دفتر أحوال التجربة المصرية فى البناء والتنمية
من أهم مقومات ومكونات القوة والقدرة المصرية هى السياسة الحكيمة والأخلاقية التى ترتكز على المصداقية والشرف والاحترام المتبادل، وهى المدرسة التى أرسى مبادئها وقواعدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى مدرسة الشرف المصرية، فرغم حملات الاساءات الشرسة التى استهدفت مصر وقيادتها ومازالت إلا أنه لم يصدر من مصر أو رئيسها اساءات أو سب أو قذف بل حالة من السمو والترفع والأدب الجم، الرئيس السيسى قال كلما زادت حملات الأكاذيب والإساءات فإن الإصرار على العمل والنجاح هو أفضل طرق الرد وهذا هو حال مصر، نجاحات تتوالي، وإنجازات تتحقق وقوة وقدرة تتنامي، بل لم يجد بعض المتطاولين سبيلاً إلا كسب رضا مصر وخطب ودها، ومصالحتها، وكتابة صفحة جديدة من التعاون، فمصر لا تهوى الصراخ والعويل والتطاول، ولا تميل إلى مجرد الأقوال والتصريحات ولم تبادل أحدًا اساءات، ولكنها تعرف فقط لغة العقل والعمل والنجاح وتحقيق التقدم، بل وكسب معارك كثيرة، ودحر تهديدات خطيرة بثقة وثبات وحكمة.
الرئيس السيسى على مدار تاريخه يتمتع بأخلاق رفيعة، وأدب، واحترام، لم تصدر منه اساءة طوال تاريخه، ولا يعرف اهانة الآخرين، بل يعلى من شأن القرار دون انقاص من الآخرين، يقيم ويحاسب طبقًا للقانون، عف اللسان، شديد الرقى إنسان بمعنى الكلمة، لذلك فإنه وضع بناء الإنسان والحياة الكريمة، والعيش الكريم وجبر الخواطر، والعمل على تلبية مطالب المواطنين والاستجابة لها، ووضع المواطن المصرى على رأس الأولويات لذلك إذا تفصحت دفتر أحوال التجربة المصرية فى البناء والتنمية على مدار السنوات الماضية ستجد جل أهدافها هو إعادة الاعتبار للإنسان المصرى فلم يكن القضاء على العشوائيات التى لم تكن آدمية على الاطلاق، إلا تقديرًا واحترامًا رئاسيًا لقيمة ومكانة الإنسان المصري، فقد عمل الرئيس على نقل سكان هذه المناطق إلى أخرى حضارية، وعلى درجة كبيرة من الآدمية والرقي، فى حياة مختلفة تتوفر فيها كافة المقومات ووحدات سكنية مجانية مجهزة بالكامل ولم يكن القضاء على فيروس سى وقوائم الانتظار إلا تخليصًا للإنسان المصرى من المعاناة و الخوف، والمرض، ولم يكن الاهتمام بالفئات الاكثر احتياجًا بشكل غير مسبوق، والاهتمام الكبير بقطاعات الصحة والحماية الاجتماعية، إلا تقديرًا للإنسان وحماية للإنسان المصري، وأيضا تغيير وجه الحياة فى مصر، لتواكب العصر والتطور وسهولة ويسر الحصول على الخدمات وانهاء عقود الأزمات من نقص وعجز السلع والاحتياجات، والقضاء على عصور الطوابير والتزاحم ثم مبادرات السكن الكريم، والاجتماعى ووسائل النقل الحديثة، الكثيرة والمتنوعة، ونفص مستوى البطالة إلى أقل من 7 % رغم تداعيات الأزمات العالمية والإقليمية إلا إيمانًا بحق الإنسان المصرى فى الحياة الكريمة، ولم يكن تطوير وتنمية قرى الريف المصرى إلا ردًا لكرامة ما يقرب من 60 مليون مواطن مصرى عاشوا عقودًا فى دائرة التهميش والنسيان، فهناك الكثير والكثير فى هذا السياق ما يعكس إنسانية الرئيس السيسى ومنحه الأولوية الأولى للمواطن المصرى وليس هذا فحسب بل دائم الثناء والشكر والتقدير للمصريين الذين يصبرون ويكافحون من أجل بناء وطنهم فى ظل التحديات والتهديدات والمخططات وأيضا فى ظل حملات مكثفة وشرسة تستهدف احتلال العقول، وتزييف الوعى بالأكاذيب والشائعات، والتشويه والتشكيك والتحريض لكن المصريين فشلت معهم كل هذه الحملات ولم يستجيبوا لدعوات التحريض والتحريك وظلوا قابضين على جمر التماسك والوعى والاصطفاف خلف الوطن والقيادة.
