موجة من الاهتمام الكبير بالفيلم القصير تتوالى علينا من خلال اجيال جديدة من الشباب محبى السينما، ولديهم الرغبة فى تعلم فنون الكتابة والإخراج والتصوير وكل تخصصات صناعة الفيلم، وهو أمر لافت، ومهم جدا فى بلد لها تاريخ عريق فى معرفة هذا الفن وصناعته ونشر محبته فى المنطقة العربية وبين كل من يتحدث العربية، غير ان الملاحظة المهمة فى هذا التاريخ هى اعتبار السينما هى الفيلم الطويل بينما انقسم هذا الفن الى الافلام الروائية الطويلة، والافلام القصيرة التسجيلية، وبعد هذا أضيفت الافلام الوثائقيّة، القصيرة والطويلة، ولكن استمر الفيلم القصير يزدهر، ويزداد جمهوره، وأيضا صناعه، ولأسباب أساسية اولها تكلفته، ثم أهميته فى التعبير عن الأحداث والوقائع الهامة فى كل المجالات، خاصة احداث الوطن التى لابد من تقديمها اولا بأول ومن هنا كانت أول سلسلة من الافلام التسجيلية القصيرة أثناء الاستعداد لحرب الاستنزاف فى منتصف الستينات من خلال «المركز القومى للسينما » وجيل المخرجين الاوائل امثال سعد نديم وفؤاد التهامى وغيرهم، ثم سجلت هذه السينما قصة بناء السد العالى فى أسوان، وكيف تمت، وسجلت بعدها قصص من حياة الناس فى الريف وكيف تفاعلوا مع المدرسين والأطباء وكل من ذهب للعمل فى قراهم، وايضاً افلام عن سيناء فى كل مناطقها التى لم. نعرفها إلا من خلال هذه الافلام القصيرة عنها، أما الأهم فهو الافلام القصيرة عن حرب الاستنزاف التى سبقت ومهدت لحرب اكتوبر وقدمت لنا كجمهور وكشعب الكثير من المعلومات والدعم عن جيشنا بعد هزيمة 67.. وبعدها بدأت حرب اكتوبر، لتكون الافلام القصيرة جاهزة للتعبير عن الكثير من مواقفها، مثل مواقف أمهات وعائلات الشهداء ومنها فيلم لا ينسى عنوانه «أبطال من مصر»، وبعدها قل الاهتمام بالفيلم القصير، ليظل التركيز على الروائى الطويل، «برغم ان جزءاً كبيراً من انتاج هذه الافلام كان من خلال التليفزيون» ومع ذلك تراجع الاهتمام به برغم اهمية هذه الافلام وصناعها الكبار امثال سعد نديم وفؤاد التهامى وأحمد راشد وخيرى بشارة وسعيد مرزوق وداوود عبد السيد وعلى الغزولى وغيرهم .
البحث عن الجيل الجديد
الآن زاد عدد صناع الفيلم القصير كثيرا، ولكن، اين الافلام التى تعبر عن قضية وطن او حدث يخص مجتمعا؟،نعم لدينا قضايا واحداث كثيرة، لكن كيف تقدم الاجيال الجديدة الاعمال التى تعبر عن هذا؟وهل لوزارة الثقافة دور فى دعم هذه الافلام وصناعها؟ وكيف تؤثر فينا وتدعم محبتنا للفن فى وقت لا تعرض فيه هذه الافلام الآن ومنذ سنوات ابدأ على الشاشات التليفزيونية المصرية؟ لقد رأت اجيال سابقة من المصريين هذه الافلام القصيرة من خلال برامج متعددة على شاشات التليفزيون المصرى، كان من بينها برنامج شهيريقدمه إعلامى قدير هو »عبدالرحمن على» الذى كان يعرض الفيلم القصير ويناقشه مع مخرجه، «وبالطبع لا ننسى برامج تناقش الفيلم الطويل ليوسف شريف رزق الله ودرية شرف الدين وسناء منصور وغيرهم» الأن لا عرض لأى فيلم قصير تحديدا مع تغير الزمن وصعود اجيال جديدة تصنعه، وبرامج تعلم صناعته عليها إقبال شديد، وإضافته لبرامج المهرجانات السينمائية، بل وإقامة مهرجانات مستقلة. له، فكيف تتعارض مسيرته كفن صاعد بقوة مع دعم مطلوب له من الجهات القادرة على وصوله الى أغلبية الجمهور، ولماذا لا تقيم الدولة من خلال وزارة الثقافة والمركز القومى للسينما. مسابقة للافلام القصيرة يكون موضوعها حرب أكتوبر المجيدة وحرب الاستنزاف وكل الايام التى شهدت أشكال من الدفاع عن مصر فى كل مكان، خاصة مدن القناة، اننى اعتقد اننا سوف نكتشف من خلال تلك المسابقة- لو اقيمت – جيلاً جديداً من مبدعى الافلام القصيرة الكبار .وربما يقنع هذا قنواتنا بعرض هذه الافلام وتخصيص مساحات لها تجتذب جمهورا كبيرا يكتشف اهميتها وجاذبيتها .اننا نتمنى ان نرى الاعمال الفائزة فى هذه المسابقة فى شهر اكتوبر القادم ولتبدأ موجة جديدة من افلام اكتوبر القصيرة فى الاحتفال رقم 51 بانتصارنا المجيد.