فاروق خورشيد هو ذلك الأديب والإذاعى والباحث الذى عاش حياته فى عالم عجائبى، عالم الأساطير والحواديت والأبطال الخيالين، وهو واحد من ابرز ما كتب عنهم الباحث المصرى فى التراث خطاب معوض فى كتابه «عظماء مصر» فقال عنه فى الصفحات التى تحمل اسمه انه كاتب أديب مسرحى وروائى وقاص وصحفى واذاعى وباحث ومدرس للأدب الشعبى والسير الشعبية فى العديد من الجامعات المصرية والعربية. ولد فى القاهرة فى مارس 1925 وتخرج فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الاول عام 1950. وقد بدأ فاروق خورشيد حياته العملية فى رحاب كلية الآداب جامعة القاهرة فور تخرجه وعمل بالتدريس ثم التحق بالإذاعة المصرية واشتهر بتقديم وتحرير برنامج مجلة أخبار الثقافة الذى كان يذاع على موجات اذاعة البرنامج الثقافى والتى كانت تسمى فى ذلك الوقت بالبرنامج الثاني، كما عمل مذيعاً بإذاعة البرنامج العام وترقى فى المناصب الإذاعية ليصبح مديراً لإدارة وحدة النصوص والتمثيليات فمراقباً عاماً للبرامج فى اذاعة الشرق الأوسط فمراقباً للبرامج الثقافية والخاصة والأحاديث ثم اصبح مديراً لإذاعة الشعب لكنه ترك العمل الإذاعى ليتفرغ للكتابة الادبية والإذاعية حيث تخصص فى دراسة وتدريس الادب الشعبى فى الجامعات. كما عمل بالصحافة حيث كان يكتب بجريدة الأهرام المسائى واصبح استاذاً للأدب الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون وعضواً بمجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون ورئيساً لاتحاد كتاب مصر. قام بتكوين الجمعية الادبية المصرية مع كل من الشاعر صلاح عبد الصبور وعبد الغفار مكاوي، وكان قد ربطته علاقة وثيقة بأستاذه امين الخولى الذى كان يشغل أستاذية كرسى الادب المصرى كما ربطته علاقة وثيقة بأستاذه د. عبدالحميد يونس أول أستاذ للأدب الشعبي. وسرعان ما تطورت علاقته بالشيخ أمين الخولى إلى اسهامه البارز فى تأسيس جماعة الأمناء ونشاطها الطبيعى حيث شغل عضوية مجلس ادارتها ما بين 1954 و1957، كما ربطته علاقة ثالثة لا تقل اهمية بالأستاذ محمد فريد أبو حديد وكان يده اليمنى فى التطوير الذى شهدته مجلة الثقافة فى اعدادها الخمسة الاخيرة عام 1952 قبل ان تحتجب. وكان خورشيد عضواً مؤسساً فى مجلس ادارة الجمعية الادبية المصرية 1950-1972 حيث عرف عنه انه أبرز أبناء جيله وأصدقائه قدرة على التنظيم وقد ضم هذا الجيل الشاعر صلاح عبد الصبور ود عز الدين إسماعيل وعبد الغفار مكاوى واحمد كمال ذكى ومحمد عونى عبد الرءوف ومحمود ذهنى وعبدالعزيز الدالى وظلوا اصدقاء حتى آخر حياتهم.
وعن إبداعاته يقول المتخصصون فى الأدب الشعبى انه نجح فى ان يضفر همومنا المعاصرة مع ما احتوته السير القديمة من وقائع واحداث، فسيف بن ذى يزن الذى كتب عنه كثيراً يغامر بحثاً عن المعرفة والخبرة وصولاً إلى ادراك العالم من حوله من خلال احداث عن السيرة وشخصياتها. والاختلاف واضحاً بين نص السيرة ونص الرواية حيث لا تغنى صياغة فاروق خورشيد للسيرة الشعبية فى الشكل الروائى المعاصر عن النص الاصلى للسيرة بيد انها قدمت شكلاً جديداً يحمل مضامين وتقنيات روائية معاصرة، حيث استغل الاديب محتوى المغامرات فجعلها تبدو وكأنها جزء من حلم كبير او أضغاث احلام أو فى بعض مراحلها الكثيرة نوعاً من الكابوس.وقد انتج خورشيد ما يزيد عن 500 كتاب منشورً ما بين الدراسة الادبية والنقدية والرواية والقصص القصيرة والأدب الشعبى وادب الطفل وغيره من صفوف الادب ومن مؤلفاته ملاعيب على الزيبق وليلة من الف ليلة وليلة والجنى والكلب المسعور وعلى بابا والأربعين حرامى وسيف بن ذى يزن والزير سالم والأميرة ذات الهمة. ومن الادب العربى له حبظلم بطاطا وعلى الارض السلام وكلمات فى الحب والاسى.
ومن المعروف ان الشاعر الإذاعى فاروق شوشة كان يعتبره بمثابة أستاذه، وقد تم تكريمه بمنحه جائزة الدولة التشجيعية عام 1964، وجائزة جامعة المنيا لأحسن روائى عام 1984 وجائزة جامعة صنعاء 1985 وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب 1989 حيث كان اول اعلامى يفوز بها، كما حصل على درع الاتحاد العام للصحفيين العرب والشهادة الذهبية لأحسن كاتب اذاعى عام 1997 وجائزة نيلسون منديلا لأحسن برنامج إذاعى فى قارة أفريقيا. وبعد وفاته فى 20 يناير 2005 منحت أسرته مكتبته بكامل محتوياتها لمكتبة الإسكندرية وكانت تضم ما يقرب من 2000 كتاب تشمل مؤلفاته والكتب التى كان يقتنيها.