وحتى يتعلم جميع المسئولين على كافة المستويات الرئيس السيسى وتعامله الراقى والإنسانى مع المواطنين، الذين يتمتعون بمكانة شديدة الخصوصية فى عقل وقلب الرئيس، الذى يحرص خلال جولاته الميدانية على ايقاف سيارته للحديث مع المواطنين والاطمئنان على ظروفهم وأحوالهم المعيشية أو حتى الاستماع لمطالبهم وشكاواهم، يخفض جناح الرحمة والمحبة والإنسانية لهم، تجده يرد على مطالبهم ودعواتهم بقوله «ده حقك علينا» «عيننا» وإذا وجد فى طريقه سيدة كبيرة فى السن، تعانى من المرض يخبرها «كل حاجة هتتعمل يا أمى» ويقبل رأسها يا ليت الجميع يتعلم من مدرسة الرئيس السيسى ويعرف كيف يتعامل مع المواطنين، وأنا شاهد عيان على مدار 7 سنوات، كنت أتشرف بحضور لقاءات وافتتاحات رئاسية للمشروعات العملاقة لنرى ونتعلم جميعًا كيفية احترام رئيس الجمهورية للمسئول أيا كان، يتعامل معه برفق وأخلاق عالية، وإذا تحدث فى قضية من خلال مداخلة أثناء كلمة أحد الوزراء أو المسئولين أو القيادات العسكرية دائمًا يقول «سيادتك» وهو رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وإذا تحدث فى موضوع قد يعتقد المتحدث أو المسئول أنه المقصود يقول الرئيس بأدب جم أنا بتحدث بشكل عام لا أقصد سيادتك والله، وأيضا تعامل الرئيس السيسى مع الأبطال، وأصحاب العطاء لمصر أو أبناء وأسر الشهداء، أو العلماء، أو القيادات السابقة، تجده شديدة الأدب والاحترام ورأينا كيف تعامل الرئيس السيسى مع أبطال حرب أكتوبر، وكيف كان يتعامل الرئيس السيسى حفظه الله مع المشير حسين طنطاوى رحمة الله عليه.
الرئيس السيسى الحقيقة هو درس وقدوة لكل من يريد التمسك بالأخلاق والرقى والأدب والشرف لذلك فإذا كانت هذه طبيعة وتكوين الرئيس السيسى منذ صغره، فإن المسئول فى مصر لابد أن يكون على هذا المستوي، وأيضا أن يكون لدينا الوزير والمحافظ والمسئول السياسى الذى يعرف كيف يتعامل مع الناس أو المواطنين الذين هم الهدف من جهود الدولة أو الحكومة.
الرئيس السيسى أسس مدرسة جديدة فى العلاقات الخارجية والدولية ترتكز على الشرف والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وفى أوج المخططات والمؤامرات والإساءات لمصر، قال الرئيس فى إحدى المناسبات «مصر لا تتآمر.. نحن لا نقوم بهذه الإجراءات الخسيسة.. سياسة شريف فى زمن عز فيه الشرف، لها وجه واحد، ومصر عمرها ما هتكون أبدًا ديل لحد» وهنا أتوقف كثيرًا عند الكلمات الأخيرة من العبارة الرئاسية «وعمرها ما هتكون ديل لحد» فمصر ــ السيسى تمتلك قرارها لم ولن تكن تابعة لأحد، ولا تأخذ تعليمات أو إملاءات من أى قوة فى العالم، تسعى فقط لمصالحها وما يحقق أهداف ومصالح شعبها، وهو أمر تؤكده مواقف مصر القاطعة، والشريفة وثوابتها، ورفضها للإملاءات والإغراءات مهما بغلت، فالشرف هو أعز ما تمتلك والشموخ عقيدتها، فلا تفريط فى المواقف أو المباديء أو السيادة لذلك تنتصر مصر، وتكسب المعارك السياسية وتدمر المؤامرات والمخططات وهذه نتيجة طبيعية أن يربح الشرف والحق والخير والبناء، ومصر دائمًا تمد أياديها بالسلام وتسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار ليس عن ضعف ولكن عن قوة وثقة، فهى التى تقف دائمًا إلى جانب الصديق والشقيق ولا تستغل ضعفًا حاجة الآخرين، ولا تؤجج صراعات، وأزمات وحروبًا، بل هى مثال للشرف، فى زمن عز فيه الشرف.