واشنطن تهاجم إسرائيل .. وتحذيرات متواصلة من أى عملية جنوب القطاع
اتهم السيناتور الأمريكى كريس فان هولين، الديمقراطى من ولاية ميريلاند، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى عمليتها بقطاع غزة.
وقال فان هولين خلال حديثه فى مجلس الشيوخ ان الأطفال فى غزة يموتون الآن بسبب الحرمان المتعمد للطعام. هذه جريمة حرب. إنها جريمة حرب كتابية. وهذا يجعل من ينظمونها مجرمى حرب».
وتابع السيناتور ان السؤال الآن هو ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟ ماذا سنفعل؟ ماذا سيفعل الرئيس بايدن؟ على الرئيس أن يتخذ إجراءات ردا على ما يحدث».
واستطرد: «أولا وقبل كل شيء، على الرئيس أن يطالب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالسماح بزيادة كميات المساعدات إلى غزة، وحتى يحدث ذلك على بايدن قطع أى مساعدة لإسرائيل».
فى الوقت نفسه، حذر وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف من اعتزام إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، وقال إن روسيا لا ترى آفاقاً لتحقيق الاستقرار فى ضوء هذه العملية.
وشدد لافروف – خلال مؤتمر الشرق الأوسط الثالث عشر لنادى «فالداي» الدولى للحوار أمس على أن القضية الفلسطينية التى طال أمدها، ولم تتم تسويتها؛ هى العامل الرئيسى لعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط. واقترح عقد لقاء فلسطينى – فلسطينى لتجاوز الانقسامات الداخلية.
وأضاف أن روسيا تواصل العمل على تنظيم إجلاء مواطنيها ومواطنى ودول أخرى من قطاع غزة، منوها بإجلاء حوالى 1200 شخص من غزة، بما فى ذلك مواطنى دول أخري. واتهم لافروف، الولايات المتحدة بـ»العمل على استبعاد» روسيا من الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية فى الشرق الأوسط.. قائلا «واشنطن أعاقت عمل المجموعة الرباعية للوسطاء الدوليين بشأن التسوية فى الشرق الأوسط، التى تتألف من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي».
كما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديمترى بيسكوف إن روسيا مستعدة لدعم أى إجراءات بشأن إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وأضاف بيسكوف فى تصريح للصحفيين، «أن هذه الإجراءات يجب أن تكون بناءة وينبغى أن تهدف الخطوات إلى حل شامل للمشكلة فى إطار القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى المعروفة التى تمت الموافقة عليها فى وقت سابق».
وفى بكين، حضت الصين إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية فى مدينة رفح فى أقرب وقت ممكن، محذرة من «كارثة إنسانية خطيرة» فى حال تواصل القتال.
وقال ناطق باسم الخارجية الصينية فى بيان إن «الصين تعارض وتدين الأعمال التى تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي»، مضيفا أن بكين تحض إسرائيل على «وقف عملياتها العسكرية فى أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة فى منطقة رفح».
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن قلقها إزاء إعلان إسرائيل القيام بعملية برية فى رفح، مشددة على أن «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها» لا يعنى فرض الهجرة القسرية على الفلسطينيين.
وأكدت أن «الوضع الإنسانى كارثى فى غزة وأعداد لا تحصى من الفلسطينيين فقدوا ذويهم»، مبينة أن «النازحين توجهوا إلى رفح بطلب من إسرائيل وعليها مسؤولية توفير ممرات آمنة لهم».
فى السياق، أكد مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك إن احتمال أى توغل عسكرى إسرائيلى كامل فى رفح «سيكون مرعبا»، نظرا لإمكانية تعرض عدد كبير للغاية من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، للقتل والإصابة.
وقال المسؤول الأممى بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ـ إن نحو 1.5 مليون فلسطينى مكتظون فى مدينة رفح الفلسطينية، بلا مكان آخر يفرون إليه. «وإننى أشرت إلى المعاناة التى تفوق التصور التى يواجهها الفلسطينيون فى غزة. واليوم، وللأسف، ونظرا لعمليات القتل والدمار التى وقعت حتى الآن فى غزة، فمن الممكن أن نتصور تماما ما ينتظرنا فى رفح».
وحذر من أن هذا الأمر ستترتب عليه آثار جسيمة على قطاع غزة بأكمله – بما فى ذلك مئات آلاف الأشخاص المعرضين لخطر الجوع الشديد والمجاعة فى الشمال.
كما حذرت منظمة العفو الدولية من خطر إبادة جماعية حقيقى ووشيك يهدد مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف.
وقالت المنظمة الدولية فى منشور على حسابها عبر منصة إكس، إن عدد سكان رفح تضاعف 5 مرات منذ بدء الهجوم الإسرائيلى على غزة فى السابع من أكتوبر الماضي.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن هناك خطر إبادة جماعية حقيقيا ووشيكا فى رفح، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف.
على صعيد متصل، يقول مُراقبون إن العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح تهدد أى عملية سلام عربية إسرائيلية، وصدرت تصريحات عربية متزامنة تحذر من مخاطر الهجوم الإسرائيلى المُنتظَرِ على رفح، مما قد يدفع الآلاف إلى الهجرة القسرية.
وأوضح المراقبون أن عملية رفح» تقلق العالم، وبالأخص دول المنطقة، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستمر بالحشد للاقتحام، ويبدو أنه غير آبه بحسب الكثيرين بتحذيرات ونداءات العالم بأسره، الذى بات يرى الكارثة الإنسانية واقعة قبل حدوثها.
نتنياهو أصر على دخول رفح ليوجه ضربة قاضية لحماس كما يقول، إلا أنه قد ينسف بتلك الخطوة أى أمل لمسار سلام إقليمي، قد يُبنى عليه فى حال خفتت أصوات المدافع فى غزة.