«الانطلاق» كان محور ندوة «الجمهورية» التى أقامتها على هامش تكريم الفائزين فى مسابقة الجمهورية والأوقاف والتى جرت فى شهر ربيع الأول حول أخلاق الرسول صلوات الله وسلامه عليه..وحملت رسالة التنوير والوعى وبناء الوطن.
الحوار كان مختلفاً لأنه بين الدكتور العالم الكبير أسامة الأزهرى وزير الأوقاف والفائزين الذين طرحوا اسئلة فتحت ملفات وقضايا عديدة تحدث الوزير من خلالها عن خطته للفترة المقبلة وأولويات وزارة الأوقاف فى 2025.
الوزير الذى كان حريصاً على المشاركة وتسليم الجوائز للفائزين إيماناً برسالة الصحافة ودعماً للفكر التنويرى والتواصل مع القراء قال ان الفترة القادمة هى فترة الانطلاق فى مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الديني.
الندوة بدأت بكلمة من أحمد أيوب رئيس تحرير الجمهورية حيث أكد أن د. أسامة الازهرى حريص على المشاركة فى كافة المحافل التى تسهم فى رفعة الوطن ونشر الوعى المجتمعي، واصفة وزير الأوقاف بأنه أحد العلماء العاملين أصحاب الرؤية والفكر، وأصحاب الجهود المجتمعية، قبل أن يكون وزيرا، وأنه على مدى عشر سنوات كان هذا الرجل مقاتلا جسورا فى الدفاع عن الوسطية، حاملا سلاح المعرفة لحماية الوطن الذى تحدق به التحديات ويتربص به الأعداء بكل أسلحتهم، وقد استطاع أن يكون أحد أسباب تحصين العقل المصري، معلنا أن الجمهورية تتخذ تقليدا جديدا حيث تجعل الحوار بين الوزير وبين المواطن حتى يكون حوارا مجتمعيا نابضا بالمكاشفة.
وقبل أن يبدأ الفائزون حوارهم سألت «الجمهورية» وزير الأوقاف عن أهم الجوائز التى حصل عليها فى حياته ؟
قال الوزير فى اجابته: «إننى أشكر جريدة الجمهورية على هذه الدعوة التى أشرف من خلالها أن أكون فى هذا المنبر الإعلامى العريق، الذى ظل على مدى سبعين عامًا ينشر الوعى والثقافة، وكم ضم من أقلام كبار وعقول مصرية عظيمة وقامات فكرية يعتز بها الوطن ونعتز بها، واشرف أن كنت واحدًا من كتَّاب هذه الجريدة على مدى زمن طويل ولى الشرف أن أكون على تواصل مع هذا المنبر العريق.
أهم الجوائز
ثم كشف وزير الاوقاف عن أهم جائزة يعتز بها «أيما اعتزاز» وقال إنها كانت فى دراسته بالسنة الأولى بكلية أصول الدين.. حيث كان مقربًا جدًا لأحد أساتذته الذى تعلم منه الكثير، وكان عالمًا جليلًا يجلس بجواره على المنصة ليقرأ للطلاب ويقوم أستاذه بالشرح وكان عدد الطلاب 1200 طالب فى المدرج، كلهم يعرفونه ما جعله مميزا بين زملائه، وكان أستاذه يشجعه وكان كثير المشاغبة معه، والمشاغبة بمعنى «الحوار والجدل» حول بعض المسائل ليستزيد من علمه، وكان مما قاله له أستاذه تشجيعا منه:» ما سئلت فى شيء فأجبت وأجاب عنه أسامة إلا كانت إجابة أسامة أوفي»، وهذا القول جائزة فى حد ذاتها، لأنه صادر من كبار العلماء، وإن دل قوله هذا على شيء فإنما يدل على عبقرية العالم فى التشجيع والتحفيز، وكذلك تواضعه، ومما أذكره من جوائز حينما مَرَّ فى القراءة شاهد من شواهد الشعر: وهو قول الشاعر
أَخْلِقْ بِذى الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بحاجَتِهِ.. ومُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوابِ أَنْ يَلِجا.
حيث طلب أستاذة من الطلاب إعراب كلمة «مدمن» والتى لها أكثر من وجه إعرابي، فقلت أجيب؟ فقال: لا، وقال: من يجيب فله مكافأة مالية مقدارها «جنيه» وأخرج جنيهًا ورقًيا جديدًا، وقال هذه جائزة من يجيب، فلم يستطع الطلاب الوصول إلى كل وجوه الإعراب، فطلب منى إعرابه فأعربته فمنحنى الجنيه، والحقيقة أن هذه الجائزة العظيمة لم تكن فى حجم الجائزة المترتبة عليها ألا وهى رؤية السعادة فى عينى أبى وأنا أحكى له هذه الواقعة بعد أن عدت إلى بلدى نهاية الأسبوع.
