حققنا مع نهاية العام الماضى 2023 فى حركتنا السياحية 14.906 مليون من السياح.. ويتجاوز هذا الرقم ما تحقق فيما سمى بعام الذروة 2010 بزيادة نحو مائتى ألف سائح.. فكأننا احتجنا الى 13 عاما لكى تعود الحركة السياحية الى الارتفاع..وتحقق مائتى ألف سائح.. وفى كل الاعوام السابقة كانت محاولات تجاوز ما تحقق فى عام 2010ولكن كل الظروف كانت معاكسة.. ما بين احداث عام 2011 وما تلاه من اعوام.. ثم حوادث ارهاب.. ثم كورونا.. الى اخر ما اثر على حركة السياحة.. شديدة الحساسية لكل الاحداث..

أى اننا فى ثلاثة عشر عاما حققنا زيادة مائتى ألف سائح.. والان مطلوب ان نحقق فى 5 سنوات زيادة ستة عشر مليون سائح..  لكى يتحقق هدف الاستراتيجية السياحية.. باستقبال 30 مليون سائح فى عام 2028وتحقيق ايراد سياحى 30 مليار دولار..

ونحن نتحدث دائما عن هذا الهدف.. ولا نذكر شيئا عن وسائل تحقق هذا الهدف..

وكيف يتحقق.. وبالكاد ما لدينا من غرف فندقية لا يمكن له ان يستقبل هذا العدد.. واننا بحاجة الى مضاعفة الطاقة الفندقية من نحو ربع مليون غرفة الى نصف مليون غرفة.. لكن لا أحد الان يذكر كيف يتحقق هذا الهدف.. وفضلا عن ذلك لا احد يذكر كيف يمكن تدبير باقى الامكانات التى لابد منها لاستقبال هذا الرقم من السياح فى عام 2011 وكيف تكون لدينا طاقة طيران كافية لنقل عدد مضاعف من السياح الذين يصلون الينا الان.. ولا كيف نوفر وسائل النقل السياحى الداخلي.. ولا من اين نأتى بالعاملين المدربين والمؤهلين لخدمة الاعداد الجديدة من السياح فى كل اماكن تواجدهم فى مصر.. ولا كيف تستعد مرافقنا.. ومواقعنا الاثرية والسياحية لاستقبال ضعف العدد الحالى من السياح.. لا احد يتحدث عن هذا ابدا.. رغم ان اربع سنوات باقية مسافة زمنية قليلة نسبيا..

ولعل اكثر المسائل الان الحاحا.. هى تدبير اماكن اقامة هؤلاء السياح الذين نتوقع استقبالهم.. من غرف فندقيه.. او شقق فندقية.. او شقق عادية.. وفى هذا نحتاج الى ربع مليون غرفة اضافية.. كيف.. ومن سيقيمها.. .. وكم التكلفة.. وكيف تدبر التكلفة.. وما هو معدلات الزيادة المطلوبة سنويا فى كل انواع واماكن الاعاشة؟!..

>>>

عام 2028 ليس بعيدا.. فكيف تتحقق كل متطلبات استقبال الارقام المستهدفة.. ولو اخذنا عدد الغرف الفندقية المطلوبة.. فنحن نحتاج على الاقل الى ألف فندق جديد بمتوسط مائتين وخمسين غرفة لكل فندق لكى يتحقق لدينا الرقم المطلوب وهو مائتان وخمسون ألف غرفة..

ولا شك ان التكلفة مهولة.. ففى بعض التقديرات تصل الى مائتى مليار جنيه.. وربما اكثر.. ولكنه مع ذلك تقدير اقل بكثير من التكلفة الحاليه لبناء فنادق.. ونستطيع ان ندرك حجم التكلفة لو تابعنا ما اعلنته منذ عدة اسابيع شركة تبنى فندقين بمجموع 320 غرفة وبتكلفة 4 مليارات جنيه.. وطبقا لهذا الحساب.. تكون تكلفة الغرفة فى الفندق اثنى عشر مليونا وخمسمائة ألف جنيه.. وقد يكون هذا الرقم مبالغا فيه من الشركة المالكة التى اعلنت عن تكلفة فندقيها فى العاصمة الإدارية والتجمع الخامس.. ولكنه على اى حال مؤشر يضاف الى التقدير السابق لمائتى مليار جنيه.. من حجم الاستثمارات المطلوبة لانشاء الفنادق المطلوبة لاستيعاب الحركة السياحية القادمة باذن الله..

>>>

 فى مقال سابق اشرت الى ان د.عبد القادر حاتم رحمه الله كان قد رفع فى الستينيات من القرن الماضى شعار فندق كل اسبوعين وقطع شوطاً طويلاً فى تنفيذه.. وقلت اننا نحتاج ان نرفع شعارا مثله يعبر عن المطلوب من الفنادق.. وهو فى هذه الحالة شعار اربعة فنادق كل اسبوع.. باعتبار ان السنوات الخمس المطلوبة لانجاز هذه الفنادق تضم 250 اسبوع عمل.. فيكون المعدل المطلوب اربعة فنادق كل اسبوع..

 ولا يمكن ان يتحقق هذا الامر بمجرد رفع الشعار.. بل اننا يجب ان نعمل على تحقيقه.. واول خطوات مطلوبة فى تقديرى هى تحديد مواقع الالف فندق المطلوب.. اى توفير ألف قطعة ارض لانشاء هذه الفنادق.. فى المناطق السياحية والمدن التى نحتاجها وعلى رأسها القاهرة.. ثم طرحها للاستثمار..

ولا يعنى هذا الانتظار حتى تكتمل تهيئة ألف قطعة من الأراضي.. وانما علينا ان نبدأ بالاولويات.. وان نبدأ بخمسين قطعة للعام الاول على الاقل.. ونشجع المستثمرين بأسعار معقولة للاراضي.. وبتسهيلات فى السداد.. ربما بعد اكتمال المشروع.. او اعتبار قيمة الارض مساهمة من الحكومة فى رأس مال المشروع.. فضلا عن التشجيع فى تقديم تسهيلات التمويل البنكى على اجال طويلة وبشروط ميسرة..

 واعتقد ان مسئوليه وزارة السياحة والاثار.. والاسكان هى تحديد الاراضى فى الاماكن المطلوبة.. وهى الان مسئوليه وزارة الاسكان بشكل اكبر.. لانها اصبحت مسئولة عن هيئة التنمية السياحية.. بعد أن نقلت من السياحة اليها.. وللهيئة جهود متميزة من قبل فى تخطيط المناطق السياحية.. وتحديد اماكن انشاء الفنادق بأنواعها المختلفة.. وتحديد المناطق الترفيهية والخدمات وغيرها.. وهو ما نتطلع اليه الان فى ظل الحاجة الماسة الى انشاء فنادق جديدة لاستقبال الحجم المطلوب من السياح..

>>>

ولا شك اننا لم نعد نملك ترف استنزاف الوقت.. وانتظار ان نبحث عن ارض ثم نبحث فى شروط التمويل.. بل يجب ان تكون المبادرة من وزارتى السياحة والاثار والاسكان بتوفير الاراضى اولا.. ثم دعوة المستثمرين لاختيار ما يناسبهم منها للاستثمار..