تفاقم معاناة أهل سوريا..
يواجه أهل سوريا تحديات ومخاطر ربما تعيق جهود إعادة الإعمار بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتعد الألغام إحدى أخطر التحديات إذ تشكل إرثا ثقيلا خلفه النظام منذ اندلاع الأزمة فى عام 2011.
مع مرور أكثر من ثلاثة عشر عاما من الحرب المدمرة، تنتشر الألغام والقنابل العنقودية فى مساحات شاسعة من الأراضى السورية، مما يهدد حياة السكان ويعيق عودة النازحين إلى منازلهم.
إلى جانب تأثيرها المباشر على حياة المدنيين، تعرقل الألغام إصلاح البنية التحتية الأساسية، بما فى ذلك شبكات المياه والكهرباء وخطوط الهاتف.
كما تسببت الألغام فى سوريا بخسائر إنسانية فادحة، حيث وثق مرصد الألغام الأرضية مقتل أكثر من 900 شخص خلال عام 2023 فقط، لتحتل سوريا بذلك المرتبة الثانية عالميا بعد بورما فى عدد ضحايا الألغام.
معاناة أخرى يتعرض لها أهالى مدينة حلب الواقعة شمال سوريا، مع عودة انقطاع الكهرباء للظهور مجدداً، بعد أسابيع قليلة من انتظامها.
وكان قد تم تزويد معظم أحياء حلب بالكهرباء لساعات تفوق فترات التقنين القديمة، فيما توفرت فى بعض الأماكن على مدار الساعة، وذلك عقب سيطرة فصائل المعارضة على حلب. لكن تقنين الاستخدام عاد إلى جميع الأحياء بنسب متفاوتة، ليسترجع الأهالى ذكريات الوضع السابق عندما كانت الكهرباء تصل إلى المنازل والمحال التجارية ساعتين أو ثلاث ساعات فقط فى اليوم الواحد.
من جانبه أعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمس، عن أمله فى أن تنجح الإدارة السورية الجديدة فى تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد ماكرون، فى كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع السنوى للسفراء الفرنسيين، على ضرورة احترام التعددية فى سوريا، آملاً فى عودة اللاجئين إلى بلادهم.
ووعد الرئيس الفرنسى بعدم التخلى عن المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الغرب فى مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن فرنسا ستتابع العملية الانتقالية من أجل قيام «سوريا حرة تحترم تعدديتها الإثنية والسياسية والطائفية».
وحول الأوضاع السياسية فى سوريا، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ستعلن تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وتسريع تسليم الإمدادات الأساسية بدون رفع القيود التى تكبل مساعدات أخرى للحكومة الجديدة فى دمشق.
قالت الصحيفة، نقلا عن مسئولين، إن هذه الخطوة التى وافقت عليها الإدارة الأمريكية مطلع الأسبوع، تفوض وزارة الخزانة لإصدار الإعفاءات لجماعات الإغاثة والشركات التى توفر أساسيات مثل الماء والكهرباء وغيرهما من الإمدادات الإنسانية.
أشارت الصحيفة فى الوقت نفسه إلى أن واشنطن لن ترفع العقوبات المفروضة على سوريا حتى يتوضح المسار الذى ستتخذه السلطات الجديدة للبلاد. ومن المتوقع أن يستمر تخفيف القيود المفروضة على مانحى المساعدات الإنسانية لسوريا لمدة ستة أشهر.
هذا ويعتزم وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، عقد لقاء فى روما، الخميس المقبل مع وزراء خارجية أوروبيين بشأن سوريا، فى الوقت الذى يسعى فيه الغرب للتواصل مع القيادة السورية الجديدة، وليس من المعروف بعد الوزراء الأوروبيين المشاركين فى اللقاء.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أمس، أنه بدأ الجلسات مع الفصائل العسكرية من أجل وضع خطوات لانخراطها بوزارة الدفاع، بهدف الوصول لخارطة طريق لتحقيق الاستقرار بالبنية التنظيمية للقوات المسلحة» .