لتكون هذه هى الجائزة الأعظم فى حياة الوزير
وكانت الخطوة التالية فى اللقاء والتكريم انتقال وزير الأوقاف للإجابة على أسئلة الفائزين ومداخلاتهم دفعة واحدة ليجيب عنها بعد سماعها.
عودة الكتاتيب
فى البداية دعا علاء محمد من بسيون فى محافظة الغربية «وزير الأوقاف» أن تشمل مبادرة عودة الكتاتيب بعض الشرائح الاجتماعية، مثل ذوى الهمم وكبار السن الذين لم يحظوا بقسط من التعليم، وأن تقوم الأوقاف بضم الواعظات إلى مبادرة طرق الأبواب لأنهن أقدر على هذا العلم خاصة فى المناطق الريفية
وأبدى الفائز عبد الله فوزى شبل « من القاهرة»، سعادته لمقابلة وزير الأوقاف، مؤكدا أنه من أبطال حرب أكتوبر الذين حرروا الأرض من يد العدو الصهيونى الغاصب فى حرب الكرامة والعزة، داعيا إلى تأصيل الثقافة الوطنية فى قلوب ونفوس المواطنين الذين يواجهون سيلا جارفا من الأكاذيب عبر كتائب السوشيال ميديا تسعى إلى تشكيكهم فى الانتماء الوطنى
وطالب الفائز حسنى على شاهين «الدقهلية» فى مداخلته.. أن يكون تركيز الأئمة والخطباء على الجانب الأخلاقى فى الفترة المقبلة، من اجل زيادة الوعى بأهيمة الأخلاق.
وطلب الفائز احمد عبد العظيم ابو العز «المنوفية» من وزير الأوقاف، أن تكون مجلة منبر الإسلام الصادرة عن الأوقاف منتظمة فى ميعاد صدورها مشيدا بما تقدمه من مادة فكرية
أما الفائز شوقى حسن محمد راضى القليوبية اشتكى إلى وزير الأوقاف أن بعض الأئمة لا يجيدون حفظ القرآن
وإجابات الوزير
فى أجابته قال الدكتور أسامة الأزهرى، إن فكرة تطوير الكتاب وضم عناصر أخرى إليه فكرة جيدة وسوف نعمل عليها فى الفترة القادمة مبينا أن عودة الكتاتيب بدأت من قرية بمركز تلا بالمنوفية وبعدها كفر الشيخ وبدأت باقى المحافظات تتابع الطلب فى تبنى الأوقاف لمشروع الكتاتيب الحضارية التى تختلف عن السابق فى أن الطالب يذهب إلى الكتاب من أجل تحصيل العلوم وفق برنامج علمى للحفظ وتأهيل الطلاب علميا ومعرفيا ووطنيا حيث يبدأ الكتاب صباحا بالدعاء للوطن وينتهى مساء بالدعاء للوطن.
واضاف وزير الأوقاف: «قمنا بالتعاون مع بنك الطعام المصرى ومؤسسة مصر الخير ووزارة التموين وسنعقد بروتوكولات تعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، حتى يكون الكُتَّاب بمثابة مدرسة مصغرة، والهدف فى النهاية تأصيل الفكر الصحيح فى نفوس الطلاب وهذا سوف ينعكس إيجابيا على بناء الشباب. وقال إن هذا المشروع يؤكد أننا نعمل فى دولة مؤسسات الجميع يتكامل لأجل الهدف الوطنى فى النهاية .
منظومة العاملين
وردا على مطلب الارتقاء بمستوى الأئمة أكد وزير الأوقاف أن الفترة المقبلة سوف تشهد حالة من الارتقاء الشامل بمنظومة العاملين فى الأوقاف من خلال تنمية مواهبهم العملية والفكرية والسلوكيةـ، منذ فترة قام أحد الإعلاميين دخل مسجدا من مساجد الأوقاف، أبدى الاستياء من سلوك العامل،فقمت بدعوة هذا الإعلامى لمكتبى واعتذرت له بشكل شخصي، وبعدها قمنا بعقد دورات تدريبية للعمال حتى يحسنوا التعامل مع ضيوف بيت الله تعالي، وان رواد المسجد هم ضيوف الله وعلى من يتشرفون بهذه المهمة حسن استقبال هذا الضيف الكريم ونفذنا هذه الدورات فى محافظات: القاهرة، والبحيرة، وأسوان، ومستمرون حتى يتم تدريب كل العمال على حسن استقبال المصلين وقد قلت لمديرى المديريات عندما تنفذون دورة تدريبية علموا العمال الانضباط الإدارى المتمثل فى الحفاظ على المسجد نظيفًا مهيئا لاستقبال المصلين والامر الثانى منتهى الكرم لضيوف الرحمن فالمصلى ضيف رب العالمين.
