منذ نشأته فوق ثرى مصر وهو يحمل على عاتقه نصرة الدين ونشر علومه فى العالمين.. وفيه درس أبناء العالم الاسلامى من كل صوب وحدب.. وكان منهم من تقلد أرقى المناصب فى بلده وزراء ورؤساء حكومات بل رؤساء دول.. انظر جيداً إلى دول جنوب شرق اسيا ودول اسيا الوسطى تجد خريجى الازهر وجامعته ملء السمع والبصر فهؤلاء هم الطائفة التى عادت إلى دولها ونشرت صحيح الدين وعلى يدى هؤلاء اسلم الكثيرون من بنى وطنهم لما شاهدوه من اخلاقيات وسلوكيات غرسها فيهم الازهر بعلمائه وعلومه الدينية الوسطية السمحة.
> الأمر لم يقتصر على مجرد استقبال طلاب العلم من مختلف بلدان العالم الاسلامى فحسب بل إن الازهر الشريف هو احد اكبر القوى الناعمة المصرية ويحظى بتقدير واحترام كاملين فى جميع دول العالم الاسلامية منها وغير الاسلامية.. ويبرز دوره بوضوح تام فى القارة الاوروبية.. من خلال مبعوثيه الذين يوفدهم الازهر من خريجى كلية اللغات والترجمة التابعة لجامعة الازهر الدارسين لعلوم الاسلام المتبحرين فيها القادرين على ايصال المعلومة الصحيحة وهم من يستطيعون الرد على كل الشبهات المثارة حول احكام الشريعة الاسلامية.. وكم شاهدنا المناظرات الكثيرة التى كان يقودها علماء الازهر الشريف او من تخرجوا فى محرابه من غير المصريين وهم يبصرون غير المسلمين ويعلمونهم بحقيقة وجوهرة الشريعة الاسلامية التى ارتبطت لدى هؤلاء الاوروبيين بما يسمى بـلا«الاسلاموفوبيا» وكيف كان الاثر الايجابى لابناء الازهر فى هذا الشأن.. فكم من مناظرة شارك فيها الراحل فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى وكان سبباً مباشراً فى دخول الكثير من الاوروبيين الاسلام.. وكذا ما حدث فى الامريكتين.
ما ذكرته آنفًا قليل من كثير يقوم به هذا الصرح الكبير الذى كان له فضل كبير فى الدفاع عن الدين الاسلامى وعلومه امام الهجمات التى تعرض لها خاصة فى ازمنة الاستعمار البغيض.
من هنا فحين يخرج علينا احدهم ويقول ما نصه إن اللاعب الفلانى الذى يلعب فى واحد من اكبر اندية اوروبا الآن خدم الاسلام خدمة عظيمة تفوق ما يقدمه الازهر بعلمائه طوال تاريخه..!! بكل اسف كان هذا نص لاعب كرة سابق.. ولا ادرى من اين جاء فيلسوف التحليل الرياضى بهذا الرأى وكيف للاعب كرة حالى وحتى وان كان يلعب فى ارقى الاندية الاوروبية.. ان يقارن بصرح علمى فريد مثل الازهر مع كامل احترامنا لهذا اللاعب ولسمو اخلاقياته.. فنحن هنا لسنا فى مجال مقارنة بل هى قولة حق تقال.
العيب كل العيب ان يوضع الازهر فى مجال مقارنة بهذه الكيفية.. فالازهر القيمة والقامة لم ولن يكون فى يوم من الايام فى مجال مقارنة مع شخص اياً كان هذا الشخص.. فكم خرج الازهر من علماء افذاذ جابوا دولاً كثيرة وكانت لهم البصمة الواضحة على هذه المجتمعات ليس فى علوم الدين وفقط بل تعدى الامر ذلك إلى العلوم الدنيوية الاخرى فى الطب والهندسة وغيرها من العلوم ولعل آخر هؤلاء احد ابناء الازهر الذى كرم فى المملكة المتحدة فى مجال الطب.. وغيره كثير هذا هو الازهر وهؤلاء هم ابناؤه ولا عزاء للمتربصين امثال لاعب الكرة السابق.