تعرض الأطفال للتكنولوجيا الحديثة يمنحهم العديد من المميزات، من بينها التطور المعرفي الأسرع، والإبداع وحرية التعبير، وبناء العلاقات، ومهارات حل المشكلات، واكتشاف القدرات والمواهب، وزيادة الاهتمام البصري، فالهواتف الذكية، والشاشات التفاعلية، ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت متأصلة في الحياة اليومية للأطفال، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن استخدام مثل هذه التقنيات، قد يكون له آثار ضارة خطيرة على صحة الأطفال في المدى الطويل، مما يؤثر في الصحة العقلية، وزيادة احتمال إصابة الأطفال بالسمنة، ومشكلات سلوكية، وعدم انتظام النوم، وضعف الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى التنمر والاستغلال الإلكتروني للأطفال.
ووفقًا لبحث أجرته إحدى الشركات المتخصصة في حماية الأطفال عبر الإنترنت أن 82% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا لديهم ملفات شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.
ومع تزايد الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت، أصبحت المخاطر التي يتعرض لها الأطفال كبيرة ومتزايدة، وتُظهر أبحاث اليونيسف أن المخاطر تختلف اختلافًا كبيرًا حسب البلد، وأن مدى الضرر الناجم عن هذه المخاطر يعتمد على عدد من العوامل، مثل مرونة الأطفال، ودعم الوالدين، والمهارات الرقمية (مثل القدرة على إدارة إعدادات الخصوصية).
لكن الرقابة الأبوية على الأطفال تلعب دورًا كبيرًا في تقليل مخاطر الإنترنت، فهى تُعد بمثابة “الحارس الإلكتروني” فلا ينبغي أن يقضي الأطفال وخاصة الصغار الوقت أمام الشاشات بمفردهم، ولا بد من مراقبة الطفل أثناء استخدامه للأجهزة التكنولوجية، والتحقق من قوائم الأصدقاء، وسجل الإنترنت الخاص بالطفل لمعرفة مواقع الويب التي يزورها.. مع ضرورة مراجعة التطبيقات الجديدة ومنصات الوسائط الاجتماعية والألعاب قبل تنزيلها أو استخدامها.
ومن المهم التواصل المفتوح والصادق والمباشر مع الطفل، وتشجيعه على التحدث بانتظام عن تجاربه عبر الإنترنت، وتطبيقاته المفضلة أو أحدث مقاطع الفيديو التي شاهدها، ومن المهم أيضًا استخدام لغة بسيطة وأساسية لشرح بعض الأشياء السيئة التي يمكن أن تحدث عبر الإنترنت وأهمية توخي الحذر أثناء استخدام الأجهزة، بالإضافة إلى مساعدته على فهم ما يجوز مشاركته عبر الإنترنت، وما لا يجوز مشاركته، ومن يجوز مشاركة المحتوى معه، وإبلاغه أنه لا ينبغي أبدًا مشاركة المعلومات الشخصية مثل الاسم ورقم الهاتف وعنوان المدرسة أو المنزل والصور عبر الإنترنت.