وفى تعليقه على سؤال الفائز شوقى حسن الذى تساءل عن سر الاختلاف فى نهاية آيتى سورة الكهف اللتين جاءتا على لسان سيدنا موسى حيث قال مخاطبا العبد الصالح عندما خرق السفينة « لقد جئت شيئا إمرا» وعندما قتل الطفل قال:» لقد جئت شيئا نكرا»
قال الدكتور أسامة الأزهري: «فى سورة الكهف لمن يتأمل يجد عجبًا فمثلا سيدنا موسى يقول « أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا « ومرة أخرى قَالَ» أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْراً» وكذلك فى تفسير ما حدث نجد العبد الصالح يقول» مرة « فأردت ومره «فاردنا» ومرة» فأراد ربك « ومرة يقول:» ذلك تأويل ما لم تسطع « ومرة تستطع، والعجيب أنه ورد فى بعض الآثار أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: وددت لو أن أخى موسى صبر ليَقُّص الله علينا من أخبارهما «، والعلماء يقولون: لو أن سيدنا موسى صبر على الخضر لعَلَمَّه من هذه المسائل ألف مسألة، وليس ثلاثاً، وكما يقول العلماء: إن المواقف الثلاثة التى مَرَّت بموسى مع سيدنا الخضر حدثت قبل ذلك مع سيدنا موسي، فإذا كان سيدنا موسى قد تعجب من خرق السفينة خشية أن تغرق بمن فيها، فقد ألقته أمه رضيعًا فى اليَّمِ ولم يَغْرَق، وكأنه يقول له:أتخاف عليهم وهم فى السفينة، وأمك ألقتك فى اليم رضيعًا وأنجاك الله، وكذلك تعجبه من قتل الطفل، فقد قَتل موسى أيضا، وكذلك إصلاح الجدار دون انتظار أجر، فقد قام سيدنا موسى بسقى الغنم لأبنتى شعيب دون أن ينتظر أجرًا، لكن الشاهد أن القرآن الكريم على لسان سيدنا موسى قال «إمرا « فى خرق السفينة يعنى مؤامرة، وهو ما يبدو من الفعل، فسيدنا موسى يقول للخضر وهو يرى خطرا محتملًا بسبب خرق السفينة أنه يرى فى ذلك تآمرًا على ركاب السفينة أما فى قتل الغلام، فالخطر يقينًا لا لبس فيه فاستخدم كلمة «نكرا» فالفارق فى الأولى أن الضرر وارد والثانية الضرر حدث بلا لبس».
شكل حضاري
وحول اقتراح نفس المتسابق بضم فئات عمرية أكبر سنا للكتاتيب وكذلك ذوى الهمم قال وزير الأوقاف: إن الوزارة حريصة على تنمية الكتاتيب بشكل حضارى فيه تميز، وأن تكون الفكرة شاملة لجميع فئات العناصر الراغبة فى حفظ كتاب الله تعالي، ولذلك فإن هذه الفكرة جيدة وسوف يتم تنفيذها بضم جميع أبناء مصر من ذوى الهمم الراغبين فى حفظ كتاب الله تعالي، وهناك خطة استراتيجية للتوسع فى مشروع الكتاتيب حتى نقضى على الأمية العلمية والسلوكية والفكرية».
وحول مداخلة الفائز عبد الله شبل، الذى شارك فى حرب 1973م قال الوزير: «أنتم تاج رؤوسنا لو استطعنا أن نحملكم على رؤوسنا لفعلنا، وانت حاربت من أجل هذا البلد حتى يبقى عزيزا مرفوع الرأس راضيًا سعيدًا أن تقدم روحك من أجل هذا الوطن، فأنت الشهيد الحى فنحن نجل كل ابطال حرب أكتوبر وكل من شارك فيها ندين له بالوفاء والاحترام، وسوف نسعى إلى تعميق الانتماء فى فكر الأئمة وفق أسس صحيحة حتى يتمكن الأئمة من نقل تلك الأفكار إلى المواطنين بصورة صحيحة.
