أحلامنا لا تموت بالتقادم، وطموحاتنا لن تنكسر على صخور التحديات، ذلك لأننا “أمة قادرة” نملك إرادة فولاذية خرجت من معين حضارى مركب وممزوج بلمسات إيمانية توحيدية حقيقية، الأمة المصرية تختلف عن غيرها من الأمم فى كونها وارثة لحضارات ليس لها مثيل فى تاريخ البشرية، فسيفساء حضارية عجيبة فرعونية ورومانية ويهودية وقبطية وإسلامية ومنمنمات دينية من صبر أيوب وحلم إبراهيم وغضب موسى واستغفار يونس ووجاهة عيسى وأخلاق محمد، هذه الأمة التى تحتضن كل غريب وتغيث كل مستغيث، كرم المصريين عنوان لا تخطئه عين منصف، أما خفة ظل المصريين وابتساماتهم العفوية وضحكاتهم المجلجلة فى كل الأحوال والظروف فقصة حار فى تفسيرها العلماء.
>>>
هذه الخصال فى هذه الأمة العظيمة كانت سبباً فى أن يطلق عليها “أم الدنيا” ولها علم يدرس فى جامعات الدنيا اسمه “علم المصريات” وهنا أصرخ فى البرية وأقول دلونى على علم يناظر أو يشابه علم المصريات لأى أمة بخلاف امتنا! يا سادة نحن أمة تهضم التحديات وتبتلع الآلام وتدوس على كل ما يعكر صفوها فى ومضة من الزمن، أمة تغضب وتثور وتحارب وتضحى بأنفس أبنائها دفاعاً عن كرامتها وشرفها وأرضها وعرضها ومصالحها، هذه الأمة لها جيش مكون من خيرة أبنائها، له عقيدة يتميز بها عن كل جيوش الأرض لذلك هم خير أجناد الأرض ولو كره الكارهون والحاقدون والمغرضون، هذا الجيش لم يغزو ولم يعتد ولم يحتل، انه جيش وطنى يحمى الحدود ويصد الأعادى ويعزف أنشودة السلام والمحبة، جيش به فرط قوة لكنه يدار بحكمة بالغة.
>>>
هذه الأمة التى هزمت الهزيمة وتحدت التحديات بعد هزيمة 67، هى نفس الأمة التى خاضت حرب الاستنزاف أو حرب السنوات الست التى ظلمها التاريخ، هى نفس الأمة التى صنعت نصر أكتوبر وعبرت وانتصرت، هى نفس الأمة التى صنعت السلام الصعب فى الزمن الصعب، هى نفس الأمة التى تحملت وصبرت على شقيقاتها العربيات الذين قاطعوها ونقلوا جامعة الدول من أرضها ثم عادوا جميعاً يعترفون ويعتذرون ويحاولون اللحاق بقطار سيرته مصر منذ عقود، هى نفسها الأمة التى مرت وتمر بظروف استثنائية ممتدة منذ مؤامرات الربيع العربى وصعود التيارات الإخوانية الإرهابية إلى سدة الحكم ومحاولاتهم تغيير وجه الوطن وسرقة مقدرات الأمة وتغييب الوعى الجمعى بمخدر الدين المزيف الذى صنعوه فى خطوط إنتاج أجهزة الاستخبارات الأجنبية،
>>>
هى نفسها الأمة التى انتفضت بعنف كما الأم التى تثور لإنقاذ وليدها، انتفضت الأمة فى الثلاثين من يونيو لإنقاذ مصر من بين أظافر أهل الشر وقد نجحت، هى نفس الأمة التى انطلقت فى معركة البناء والتنمية متزامنة مع معركة القضاء على الارهاب وخوارج هذا الزمان، هى نفس الأمة التى شيدت دعائم الجمهورية الجديدة بطول البلاد وعرضها، وهى نفسها التى تواجه لأول مرة فى التاريخ حرائق وحروب وصراعات على كافة المحاور الجنوبية والغربية والشرقية والشمالية وكذلك فى الأطراف البعيدة والقريبة المرتبطة بحرائق ودوائر الأمن القومى المصري.
>>>
هذه الأمة تستقبل اليوم العام الجديد بأمنيات وتمنيات وهى مستحضرة تاريخها وحضارتها لتواجه كل هذه التحديات فكل عام ومصر آمنة مطمئنة راسخة قادرة متقدمة.