «المعمداني» ومستشفى «أصدقاء المريض» فى غزة قد خرجا عن الخدمة، وتم إجلاء المرضى أو إحالتهم إلى مستشفى «كمال عدوان» ومستشفى «الإندونيسي» اللذين يعانيان من نقص فى الوقود والأسرة والإمدادات الطبية. وأضاف أن مستشفى «الإندونيسي» يعمل بثلاثة أضعاف قدرته الاستيعابية.
من جهتها، احتجت الكنيسة الإنجيلية الأسقفية فى القدس والشرق الأوسط على إغلاق المستشفى الأهلى العربى المعمدانى فى مدينة غزة نتيجة لإخلاء عدة أحياء سكنية بأمر من الجيش الإسرائيلي. وورد فى بيان صادر عن مطرانية القدس أن المستشفى أُجبر على الإغلاق من الجيش الإسرائيلي». وذكر البيان أن طائرات مسيرة أطلقت النار بكثافة فى محيط المستشفي.
وفيما يخص المفاوضات، اتهمت حركة حماس كلا من الادارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلى بأنهما المسئولان عن فشل مساعى جهود وقف اطلاق النار. فى الوقت الذى يواصل الاحتلال الاسرائيلى عدوانه على قطاع غزة مخلفا العشرات من الشهداء والجرحي، كما تفاقم الوضع الانسانى للفلسطينيين فى القطاع
ونقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية، عن مسئولين كبار، إن الخلافات داخل حكومة نتنياهو تتزايد، وأن وزير الأمن الداخلى إيتمار بن جفير، يبحث عن ذرائع لتفكيكها والذهاب إلى انتخابات مبكرة. ووفقًا للمسئولين، فإن رؤساء الائتلاف الحكومى لم يجتمعوا منذ فترة بسبب تلك الخلافات.
ميدانيا، وفى اليوم الـ277 من العدوان الإسرائيلى على غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق فى القطاع، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى لترتفع حصيلة الضحايا الى ما يقرب من 38250 شهيدا وأكثر من 87900 مصاب.
وسعت قوات الاحتلال من عملية اجتياح احياء غزة ودخلت إلى محيط الجامعات فى تل الهوا وطلبت باخلاء اجزاء واسعة من حى الصبرة والرمال وتل الهوا وسط تحذيرات من المكتب الإعلامى الحكومى للمواطنين من التوجه نحو وسط وجنوب القطاع. وادّت عملية الاجتياح إلى خروج المشفى المعمدانى عن الخدمة .
وواصل جيش الاحتلال اجتياح حى الشجاعية للاسبوع الثانى على التوالى وقصف تجمعا للمواطنين مع أسفر عن استشهاد اربعة منهم.›، مع استمرار القصف المدفعى ونسف مربعات سكنية شرق مدينة غزة.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن شهود عيان، قولهم إن عدداً من الأشخاص لقوا حتفهم وأصيب آخرون جرّاء غارات إسرائيلية على دير البلح بوسط قطاع غزة، فيما أشارت إلى أن قصفاً مدفعياً استهدف مناطق غرب مدينة رفح، بينما تعرض محيط مجمع الشفاء الطبى ومدرسة بالنصيرات لهجمات «عنيفة».
فى سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن القوات الإسرائيلية استهدفت ذات المناطق التى أمرت السكان بالانتقال إليها فى غزة خلال اليومين الماضيين. وجاء فى بيان للمكتب الأممى أنه فى 7 يوليو الجاري، أمرت إسرائيل مدنيين فى وسط مدينة غزة بما فيها التفاح والدرج، للرحيل إلى غرب مدينة غزة، واستهدفت نفس المناطق التى أمرت السكان بالإجلاء إليها.