جهود الواعظات
وحول المطالبة بالإفادة بجهود الواعظات قال وزير الاوقاف «نحن لدينا عدد كبير من الواعظات وقد بدأنا نعمل تعاونًا فى العمل بين الواعظات والرائدات الريفيات فى وزارة التضامن الاجتماعى وبين فتيات الكنيسة سواء كانت راهبة أو مكرسة وبدأنا نموذجًا فى محافظة المنيا بأن يتم تشكيل فريق عمل عبارة عن واعظة من الأوقاف ورائدة ريفية من التضامن الاجتماعى واثنين من الكنيسة وهؤلاء الأربعة ينطلقون إلى القرى للحوار مع السيدات الريفيات فدور الواعظات سيكون مهمًا وواسعًا فى الفترة القادمة كمًا وكيفًا وقد شاركن فى مبادرة طرق الأبواب مشيرًا أن هذا العمل سيتم توثيقه من خلال مجلة› وقاية» التى تصدرها الأوقاف وكان ذلك اقتراحا للمتسابق علاء».
منبر الإسلام
وفى تعليقه على سؤال الفائز حسنى شاهين الذى شكا من تأخر إصدار مجلة منبر الاسلام عن موعدها المعروف كل شهر، أكد وزير الأوقاف أن ذلك التأخير كان يحدث لأسباب فنية لكنى ما دمت متابعًا ومهتمًا بالمجلة فنبشرك أننا قمنا بجمع المجلة منذ 1960 أى على مدى 64 سنة بل وقبل ذلك، وقد فوجئت أن المجلة لم تصدر منذ إنشاء المجلس 1960 فقط بل قبل إنشائه تحت مسمى «مجلة المساجد» وتحتها عنوان صغير «منبر الاسلام» منذ 1943 وفى الستينات أصبحت تحت مسمي» منبر الاسلام « فقط بعد إنشاء المجلس على يد الدكتور توفيق عويضة وسوف نصدرها فى مجلدات ليستفيد منها الباحثون وكذلك محبو الثقافة وسوف تصدر فى 120 مجلدا بها كنز علمى لعلماء أفذاذ بل بها ذاكرة الأمة وسوف نجعل منها نسخا p.d.f مثلما ستكون هناك نسخ ورقية.
وحول حكم المختلعة هل لها عدة أم لا، قال وزير الأوقاف: تختلف الفقهاء على رأيين منهم من اعتبر الخلع طلاقا ومنهم من يرى أن المختلعة عدة ومنهم من اعتبره فسخا للعقد حيث يرى أنه لا عدة لها.
دور الوزارة
وعن سؤال لـ «الجمهورية» حول دور الأوقاف فى الفترة القادمة..
قال الوزير:» إن دور الأوقاف فى الفترة القادمة البناء على ما سبق من جهود، ويمكننى أن أقول إن دور الأوقاف يتلخص فى كلمة «الانطلاق»، وفرق كبير بين العمل والأداء وبين الانطلاق، فنحن الآن نواجه الفكر المتطرف وتحصين المصريين والمواجهة الجادة لكل منابع التطرف، وهو عمل عاجل وسريع حتى نتفرغ للتحديات الروحية والأخلاقية الكبيرة فهناك الإلحاد، وهناك الإدمان، وهناك التنمر، وهناك التحرش، وهناك التسرب من التعليم، وهناك الزيادة السكانية، والزواج المبكر، والأمية، وعشرات من الهموم نحتاج أن نعمل على مواجهتها لانتشال المجتمع منها، أضف إلى ذلك أننا فى أَمَّسِ الحاجة إلى إعادة ترميم الشخصية المصرية وبناء الإنسان المصرى القوى الواثق القادر على مواجهة الشدائد والأزمات المُعْتَّز بوطنه،الانسان المتحضر الذى يواجه مشكلاته بعلم، يعنى مش غرقان فى شبر ميه.
العمل الجماعي
وعن التنسيق مع الكنيسة كجزء من فلسفة العمل الجماعى قال الأزهرى إننا عملنا برنامجاً مشتركاً لترشيد استخدام المياه مع وزير الرى ووقعنا بروتوكول تعاون وذهبنا إلى قداسة البابا تواضروس من أجل التنسيق مع الكنيسة ثم ذهبنا أيضا إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والملف فى الأساس ملف وزارة الرى لكن التوعية مسئولية الأوقاف بالتنسيق مع الثقافة والتعليم وقد تم التنسيق أيضا معهم».
