فى حضانة المستقبل استقبلنا الأطفال بالورد ذى الألوان المتنوعة والتى صنعوها بانفسهم من الورق المقوى ومن داخل احدى قاعات الأطفال الرضع وجدنا بعضاً من الأطفال يتجولون على الارضيات المغطاة بالفوم المضعوط وقد تركوا لهم مطلق الحرية للعب واستكشاف البيئة حولهم باستخدام المكعبات المنتشرة فى الاركان والالعاب المصنوعة من القماش والاشكال الهندسية والاستماع الى الموسيقى مع التركيز على مراقبة مدى التفاعل بين الاطفال الرضع واكدت الميسرات ان الاستراتيجية الجديدة والتى يتم تطبيقها على الاطفال من سن يوم الى عامين كان لها اثر كبير فى اكتشاف الانفعالات العاطفية والاجتماعية وتطوير مهارات التواصل واللغة والقدرات البدنية والادراكية مما يسهل معه فيما بعد اختيار طريقة التعامل المناسبة فى التوجيه والتقييم.
تشير صباح عبد الحميد مديرة حضانة المستقبل بالعبور قائلة تم بالتنسيق مع الوزارة وهيئة التعاون الدولية (الجايكا) منذ عام تقريبا والتى حرصت على التواصل مع الاطفال داخل الحضانة والوقوف على احتياجاتهم وتوفير كافة وسائل التعلم من خلال اللعب حيث تم توزيع العديد من الخامات التى من شأنها مثلا تعزيز استراتيجية اللعب فى الأركان بحيث يختار الطفل ركن اللعب المفضل لديه مثل ركن الكتب أو ركن المكعبات وغيرها من الاركان التى تنمى حب الاستطلاع والشغف لذلك تم تعزيز الحضانة بالعاب من ادوات المطبخ والمكعبات والخضراوات والفاكهة من القماش اما بالنسبة لفصول الرضع فقد عملت الهيئة على فرش أرضيات جميع الفصول بالكامل بالقوم حتى يتسنى للطفل الرضيع ان يترك السرير الصغير وينطلق نحو الأرض مما يتيح له الفرصة للاستكشاف الآمن كما تم توزيع حقيبة كبيرة لهم وبالتعاون مع الوزارة تم تدريب الميسرات ورفع كفاءتهم لتنفيذ منهج التعليم عن طريق اللعب.
وكان اللقاء مع نادية محمد ميسرة داخل الحضانة والتى تعمل فى مجال الطفولة منذ 23 عاما ويلقبها الجميع بالفنانه والمبدعه فقد قامت بعمل مجسم لبيت المقدس والمسجد عن طريق الكراتين الورقية وتلوينها مع الاطفال وحصلت على شهادة الجايكا بعد استكمالها الدورات المستهدفة «التعلم من خلال اللعب» وقد قامت باطلاعنا على حقيبه الميسره التى استلمتها لعمل الانشطة مع الاطفال والتى تحتوى على مجموعة من الورق الملون والكريشة والقماش ومقصات وادوات لاصقة وغيرها من الخامات كما انها استفادت من برامج إعادة التدوير وصنعت العاباً متميزة من علب الزبادى وزجاجات المياه البلاستيكية وبالفعل فان فصلها تحول الى كرنفال للعب الاطفال.
وهذا ما اكدته زينب رزق ميسرة وتعمل بالحضانة منذ 9 أشهر ومسئولة عن فصل الرضع تقول تم وضع فوم على الارضيات حتى نستطيع ترك الاطفال للتحرك والانطلاق ليستكشفوا البيئة حولهم فى أمان ينمى قدرتهم الحركية من خلال التركيز ولمس الأشياء بأيديهم ونقوم ايضا بتشغيل الموسيقى لمساعدتهم على التعرف على الاصوات من خلالها .
وباستطلاع آراء الأمهات ومدى تاثر اطفالهم بالنظام التعليمى الجديد تقول زينب عبده والدة الطفلة ياسمين ان نجلتها كانت لا تعرف الأشياء ولا تستطيع نطقها بطريقة صحيحة وبالتحاقها بالحضانة أصبحت تستطيع القراءة وكنت فى البداية معترضة على نظام الحضانة كيف يتعلم الطفل من خلال اللعب فقط وبعد عدة أشهر لاحظت الفرق بين نجلتى ونظيرتها من الاطفال فى العائلة وهم فى نفس السن لكن الفرق واضح فعلا وشعرت وقتها اننى اسير مع نجلتى فى الاتجاه الصحيح.
وشاركتها الراى صباح حمدا لله قائله أهم ما يميز الحضانة الاهتمام الكبير من قبل الميسرات واهتمامهم باكتشاف وخلق الموهبه داخل كل طفل لدرجة ان كل طفل اثناء وقت الانصراف لا يريد ترك الحضانة لانها اصبحت مكان ممتع يلعبون ويجدون فيه البهجة والسعادة.
أما زهو عبد الغنى من سوريا ووالدة الطفلين معتز ومعتصم تقول سعدت جدا لوجود حضانة بها كل هذه الامكانيات ونظام التعليم الجيد الذى يعتمد على تنشيط فكر الطفل ليبدع ويخرج احسن ما عنده مع الاهتمام بسلوك الاطفال فى التعامل مع بعضهم البعض ومع اولياء امورهم.