ما أجمل أيام الأعياد التى أعادت البسمة على وجوه المصريين وأدخلتهم الفرحة إلى قلوبهم.. رغم الأزمات الاقتصادية وغلاء الأسعار وضيق ذات اليد.. لكنهم تغلبوا بالإيمان فمنحهم الله الصبر والسكينة والرضا مما يعينهم على تحمل صعوبة الحياة.
ما أجمل أيام الأعياد التى جعلت الناس لا يتحدثون إلا بما يدعو للتفاؤل والسعادة.. وحاولوا نسيان أمور الاقتصاد والأسواق وجشع التجار حتى تظل فرحتهم ولا تموت البسمة على الشفاه.. ولن ينغص عليهم حالة الفرح سوى ما يحدث لأهلنا فى غزة وفلسطين من الهجمات الوحشية لجيش الاحتلال الصهيوني!!
ما أجمل أيام عيد الأضحى التى مرت سريعاً.. والكل فيها سعيد تاركاً خلفه الهموم.. ومؤجلاً التفكير فيما يعكر صفو احتفاله بليالى العيد سواء أكان البحث عن الرزق ومصاريف الأولاد.. أو مشاكل العمل والوظيفة أو حتى امتحان الثانوية العامة.. فكل شيء ينتظر إلى أن تنتهى الأجازة فساعات الحظ والفرح أصبحت نادرة ولا تعوض!!
انتهت أجمل وأفضل أيام العيد.. رحلت العشر الأوائل من ذى الحجة بما فيها تاسعها يوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس وختامها يوم النحر «عيد الأضحي» ثم تبعها أيام التشريق التى اكتملت أمس «لمن تأخر» ليكمل حجاج بيت الله مناسكهم ويبدأوا رحلة العودة بعد طواف الإفاضة والوداع ومنهم من يذهب للمدينة لزيارة رسول الله والصلاة فى مسجده ومنهم من يعود للوطن بعد أداء الفريضة فى رحلة العمر التى يحلم بها كل مسلم ويظل يخطط لها ويستعد نفسياً وبدنياً وروحياً ومادياً لسنوات حتى يكتبها الله له ليعود بعدها كيوم ولدته أمه بحج مبرور وذنب مغفور بإذن الله.
من كتب الله له أداء الفريضة والذهاب إلى الحج فهنيئاً له وعليه بعد العودة أن يبدأ حياة جديدة وكأنه ولد من جديد.. وليحمد الله على نعمته ويتحلى بحسن الخلق فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «إن أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة.. أحاسنكم أخلاقاً».. وليعلم أن الدين المعاملة.. لينهى كل خصومة ويصل رحمه وليقترب من أهله وأسرته ويبر والديه ويخلص فى عمله ويدافع عن وطنه ويستمر فى إرضاء ربه!!
أما من لم تشأ إرادة الله أن يكون هذا العام ضمن صفوف الرحمن ولم يصبه الدور فى الذهاب إلى الأراضى المقدسة.. فعليه الصبر والأمل.. ويخلص فى الدعاء ويكون مستعداً لتلبية النداء حينما يكتبها الله له ويدعوه لزيارة بيته وأداء الفريضة.. وإلى أن يتحقق حلمه عليه أن يفرح بأنه عاش أفضل الأيام وكتب الله له صيام يوم عرفة وجعله يسعد مع أسرته وأولاده بالعيد.. وإذا كان من الميسورين يكون قد قام بالتضحية بكبش أملح ووزع منه على البسطاء والمحتاجين فنال الثواب العظيم.. خاصة أن أسعار الأضاحى وصلت إلى حدود فلكية ولم يستطع الكثير من الناس ذبحها أو حتى شراء اللحوم لتوزيعها!!
ما أجمل أيام الأعياد فى القاهرة.. فالشوارع بلا زحام مرورى وتكاد تخلو من السيارات.. والهدوء فى كل مكان يعيد إليك ما كانت عليه العاصمة منذ 60 عاماً.. مما يجعلك تتذكر أيام الطفولة والشباب وكيف كان عيد الأضحي.. عندما يجهز كل منا ملابسه وأحذيته الجديدة ويأخذها فى حضنه عند النوم بعد الاستحمام ليستيقظ قبل صلاة العيد ويذهب مع والده ليصلى ثم يعود سريعاً ليحضر «ذبح الخروف» وتعد الأمهات الإفطار فى «بيت العيلة» فور الذبح من «الكبدة واللحم المشوي» ويعطينى أبى وجدتى أكياساً من اللحم لتوزيعها على منازل المستحقين فمن العيب أن نجعلهم يأتون إلينا ليأخذوا نصيبهم.. وعند الغذاء تجتمع العائلة على «صوانى الفتنة بالخل والثوم واللحم» فيحضر كل عم وخال مع أولاده.. وبعد الأكل نذهب نحن الأطفال نلعب والكبار يجلسون يتسامرون.. وعندما أصبحنا شباباً كنا نذهب للسينما.. وفى اليوم الثانى نسافر إلى قريتنا سرياقوس ونذهب إلى المقابر لقراءة الفاتحة على أمواتنا بعكس العيد الصغير «عيد الفطر» الذى نذهب للبلد والقرافة فى أول يوم العيد ونتأخر فى العيد الكبير من أجل ذبح الأضحية!!