وأضاف الوزير أن الشاهد أن ترشيد المياه وغيرها من القضايا يخص كل أبناء الوطن وبالتالى يجب التعاون الكامل بين المؤسسات لتحقيق الهدف سواء فى ترشيد المياه أو غيرها ومنذ عدة أيام ذهبت إلى بنى سويف لزيارة مسجد السيدة حورية لافتتاح تجديداته ففوجئت برجال الكنيسة فى استقبالى أمام المسجد للتهنئة بافتتاح المسجد، والاكرام يقابل بإكرام فأخبرتهم برغبتى فى زيارة اسقف بنى سويف الانبا غبريال الذى استقبلنى استقبالا حارا حافلا وكان المحافظ موجوداً. وقد شعرت فيه بأن كل القلوب تهتز.. وأن هناك روحا جميلة تسرى فى القلوب وبعد أن انتقلنا من الكنيسة إلى الفندق «مقر الاحتفال» فوجئت بالنائب الموقر نادر نسيم «المسيحى الديانة» وعضو مجلس الشيوخ يعلن تبرعه بنصف مليون جنيه إسهاما منه فى تطوير المسجد.
وأشار الدكتور الأزهرى إلى أن هذه روح مصرية خالصة فليس بعيدا ما حدث فى افتتاح الكاتدرائية ومسجد الفتاح العليم فى العاصمة الإدارية حيث فوجئنا بالامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يلقى كلمة الافتتاح فى الكنيسة وقداسة البابا تواضروس يلقى كلمة الافتتاح فى المسجد لأننا نعمل فى دولة مؤسساتها متعاونة ونحن إخوة وطن وديننا يعلمنا ذلك والقرآن الكريم يأمرنا بالتعاون والبر باخواننا فى الوطن وكذلك السنة القولية والعملية تأمرنا بذلك بل وتحضنا على ذلك وتحذرنا من التخلى عن ذلك.
اعياد المسيحيين
وهنا طرحت «الجمهورية» سؤالاً عمن ينكرون على المسلمين تهنئة إخوانهم المسيحيين بالعيد؟
وقال الوزير: كما نفرح بمولد سيدنا محمد نفرح بمولد سيدنا عيسي، كما نفرح بميلاد جميع الأنبياء فميلادهم جميعا رحمة للإنسانية ونحن نفرح بهذه الرحمة ونهنئ أنفسنا بها».
حول سؤال للزميل الكاتب الصحفى ماهر عباس مدير التحرير من تناول وجود بعض فلول التشدد فى بعض المساجد وما هى خطط الأوقاف للتخلص من ذلك، وكذلك مسؤولية المسجد عن رفع مستوى الوعى للمواطن عن القضايا والتحديات التى تواجه مجتمعنا
قال الدكتور الأزهري: «لا شك أن هناك بعض فلول التشدد فى بعض المساجد وهو ما نحرص على علاجه فى الأوقاف بشكل مستمر ودائم من خلال الدورات التدريبية للأئمة والتى تتضمن نقاشات وحوارات علمية هدفها توضيح وتبسيط حقيقة هذا الدين الذى جاء لييسر على الناس حياتهم لا ليشق على الناس أما مسؤولية المسجد فى توعية المواطنين بالتحديات التى تواجه المجتمع، فهناك برنامج عمل محدد ومدروس ضمن البرنامج العام لمؤسسات الدولة كلها، فنحن ننشر الوعى بالتحديات من خلال الدروس والندوات والقوافل الدعوية والمقالات بهدف محاصرة كل فكرة منحرفة، ونشر ما هو صواب، وتحصين العقل المسلم ضد السموم الفكرية وما أكثرها خصوصا فيما يتعلق بما يحدث حولنا، فقد رأينا سوريا والعراق والسودان وغيرها من الدول» فما زالت مثلا «بوكو حرام» فى نيجيريا وما زالت» داعش» فى بعض الدول من حولنا يخطئ من يظن أن التشدد والإرهاب قد انتهى ..الحقيقة التى لا شك فيها أننا كمصريين أحرزنا انتصارا فى الفترة الماضية بحماية البلد لكن الحرب الفكرية ما زالت على أشدها وهو ما يجب ألا يغفل عنه أحد».
وطرح الزميل علاء معتمد مدير عام التحرير سؤالً حول مسئولية الأوقاف عن المرحلة السنية التى تتجاوز الخمسة عشر سنة خاصة وأن جهود الأوقاف فى الكتاتيب تتعامل مع مرحلة عمرية أقل مع علمنا أن اختطاف الجماعات المتشددة للشباب تبدأ فى الجامعات والمرحلة الثانوية فهل هناك برامج لمثل هذه المرحلة العمرية.
كشف الوزيرأن: «هناك تنسيقاً فى المرحلة القادمة مع وزارة التعليم والتعليم العالى من خلال المقررات الدراسية والندوات والمسابقات من خلال القوافل وسوف تكون هناك آلية جديدة لإنجاح هذه البرامج سوف نعلنها قريبا ..فنحن نريد أن نرى فجرا جديدا».