تطفئ نيران التشدد.. وترسخ الوعى المستنير لدى الشباب
كشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف والشئون الدينية عن أن الوزارة تسعى لوضع رؤية إستراتيحية شاملة لمواجهة الفكر المتطرف وتحديث الخطاب الدينى من خلال عقد لقاءات مع خبراء فى عمل النفس والاجتماع والقانون والإعلام
أشار فى جلسة مجلس الشيوخ أمس للرد على طلبات المناقشة المقدمة من الأعضاء بشأن تجديد الخطاب الدينى إلى أن الوزارة اعتمدت إستراتيجية من أربعة محاور رئيسية، وهي: مواجهة الفكر المتطرف وتفكيك خطاب التكفير والعنف عبر تعبئة كافة إمكانيات الوزارة فى جميع أنحاء مصر ومكافحة التطرف اللاديني، من خلال مواجهة الأفكار المضادة للدين بجرأة، على غرار مواجهة الإرهاب وبناء الإنسان، تماشيًا مع توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ 2018، بالتعاون مع مختلف الوزارات لتعزيز التنمية فى التعليم والصحة وسوق العمل وصناعة الحضارة، عبر خطاب دينى يعزز الاعتدال، ويبنى الإنسان، ويسهم فى النهضة العلمية والتعليمية.
أكد «الأزهري» أن هذه المحاور تهدف إلى إطفاء نيران التطرف، وترسيخ الوعى الدينى المستنير لدى الشباب، وإعادة بناء الحضارة من خلال البحث العلمى والمعرفة.
تضمن جدول الأعمال، طلب النائب علاء مصطفي، وأكثر من عشرين عضوًا من الأعضاء، استيضاح سياسة الحكومة، بشأن «مكافحة التطرف الدينى وتعزيز ثقافة التسامح فى مصر فى خضم التطورات المتسارعة التى يشهدها العالم.
واستيضاحًا لسياسة الحكومة بشأن «دور الوقف الخيرى فى دعم المؤسسات العامة وتحقيق التنمية المجتمعية المتكاملة».
قال النائب محمد شوقى العناني، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ، إن تجديد الخطاب الدينى يمثل ركيزة أساسية لاستقرار الدولة وتماسك المجتمع، مشيراً إلى أن غياب خطاب دينى متين يفتح الباب لأنماط تدين منفصلة عن مقاصد الشريعة مطالباً بضرورة التنسيق بين الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف لضمان تكامل المرجعيات وأهمية تطوير خطاب دينى يعكس روح الإسلام وينفتح على أسئلة الواقع.
كما طالب العنانى بإعادة تقييم معايير تأهيل الدعاة وترخيص الخطابة وتطوير مناهج المعاهد الدينية لتخريج كوادر تجمع بين العلم الشرعى والوعى المجتمعى وبناء وعى دينى مستنير للنشء والشباب يتناسب مع متطلبات العصر.
قال المستشار بهاء أبوشقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، إن تجديد الخطاب الدينى هو مراجعة المفاهيم، وتنقية الفكر من الجمود والتطرف، وإعادة قراءة النصوص الشرعية فى ضوء فقه الواقع بطريقة معاصرة تتفق مع ثوابت الدين مع مراعاة متغيرات العصر.
أكد أبوشقة: أن هذا المشروع هو مشروع وطنى تشاركى تشارك فيه المؤسسات الدينية الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء، وكذا مؤسسات التعليم والثقافة والإعلام، ليصل إلى الأسرة والمسجد والشارع والمدرسة، وينتهى عند كل مواطن مسئول عن كلمة يقولها أو فكرة ينشرها. مشيراً إلى تأكيد الدولة بقيادتها السياسية الواعية دعمها الصريح لمؤسسات تجديد الخطاب، وفى تحركاتها العملية، مثل القرار الإستراتيجى بإخضاع أحدث دفعة من خريجى الأزهر الشريف لتدريب مكثف داخل المؤسسة العسكرية لمدة ستة أشهر، بهدف تأهيلهم وطنيًا وفكريًا ونفسيًا، وتحصينهم ضد الاختراقات الأيديولوجية، وصقلهم بمهارات التوجيه والإقناع والانضباط، ليكونوا دعاة إصلاح لا وقودًا للتشدد.
أكد النائب هانى العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن تجديد الخطاب الدينى بات ضرورة ملحة لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال فى المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا فى هذا الملف الحيوى من خلال جهود مؤسساتها الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، لافتًا إلى أن الخطاب الدينى المعتدل هو خط الدفاع الأول فى مواجهة محاولات الجماعات المتطرفة لتشويه الدين واستغلاله فى تحقيق أهداف سياسية.
طالب باستمرار الجهود بشأن إعداد وتأهيل الدعاة والأئمة من خلال تطوير البرامج التدريبية للأئمة والدعاة ليكونوا أكثر وعيًا بقضايا العصر ومهارات التواصل مع الشباب والمجتمع، مع التركيز على الجوانب الإنسانية والاجتماعية فى الدين، و تنقية الخطاب من الموروثات المتطرفة من خلال مراجعة الكتب والمناهج الدينية وتنقيحها من أى فتاوى أو اجتهادات تعزز الفكر المتشدد أو تتعارض مع روح التسامح والاعتدال.