أكد د محمد المحرصاوى نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجى الأزهر أن علماء الأزهر وطلابه كتبوا تاريخا من الشرف فى دعم القضية الفلسطينية.. مشيرا فى حواره لـ»لجمهورية الأسبوعي» أن الدماء المصرية شاهد على حماية مصر لفلسطين وقضيتها منذ وقعت النكبة الفلسطينية على يد العدوان الغاصب .
> كيف ترون دور الأزهر فى دعم القضية الفلسطينية؟
>> دور الازهر الشريف لا يخفى على العالم كله منذ وقوع الأزمة الفلسطينية حيث كتب علماء الأزهر تاريخا من الشرف والوطنية فى دعم القضية الفلسطينية، حيث قام علماء الأزهر وأئمته خلال تلك العقود الماضية بعقد مؤتمرات دولية حضرها رموز سياسية ودينية عالمية بهدف تشكيل ضغط دولى على الكيان الصهيونى المغتصب ، ومؤخرا عندما ووقعت الواقعة فى أحداث غزة كانت كلمات الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب أقوى من طلقات المدافع فى هدم الكذب الإسرائيلى الذى خدع به الإعلام العالمى الحريص على الإنصاف، لم يقف الأزهر موقف الدفاع اللفظى مكتفيا بالبيانات أو التدوينات عبر السوشيال ميديا، وإنما انطلق علماؤه وطلابه يجمعون من مدخراتهم لتجهيز القوافل الإغاثية لدعم الصمود الفلسطيني، فخرجت من جامعة الأزهر قوافل عديدة بتبرعات من أعضاء هيئة التدريس والعمال والطلاب، كما أرسل بيت الزكاة والصدقات برئاسة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب أضخم القوافل الإغاثية المتتابعة، وتواصل الإمام الأكبر مع المنظمات والهيئات العالمية لتوفير أكبر قدر من الدعم والمساعدات، وهذا يقين الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فى دعم المستضعفين فى ظل الصمت العالمى والكيل بمكيالين من المنظمات المسؤولة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، درجة أن القوى العظمى صاحبة حق « الفيتو» بمجلس الأمن يستخدمون ذلك الحقق فى يتبديد أية جهود دولية لإدانة الإجرام الصهيوني، وهذا كله يعد وصمة عار فى جبين الإنسانية، ففى الوقت الذى ندعو فيه إلى الأخوة الانسانية، نجد هناك من يناهض هذا بالقتل والتدمير للأطفال والنساء واستهداف المستشفيات والمباني.
> ما تقييمكم للدور المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية؟
>> منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضى فإن القيادة السياسية المصرية تصل الليل بالنهار رغبة فى تخفيف الضغوط عن الشعب الفلسطينى وتحملت م الضغوط ما تنوء به القوة أولو العصبة، لكنها رفضت المساومة أو المقايضة على الحق الفلسطيني، وقد سارعت القيادة السياسية المصرية بتخصيص آلاف الأطنان من السلع الغذائية والطبية لدعم أبناء فلسطين، وستبقى مصر فى ظهر القضية الفلسطينية حتى يأتى وعد الله بالنصر والتمكين لأصحاب الحقوق، وذلك قدر مصر بأن تكون فى نصرة الحق ودعم المغلوبين، وذلك لأن العقيدة العسكرية المصرية تؤمن بالشرف وتأبى العدوان أو الطغيان.
> هل تراجعت قوة مصر الناعمة؟
>> هذا كلام مغلوط تماما تطلقه الكتائب الإلكترونية المأجورة الراغبة فى تحطيم الذات لدى الشباب، فقوة مصر الناعمة تطورات الفترات الماضية من خلال الدعم السياسى من القيادة المصرية للمؤسسة الدينية التى استطاعت الوصول إلى أقصى الأرض من خلال علمائها المبتعثين لنشر صحيح الإسلام، وانشاء أكاديميات دولية فى الأزهر والافتاء والأوقاف تستقبل مئات المتخصصين من دول العالم، وتكتب المنظمة العالمية لخريجى الأزهر ملحمة واسعة من الربط بين قارات العالم، والأمر نفسه فى الفن والثقافة والإعلام والتعليم، فلا يجب أن ننساق وراء دعوات جلد الذات التى تصيب الإنسان بالاحباط وتجعله يغمض عينيه عن واقعه الذى يحمل بشائر الخير المستقبلى .
ما سر قوة الأزهر الذى تجعله يزدهر بين مؤسسات العالم الدينية؟
الأزهر الشريف يستمد قوته وازدهاره من منهجه الوسطى المعتدل ودعوته التعايش والمواطنة والاندماج الإيجابى بين الناس، ولن نبالغ إذا قلنا: إن الأزهر قبلة المسلمين الثانية التى يتوجه إليها طلاب العلم، ولن يستطيع مسلم أن يؤدى صلاته أو عبادته أو يتصالح مع نفسه ولا مع غيره ولا مع ربه، دون أن يعرف مبادئ دينه الصحيح، وأقصد هنا كلمة الصحيح، لأن هناك بعض المذاهب والاجتهادات المغلوطة المنحرفة الداعية إلى الكراهية والتشدد والعنف، وهذا التدين الصحيح موجود لدى الأزهر الشريف.