مثل الكثير أصبح أبنائى يعانون من حالة إدمان للألعاب الإلكترونية أفقدتهم التركيز فى الكثير من الأشياء من حولهم لدرجة ظهروا معها كالواقعين تحت تأثير مخدر لا يدركون ما يفعلونه من تصرفات حتى أنهم قد ينسوا تناول طعامهم وهم لا يدركون أو يقومون بأشياء وهم لا يشعرون الأمر الذى سهل استخدامهم من قبل القائمين على هذه التطبيقات والألعاب.
منذ اندلاع أحداث غزة وأطفالى شأنهم كشأن الكثير ممن فى أعمارهم أعلنوا حالة المقاطعة لكل المنتجات التى تؤيد الكيان الصهيونى وتنازلوا طواعية عن شراء الكثير من الحلوى والمسليات لعدم وجود بدائل لها الأمر الذى خلق حالة من الاطمئنان لدينا على مدى وعى هذه الأجيال وإدراكها لابعاد الصراع العربى مع الكيان الصهيونى وأن إسرائيل ستظل عدواً رغم ما بيننا من معاهدة سلام.
سؤال أبنائى ونحن نشترى متطلباتنا عن تبعية المنتج للمقاطعه من عدمه كان يطربنى وإدراكهم لأهمية الاستمرار أمر أثلج صدرى فبجانب كونه وسيلة لدعم الشعب الفلسطينى وأطفاله الأبرياء ضد ما يرتكب بحقهم من جرائم صهيونية هو آلية مهمة لتوطين الصناعة وإعادة البريق للكثير من المنتجات المصرية بجانب إتاحة الفرصة للمصانع المصرية لاحتلال الصدارة بما تنتجه من منتجات وتمكينها من تقديم منتج بالجودة المطلوبة.
هذه الحالة كانت كفيلة لبث شعور الاطمئنان داخلى حتى جاءنى صغيرى وهو عائد من المدرسة وقد اشترى فى طريق عودته مشروباً غازياً قاطعة منذ أكثر من أربعة أشهر لترتسم على وجهى حالة من الذهول وأنا أسأله عن كيفية شرائه وهو على رأس منتجات المقاطعة ودون أن يدرى كانت إجابته لوجود كود على العبوة عند مسحه باستخدام هاتفه المحمول سيحصل على مكافآت فى اللعبة التى يلعبها على هاتفه.
كان صغيرى يريد شراء مشروب فى طريق العودة للبيت وعندما توجه للسوبر ماركت شاهد رمز اللعبة على الزجاجة ودون أن يدرى وجد نفسه يشتريها ليخرق المقاطعة التى فرضها على نفسه منذ اندلاع هذا العدوان الصهيونى على غزة.. هنا أدركت خطر هذه الألعاب وقدرتها على سلب إرادة أطفالنا الأمر الذى يجب الانتباه إليه وضرورة ايجاد آلية لعلاجهم من هذا الهوس بالألعاب الإلكترونية والذى تحول بلا شك إلى حالة من الإدمان يجب علاجها قبل أن نفيق على كارثة لا نستطيع تداركها.