كانت أيام ما أجملها.. ودائماً أتساءل هل يشعر أطفال هذه الأيام بالفرحة مثلنا.. وهل يقومون بشراء «البمب وحرب أطاليا والصواريخ» ويقومون بتأجير الدراجات المزركشة بأوراق الكوروشيه الملونة من «العيدية».. وهل يستمتعون الآن بالنيل وركوب «الفلوكه» أو الأتوبيس النهرى للذهاب إلى القناطر.. وهل يتنزهون بشغف فى حديقة الحيوانات أو فى الملاهي؟!
كثير من العادات والتقاليد الجميلة لم تعد موجودة وتبدلت.. ولم يعد أى ساكن فى الأبراج الشاهقة يعرف من جاره.. وللأسف انتقل ذلك من القاهرة والمدن إلى القرى والنجوع فلم يعد هناك «بيت العيلة» الذى يجمع الأهل والأسرة.. بل لم يعد هناك «كبير!!».
عموماً فى كل الأعوام.. وكل الأعمار.. وكل العصور.. ما أجمل أيام الأعياد.. أدعو الله أن يديمها على المصريين ويفرحهم بها!!
الثانوية العامة.. جزء من تطوير التعليم
>> يستأنف طلاب الثانوية العامة امتحاناتهم بعد انتهاء الأجازة.. حيث انتهوا من المواد التى لا تضاف إلى المجموع.. وسيبدأون الدخول فى الجد وما ستحدد الدرجات التى يحصلون عليها فى كل مادة مستقبلهم والكلية التى سيلتحقون بها!!
تغير الزمن.. وأصبحنا فى عالم يحاول غزو الفضاء بعد أن هبط الإنسان على القمر وهبطت مركبة على المريخ.. وفى عصر التكنولوجيا والاتصالات والمعرفة والأقمار الصناعية مازال امتحان الثانوية العامة يمثل «البعبع» لكل أسرة ويجبر كل طالب على الحفظ واللجوء إلى الدروس الخصوصية للحصول على الأسئلة المتوقعة وإجاباتها النموذجية من «تجار الامتحانات»!!
لا ننكر وجود تطوير على نظام امتحان الثانوية فى السنوات الأخيرة.. لكنه فى النهاية هو امتحان واحد مطلوب أن يحدد مستوى الطالب واستيعابه وهل هو يستحق الالتحاق بكلية معينة أم أن مجموعه فقط هو الذى يحدد مصيره وليس إمكانياته واستعداداته وقدراته ومواهبه؟!
كشف وزير التعليم عن ملامح نظام الثانوية الجديد الذى لن يطبق من العام القادم.. وسيتم فيه إلغاء شعبتى العلمى والأدبى وبدلاً من ذلك ستكون هناك مسارات أربع للقطاع الطبى والهندسى والذكاء الاصطناعى والعلوم الإنسانية.. ولا ندرى هل تم الاتفاق على هذا النظام أم أنه مجرد اقتراح قابل للحوار والنقاش المجتمعي.
لا يهم اسم النظام الجديد هل عن طريق «التابلت» أو «البابل شيت» أو الأسئلة.. نريده يعتمد على البحث والمناقشة والحوار والتفكير وتبادل الآراء بين المعلم والتلميذ.. ولا يغفل قدرات كل طالب ومواهبه واختلافه عن غيره.. ويتيح له إثبات شخصيته وحرية اختيار ما يدرسه بشرط عدم إغفال المعلومات العامة فى مختلف المجالات.. والأهم أن يصل إلى كلية يكون خريجها متوافقاً مع سوق العمل للتخلص من البطالة ويجد كل خريج عملاً فور إنهاء دراسته فى المجال الذى يحبه ويجيده فيساهم بحق فى تكوين مستقبله وبناء الوطن!!